23 ديسمبر، 2024 4:59 م

ويسألونا عن الحسين (ع)

ويسألونا عن الحسين (ع)

منذ زمان بعيد وعلى مر السنين لا ينفك اللائمون عن طرح أسئلتهم واستنكاراتهم لذكرنا الحسين فتتوالى اسالتهم (لماذا تذكرون الحسين؟ ولماذا تسيرون له؟ ولماذا تبكون لاجله؟)، فمنهم من جهل ومنهم العارف بيد ان قلبه كالحجارة بل اشد قسوة، فلا هم كفوا عن أسألتهم ولا نحن عجزنا الاجابة وأقدامنا تتبع الارواح نحو الحسين، فلم لا نذكره (وهو الذي توهج نوراً في زمن غرق في الظلمات واضمحلت الاخلاق فيه وتلاشت الانسانية واغتيل الجمال حيث ثار وقوام جيشه الكمال ولواءه النبل والرفعة وسلاحه الكرامة، كان حليفه كل شئ جميل يزلزل كل قبيح متطاول، فأنقذ روح الانسان وخلدها بعد ما استعبدت) ومن يومه الى الان تعلمنا: (ليس من الحياة ان نعيش عبيد)، فالعصور تضج بحرفه والأيام لا تمل من ذكره، ولعظم مأساته نبكيه لا لأجل مثوبةٍ وإنما العيون لأجله باكية، أما علمتم ان البكاء انفعال عاطفي يدل على حياة الضمير فأن تبكي الحسين هذا يعني أنك انسان، أما سيرنا له فهو وفاء لسيره الى أرضٍ وعد بالشهادة هو وأهل بيته صغيرهم وكبيرهم على عرصاتها فقد سار تجاه حرب أيسر ما فيها تسقط الرؤوس والأيدي وفارق الدنيا ليسطر بدمائه دروساً تعلمنا كيف نحيا بكرامة فبسيرنا له نطلب الحياة وتلك الملايين الزاحفة تمثل إرادة شعب وهدفها تعريف العالم برمزها الذي تفخر به وأهدافه السامية، فلماذا تنتقدون إرادة هذا الشعب اليس من حق الشعوب ان تعبر عن إرادتها؟ ، ولم لا تنتقدون أولائك الذين يسيرون لمسافات طويلة وليس لهم هدف نافع للبشرية سوى ممارسة الرياضة والفوز بالمداليات، والمهرجانات المليئة بالرقص والغناء وتفوح منها روائح العهر ولم ينل الناس من ورائها اي نفع أليست أولى بإنتقاداتكم ايها (المتحضرون)، فلا عجب من ذكرنا للحسين دوماً، فلكل أمة عظماء تفتخر بهم وتخلدهم ومن حقنا ان نفخر بعظيمنا ونخلده، علماً إن الحسين خالد بنا وبغيرنا ولسنا من لا ننسى الحسين بل هو الحسين لا ينسى، تهاوت الأسئلة والانتقادات، وآن لنا ان نسأل ونطالب بالجواب وسؤالنا هو (لماذا ننسى الحسين..؟ بل لماذا تريدون منا نسيان الحسين..؟).