18 ديسمبر، 2024 11:11 م

يأكلون بعضهم وآكلهم سعيد!!

يأكلون بعضهم وآكلهم سعيد!!

السبب الجوهري لذهاب الأندلس وسقوطها هو التناحر الدامي بين أهلها في ممالك ودويلات محقت بعضها البعض , فجاءها المفترس الذي يتربص بها فأنهى وجودها بالكامل.
وقد إستمر ذلك التفاعل التآكلي لبضعة قرون , ولم يتحقق الإنهيار في ليلة وضحاها , وإنما تواصل حتى بلغ ذروته بسقوط غرناطة في 1492.
وما يحصل في بلاد العرب والمسلمين يجري على ذات المنوال الأندلسي , مما يعني أن الأحوال ستنتهي لقمة سائغة بأفواه المفترسين وهم كُثرُ.
العربي يقتل العربي …المسلم يقتل المسلم…إبن الوطن يقتل إبن الوطن!!
والوحوش تتربص وتصول هنا وتجول هناك , وتزيد من حدة التصارع والإنمحاق , فتصب الزيت على أي بصيص نار في أي مكان.
فما أن تنطلق شرارة حتى يتأكد توظيفها لتتحول إلى حريق مروع.
وهذه الوحوش المتربصة وجدت في الدين المادة السريعة الإشتعال , والقادرة على حرق الأخضر واليابس ولا تحتاج إلا إلى شرارة!!
وهكذا ترى الدين قد تمزق إلى فرق وجماعات متأهبة للإنقضاض على أخواتها في الدين , متوهمة بأن دينها هو الحق المبين ودين غيرها الباطل المشين , وكل فئة تستعين بالمفترسين , وتمضي في غفلتها وضلالها المهين حتى تجد نفسها على موائدهم مطبوخة بالحسرات والأنين.
فأين العرب؟
وأين الدين؟
وأين المسلمين؟
وأين الغيرة على أمة محمد الرسول الأمين؟!
العرب والمسلمون ينتحرون , ويتعممون بالبهتان والإستهتار بالقيم الإنسانية والدين , ويتمنطقون بما يبيدهم ويدمر دينهم , ويجعلهم يتدحرجون إلى أسفل سافلين!!
فهل من يقظة وإيمان بفرقانٍ جاء رسالة للعالمين؟!!