ليست مجرد ذاكرة بل اختزال للتاريخ والرفض والمعاناة
تتجدد يقظة وضمير.
كيف لك أن تضيء من نعوم الأظافر، وتسري كما الساعات تدور وتعود؟ فأنت للوقت شريان حياة.
ملاذاً للتحدي، يستلهم عطش الهمم والعزم،
حيث تنبض الشجاعة دون توقف أو خوف أو رجف.
وعداً للحق، يبقى صوتك يشق الآفاق ويمتزج بشجاعة أو نصر.
هكذا تُبنى الشواهق عوالياً،
تشعشع بانتشارها نوراً للظلام.
غيورا، ما عدت بغير ذلك طلبا،
نبل الرجولة تنكس عفن الباطل كلما حاول أن يقوم ثانياً
إلا وسمات العار تلطخ جبينه.
عاماً بعد آخر
كما أنك تحيي فينا النفوس لا أن تموت
وكل عام تجهر أن لا يركن الكبرياء بعيداً
حتى قام يُصلي ولا يُهزم.
ويا للعجب
كيف تعلو فينا ونرتفع؟
يخشاك من وجد موقفك ظلاً يستظل به.
أبا الأحرار
راعياً
لا يهد لنا جفن أو تاخذنا غلبة الوسن.
فليلك حلماً يصفح الدكون الدامس.
ونهتف:
حسينا يا حسين
كلهم ماتوا فقد عَدّوا وقد جُهزوا
مراراً وتكراراً
وأنت أنت بلا منازع.
خذلوك على مرأى ومسمع
وانتصرت لهم على مرأى ومسمع.
حتى تكون حياتهم جنة الأخرى، فانكروا.
وحيداً، نعم
قليلاً هم من شاطرك
لكن قليلك كان العدة والعدد.
وجاء من يخذلك، وجاء من يناصر
ولا يزال الصراع قائماً.
يا ابن المتاعب، يا ابن الطاهرة
كنت نبعا
تسير دون أن تهدأ أمواجك
تسبح فينا، تسير بنا موجة موجة
عاماً عاماً
وجيلاً جيلا.