23 ديسمبر، 2024 5:29 ص

ويكيليكس … الصحيح السابع!

ويكيليكس … الصحيح السابع!

يقال “إن توضيح الواضحات من أشكل المشكلات”، وما ينشره الإعلام في هذه الأيام، رغم علمنا بالكثير منه، لكن صداه مازال يأخذ الحيز الأكبر من أحاديث المتلقي العراقي عامة، والسياسي خاصة، كون أصابع الشبهة والإتهام، تشير لبعضهم بكل وضوح، لتبين ما لم يخفَ من خيانتهم لبلدهم وشعبهم، وهو أمر لم يستغربه الشارع العراقي منهم.

مواقف الخيانة من بعض الساسة العراقيين، وأحاديثهم بما تحمله من نبرة التطرف والحقد الطائفي، نسمعها كل يوم من وسائل الإعلام، وما جاءت به ويكيليكس إلا توثيقاً لتلك المواقف.

ويكيليكس هذه المنظمة مجهولة الهوية، بدأت بنشر التسريبات والوثائق السرية والخاصة، عن الحكومات والأفراد منذ عام 2006 وإلى يومنا هذا، ويلحظ المتتبع أن أغلب الدول المستهدفة من قبل هذه المنظمة، هي دول آسيا والشرق الأوسط، وهو ما يصرح به موقعها بشكل واضح، حيث أن “مهمتها الأساسية هي في فضح الأنظمة القمعية في آسيا والكتلة السوفياتية السابقة، ودول جنوب الصحراء والشرق الأوسط” مما يدفعنا للتساؤل عن الأبعاد الحقيقية لإنشاء هذه المنظمة وأهدافها غير المعلنة.

للشرق الأوسط حصته من وثائق وفضائح ويكيليكس، وما نشر منها خلال الأيام الماضية، كان للمملكة السعودية النصيب الأكبر من هذه الفضائح والوثائق، والتي قاربت نصف مليون وثيقة حسب ما أعلنه الموقع، والتي بينت الدور السعودي في المنطقة العربية بشكل عام، ودول الجوار مثل العراق وسوريا بشكل خاص.

الوثائق التي نشرها الموقع حول علاقة بعض الساسة العراقيين بالمملكة السعودية، ومدى الدعم والتوجيه التي قدمته المملكة لهؤلاء، وإن لم يكن تأثيره كبيراً على المواطن العراقي، لأنه لم يأت بشيء جديد، إلا أنه أثار حفيظة السياسيين بصورة خاصة، مما دفع بعضهم للتنصل مما نشر، كما اعطى الضوء الاخضر للآخرين للتهجم على بعضهم إعلامياً.

بالإضافة إلى مطالبة بعضهم بفتح تحقيقات عاجلة بما نشره الموقع، ومحاسبة جميع من جاء ذكره في الوثائق، وثبت تعاونه وخيانته، من أجل الإطاحة بشرعية الحكومة العراقية المنتخبة، والتعامل بجدية مع ما حوته هذه الوثائق.

تأثير وثائق ويكيليكس المتزايد على الشارع السياسي العراقي، يثير العديد من التساؤلات الكبيرة، حول مدى صحة هذه الوثائق، ومدى تقبلنا لها من باب التصديق والثقة، رغم انها صادرة من جهة مجهولة الهوية.

منظمة وهمية، وموقع على شبكة الإنترنت، أصبحت اليوم مصدر ثقة وكلمة حق عند أكثرهم، فالأولى بهم حينها عدها من الصحاح، وإلحاقها بهم، ليصبح ويكيليكس… الصحيح السابع.