لماذا صوت البرلمان على القناعة بوزير الكهرباء؟
لماذا لم تتقرب حزم الإصلاحات لبعض مناصب العتاوي السياسية؟
هل يستطيع حيدر العبادي أن يكون بطلاً وطنياً، وأن يكون نظيفاً وهو وسط الزبالة منذ 12عاماً؟
الجواب:
1 كتلة الفهداوي من الكتل التي شكلت الحكومة وهي داعمة لها منذ انطلاقتها.
2 لم تقترب ما أطلق عليها بحزم الإصلاحات من العتاوي لنفس السبب الذي أبقى الفهداوي في الوزارة، على الرغم من أن الشعب العراقي في ساحات التظاهرات خرج في البداية بسبب تردي الخدمات، ومنها الكهرباء بشكل أساسي.
3 الأسباب التي ستوقف العبادي من السير في أي مشروع إصلاحي تصيب شظاياه أجساد العتاوي، هي نفس الأسباب التي أوقفت الحكومة السابقة، لأن المعركة بين الفرقاء غير وطنية، وغير شريفة، وبنيت على دوافع مصلحية ضيقة لا تتعدى مصالح رئيس الحزب أو الكتلة، أو التيار.
فمثلاً عندما تصيب الشظايا الإصلاحية مصالح أحد هذه الأطراف فإنها ستلعب بورقة التوازنات السياسية عبر البرلمان الذي يشكل اليوم جذر مشكلة الإصلاح، أي سيقوم الخاسرون بالتوحد فيما بينهم، وسيشكلون أغلبية برلمانية، ستسقط العبادي وحكومته، وهذا ما يفكر به العبادي، وهذه السياسات ليست مستغربة على هذه الأطراف. ولتقريب وتوضيح الفكرة نضرب مثالاً فيما جرى في الناصرية أثناء تشكيل الحكومة المحلية واختيار المحافظ الحالي، فهو لا يمتلك في مجلس المحافظة سوى مقعدين! إذن كيف أصبح محافظاً وسط وجود كتل لها أكثر من ثمانية مقاعد في المجلس؟ السبب هو أن الفرقاء هم أعداء فيما بينهم، وهم كتلة الأحرار، ودولة القانون، وكتلة المواطن، ولا يمكن حصول الأغلبية إلاّ في حال تحالفهم جميعاً وتوافقهم، أو ذهاب كتلة دولة القانون إلى الخيار الإنتقامي، وهو التحالف مع كتلة المحافظ الحالي مقابل التخلي عن منصب المحافظ! هكذا تجري الأمور من دون مراعاة لأي خلق سياسي وطني، فكل شيء خاضع لمزاجية هذه الكتل، والعراق اليوم يدفع ثمن كبير ليس بسبب الإرهاب فقط، لأننا لو توحدنا وبنية وطنية صافية لا يستطيع الإرهاب أن يتغلب علينا، ولكن بسبب الصراع غير الأخلاقي بين الكتل السياسية، وهو صراع وصل إلى حقد شخصي فيما بين قادة هذه الكتل…. من ذلك نستنتج أن العبادي هو اليوم أمام خيارين لا ثالث لهما.. و هو أما أن تكون مع العتاوي وبرلمانهم، أو أن تكون مع الشعب، وسبق أن قلنا للمالكي أن ينتهج أحد هذين الخيارين، أو الذهاب إلى السقوط السياسي الأبدي، وهذا ما حصل بالضبط معه.. لذلك نعيد على العبادي نفس ما قلناه للمالكي: أنت تخشى من اختلال التوازنات السياسية والتي من الممكن أن تطيح بحكومتك إذا اتسعت جبهة المتضررين من الإصلاحات التي يطالب بها الشعب، وهذا وارد فعلاً، ولكن عليك أن تعرف أن الشعب حينما يقف معك فإن الله سيقف معك، ولن يستطيع المتضررون من الإصلاحات، أن يقيلوا حكومتك، لأن الشعب سيقف ضدهم، وأنا واثق من أن للشعب اليوم القدرة على تفليش وحتى حرق البرلمان عندما تصل الأمور إلى تلك المرحلة… وبغير ذلك أيها العبادي فسيكون من الصعب عليك أن ترضي الشعب، وترضي العتاوي في الوقت نفسه، وسيحصل معك أسوأ مما حصل مع المالكي، وسيتعرض البلد إلى هزة سياسية شعبية لا تحمد عقباها. وغداً لناظره قريب… فإشهدوا إني بلغت .