أتتذكر يا حيدر العبادي أم نسيت فنذكّرك، تلك الهتافات التي أطلقها الشعب، بوجه الفاسد خالد العطية؟! فكم مرة خرج الشعب هاتفاً “نفطات الشعب فدوة لبواسيرك” هل تذكرت الآن، أم نسرد لك قصة العطية والبواسير ومبلغ 59 مليون دينار؟!
نعم هي 59 مليون دينار عراقي، نهبها العطية من أموال الشعب العراقي، حينما كان نائباً في البرلمان، لعلاج مؤخرته “السوبر” خارج البلد، نعم حقيقة هي سوبر، وإلّا فإن مؤخرة أي مواطن كريم مصاب بداء البواسير، لن تتجاوز تكاليف علاجه، 250 ألف دينار عراقي، في أرقى مستشفى داخل البلد!
بالأمس صدر قرار من مجلس الوزراء، يقضي بتعيين خالد العطية بمنصب رئيس هيئة الحج والعمرة بالوكالة، خلفاً للشيخ محمد تقي المولى، والأخير كان معروفاً بالنزاهة، والكفاءة في إدارة الهيئة، وقد شهدت الهيئة تطوراً ملحوظاً في عهده، رغم الظروف الصعبة التي كان يمر بها البلد!
قرار العبادي جاء مخيباً للآمال، وكان وقعه كالصاعقة على كل عراقي مؤمن بالتغيير، الذي دعت اليه المرجعية الدينية، وخطه الشعب الأبيّ بالأنامل البنفسجية، والدماء الزاكية، ومازالت نداءات المرجعية تصدح في أسماعنا مدوية: لابد من تغيير الوجوه التي لم تجلب الخير للبلد..!
هل يكفي ذلك يا سيادة رئيس الوزراء، أم نذكرك بمبلغ المليون دولار، الذي ضبط بيد العطية في مطار هيثرو اللندني، والذي علل عنه العطية، بكونه أموالاً يتم توزيعها على جمعيات خيرية في لندن! وكأن العراقيين يعيشون في نعيم، حتى تحوّل أموالهم الى جمعيات خيرية في لندن!
لا يسعنا وصف ما فعله العبادي، إلّا كما حصل مع بني إسرائيل، حين جاز النبي موسى عليه السلام بهم البحر، فلما نزل عليهم المن والسلوى من السماء، قالوا نريد فوماً وبصلاً وعدسا! فقال لهم نبيهم: أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير؟!