19 ديسمبر، 2024 3:02 ص

ذات ليلة على ضفاف دجلة سمعت انين خافت يخرج من اعماق القلب ليقول عـَد و لو قليلاً عـَد اشم صدرك لثواني, أجزاءه الاحسان الإحسان؟ لماذا تركتني وحيدة ؟! انا من حملتك تسعاً و ربيتك حتى شبت على حجري , كل الثواني انت معي لم تفارقني لحظة , لحين ذلك اليوم المشؤوم الذي ودعتني فيه علمت انها الاخيرة و لم تعود لكن ليس بهذه السرعه .تقربت من الصوت اكثر لأسمع صوتاً يناجي الماء و يسأله لماذا اخذت مني ضوء العين و شمعة الحياة؟ لماذا سرقت زهرة سنيني و أمالي, ولدي كان يحميك من الصوص و المجرمين و انت جازيته بالموت ! إهذا هو جزاء الدم الذي يقطر دفاعاً عنك؟جلست بجوارها لأرى مزيج الدمع مع الماء سألتها لماذا تعاتبين النهر  أغرق لك عزيزاً ؟ لتقول و شهقتها من اعماق القلب لو انه غرق لما حزنت عليه هكذا لقلت انه طائش و اخذ جزاءه .لكن في صباح يوم افقت على خبر عاجل (1700 شهيد قتلوا في المدينة و رموهم في النهر) لم اصدق شي اتصلت عليه فلم يرد و حاولت و حاولت ولا جواب , عندها ايقنت انه ذهب و لن يعود , و بعد فتره سمعت هنالك ناجين و من حينها كل ليلة افترش جرف النهر عسى ان يعود و اكحل عيني بطلعته .هذا سبب جلوسي يا ولدي اذهب الى عيالك و نَم جنب اطفالك فكثير ليس لهم اباء يناموا على حجرهم , و عندما تسير امشي بصمت فكثيرا هنا منهم من فقد حبيب و منهم صديق و منهم قريب سـَر و لا تزعج قلوب اكلها الشوق و الحنين و انا انتظر ان يأتي ولدي و اذهب معه الى بيتي.تركتها بعد ان أفاضت عيني لكلامها لأقول و كم طفلاً ينتظر طرق الباب و صوت أبيه و كم اماً و اباً متشوقون لزفاف ولدهم و كم زوجة احضرت الطعام ليأكل زوجها .و منهم من ينتظر

أحدث المقالات

أحدث المقالات