قانون الجذب الحقيقي :
ينص قانون الجذب الفكري على أن مجريات حياتنا اليومية أو ما توصلنا إليه إلى الآن هو ناتج لأفكارنا في الماضي وأن أفكارنا الحالية هي التي تصنع مستقبلنا، بالأحرى يقول القانون أن قوة أفكار المرء لها خاصية جذب كبيرة جدا فكلما فكرت في أشياء أو مواقف سلبية اجتذبتها إليك وكلما فكرت أو حلمت أو تمنيت وتخيلت كل شيء جميل وجيد ورائع تريد أن تصبح عليه أو تقتنيه في حياتك فإن قوة هذا الأفكار الصادرة من العقل البشري تجتذب إليها كل ما يتمناه.
قانون الجذب الفكري ليس جديداً وليس من معطيات القرن الواحد والعشرين ولكنه قانون قديم قدم الحضارة نفسها إذ أن القدماء اعتقدوا بوجود هذا القانون واستعملوه في حياتهم اليومية وتبعهم اليونانيون القدماء عامة ونسي العالم بشأن هذا القانون لفترة طويلة حتى أواسط القرن العشرين حين بدأ علم البرمجة اللغوية العصبية يشق طريقه إلى العالم ويصبح علما معترفا به بدأ علماء هذا العلم بإحياء هذا القانون من جديد وهم يصرون على أن جميع من أنجزوا شيئا مهما في حياتهم أو بلغوا مستويات عالية من النجاح في الحياة قد طبقوا هذا القانون في حياتهم بشكل أو بآخر. أما المسلمون فإنهم يؤمنون بأن قدر الله فوق نظرية التفكير الإيجابي، وأن الله هو من يقدر حياة الإنسان وليس الكون أو مجرد القوى الخفية، ويؤمنون بأن القدر يستلزم موضوعي التفاؤل والعمل، ويبقى في النهاية أن النتيجة بقدر الله ومشيئته وليس أن مجرد التفكير العميق يجذب بذاته ما يفكر فيه الإنسان استقلالا عن تقدير الله. ففي الحديث القدسي يقول الله: (أنا عند ظن عبدي بي، فليظن بي ما شاء)، وفي القرآن ﴿وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ﴾ وفي السيرة النبوية كان النبي محمد يحب الفأل الحسن.
•هل سبق و سألت نفسك لماذا يشفى شخص من مرض ما و لا يشفى منه شخص آخر مع أنهما أخذا نفس العلاج ؟ هل سبق و سألت نفسك لماذا الأشخاص الأذكياء أقل حظ و أكثر تعاسة (يفكرون كثيرا و يقدسون الأسباب أكثر من مسبب الأسباب) ؟
•الجواب : في هذه الحياة إذا حاولت القيام بكل شيء بنفسك فإنك ستفشل و ستتعب قلبك و جسدك
•مثال : حاول أن تتنفس بإرادتك تولى الآن مهمة التنفس … بعد لحظات قليلة ستختنق و سيتوقف تنفسك … لماذا ؟ … ببساطة لأن مهمة التنفس ليست مهمتك أنت … نفس الشيء هناك أشياء كثيرة في هذه الحياة ليست مهمتك … كل مشاكلك و حرمانك سببها أنك تحاول جعل الأشياء تحدث بالغصب و لا تتركها تحدث ببساطة
•صياد السمك الخبير يجتهد فقط في تحضير الطعم و الصنارة و اختيار المكان و التوقيت المناسبين ثم بعد رمي طعمه يسترخي و يريح باله لأنه يعرف أن مهمته قد انتهت و الباقي يتكفل به الله جل جلاله
(و إذا عزمت فتوكل على الله إنه يحب المتوكلين)
لكن مشكلتك أنت أنك ترمي الطعم تم بعدها تقفز في الماء و تغوص و تحاول جعل الأسماك تأكل طعمك بالغصب و مهما حاولت جاهدا فأنت فقط تخيف الأسماك و تبعدها عنك و في النهاية بللت نفسك و أتعبت جسدك و عدت إلى منزلك بخفي حنين
•الآن عوض أن تطارد الأسماك = هدفك (حل مشكلة أو تحقيق أمنية) و تظل تهرب منك طول حياتك جرب أن تقف بعيدا و إسترخي و أرح بالك و لا تتدخل و أترك أمرها لله ليتولى حلها بطريقته هو سبحانه و تعالى علوا كبيرا
إذا نجحت في هذه الخطوة ستشعر براحة و طمأنينة و بأن هم قد إنزاح عن صدرك
•سيحاول عقلك العملي بعد رميك للطعم و بين الفينة و الأخرى القفز و التدخل لفرض طريقته الخاصة في حل المشكلات بالتفكير في الحيل و الأسباب لكن قاوم تلك الرغبة و لا تتدخل
•كما قد تسمع صوت في رأسك يقفز ليقول لك : من أنت يا هذا ليتولى الله حل مشكلتك و تحقيق أمنيتك أنت شخص عاصي مقصر لن يساعدك الله
هنا تأتي الخطوة الأخيرة و المهمة لكي تسكت ذلك الصوت التافه و هي الاستغفار
(من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا و من كل كرب مخرجا و رزقه الله من حيث لا يحتسب)
(استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا و يمددكم بأموال و بنين و يجعل لكم جنات و يجعل لكم أنهارا)
• الخلاصة : إذن ما دمت مطمئن و تستغفر و لا تتدخل فإن كل قوانين الكون الداخلي و الخارجي تعمل لمصلحتك و على الأقل تكون قد وفرت على نفسك كل تلك الطاقة اللتي كنت تستهلكها في القلق و التوتر و التفكير و حافظت بذلك على طاقتك و صحتك و شبابك
و سيصبح للعبادة الآن معنى أكبر بحيث ستدرك أنك تملك الآن سلاح قوي (التوكل على الله) تواجه به الحياة و كلما تقربت من الله أكثر كلما زاد سلاحك هذا قوة و بأس .