18 ديسمبر، 2024 11:07 م

وَمَضاتٌ مُختزلة عن إعادة العلاقات بين الرياض وطهران

وَمَضاتٌ مُختزلة عن إعادة العلاقات بين الرياض وطهران

هنالك نِقاط مميزة في الإتفاق ” عن الشروع قريباً ” بعودة العلاقات الدبلوماسية بين ايران والسعودية , وهي اكثر بروزاً من سواها في تفاصيل وفقرات هذه الإتفاقية , فبالرغم من الدور الذي لعبه العراق في التمهيد وإعداد الأرضية اللازمة للتوافق على هذا الأتفاق , وبإعتراف عدة دول اولها ايران والولايات المتحدة .! , لكنّ الأكثر اهميةً ستراتيجيةً في ذلك أنّ المجريات الأساسية لهذه الإتفاقية المفاجئة ” لحدٍ ما ” أنها انعقدت في العاصمة بكّين وبوساطةٍ صينية حيث استمرت المباحثات بين الوفدين الأمنيين السعودي والأيراني على مدى اربعة ايام , وبعيداً عن اضواء وكاميرات وسائل الإعلام العالمية , وانعكاسات ذلك نفسياً على الإدارة الأمريكية , كما أنها انعقدت خارج نطاق النزاع الدولي القائم بين معسكر الغرب او ” الأمريكان ودول اوربا ” مقابل روسيا والصين وحتى كوريا الشمالية , والهند الى حدٍ ما .. وإذ ما برحَ الحديث مبكّراً عن الأبعاد البعيدة والقريبة لهذه الأتفاقية وهي في اليوم الأول لميلادها الميمون , وَسطَ اجواء الزغاريد وتوزيع الحلوى في لحظات التوقيع الأولى , وربما البصمة والأختام على ورقة او اوراق الأتفاق وتفاصيلها الفنية .
إحدى النِقاط الأخرى الأكثر بروزاً , فإنّ المملكة قد أمّنَتْ مسبقا او منذ الآن عدم اطلاق او انطلاق مسيّرات الدرونز والصوايخ على مطاراتها ومنشآتها الحيوية الأخرى , سواءً من السادة الحوثيين او سواهم ايضاً , وهذا ما كان يسبب الصداع السياسي للقيادات السياسية والعسكرية للمملكة .
ضمن هذه الومَضات المختزلة , وضمنَ الدقائق الأولى لولادة او توليد هذه الأتفاقية , فلابدّ أنّ طهران ستستفيد من تخفيض التصعيد من الإعلام الخليجي الموجّه وخصوصاً من قنوات العربية والعربية الحدث , بالرغم من أنهما ينقلان الأحداث والحركة الأحتجاجية داخل الساحة الأيرانية , حتى لو كان ذلك بعدسةٍ اكبر قليلاً من حجمها التقليدي المعتبر .
ثُمَّ , اذا ما تركنا او تخلّينا آنيّاً عن الجانب السيكولوجي – العاطفي على اصعدةٍ جماهيريةٍ في بلدان المنطقة وسيّما المتشاطئة , فما انفكّ وما فتئَ مبهما موضوع العلاقة الخاصة بين طهران والحوثيين في حرب اليمن الدامية , والذي تجنّبت الأتفاقية الجديدة التطرّق له علناً , وذلك لما له من أبعادٍ شديدة الخصوصية , وقد تتطلّب التدرج البطيء في الترجمة العملية لتفاصيله ومديات برمجتها الممنهجة – المفترضة , وكما اشرنا في اعلاه فلا زال الحديث مبكّراً للكشف والإفصاح عن تفاصيلٍ وجزئياتٍ اخريات , ودونما استبعاد متغيراتٍ اخرى محتملة في وقتٍ لاحقٍ ” ربما ” .!