23 ديسمبر، 2024 12:27 ص

وهم الانتخابات وحلم التغيير

وهم الانتخابات وحلم التغيير

 الحيرة الكبرى التي تواجه العراقيين في الانتخابات القادمة بأنهم اذا قرروا عدم المشاركة فبذلك سوف تخلى الساحة للولائيين ويخلى الجو في استدراج ضعاف النفوس للذهاب للمشاركة من خلال الرشاوي للتصويت لصالحهم فضلا عن أستخدام بطاقات العاكفين لأغراض التزوير .. أما لو حرص الجميع على المشاركة فيبقى الفوز مضمون لنفس الوجوه نتيجة تفنن طرق عصابات التزوير واستخدام وسائل الترهيب والترغيب والتهديد فضلاً عن السلاح المنفلت خارج اطار الدولة الذي له تأثير فاعل على سير العملية الانتخابية وكذلك المال السياسي في شراء الذمم الذي بدا واضحا في عملية الدعاية الانتخابية المبكرة .. مما يعني انها فعلاً حيرة لانه لو كان الهدف من المشاركة ازاحة تلك الوجوة فأن عودة نفس السلابات لا محال كما حصل في السابق نتيجة التزوير المفضوح لان الجميع يتذكر تأخير فرز الاصوات لأكثر من شهر ليتسنى اجراء المساومات خلاف للنتائج في صناديق الاقتراع، وكذلك ما حصل من حرق لبعض الصناديق بعدما علموا ان التصويت فيها ليس لصالحهم، بمعنى لو قرر الشعب المشاركة سوف يضفي ذلك الفوز  شرعية قانونية تجعل الفائزين زوراً وبهتاناً يتبجحون امام العالم بنسبة المشاركة العالية في الانتخابات وانهم جاءوا بارادة شعبية وهذا ما سوف تؤكده سفارات المجتمع الدولي المنافق ومديرة مكتب الامم المتحدة في بغداد الضليعة بالكذب والنفاق والمشهود لها في فبركة التقارير لصالح الطبقة الحاكمة والمضحك انها تقول سنقدم الدعم لمفوضية الانتخابات لمنع التزوير ثم غيرت من لهجتها عندما علمت ان فرص نجاح الاحزاب باتت تتقلص فأخذت تروج الى عدم امكانية الانتخابات من الناحية الفنية واللوجستية، بمعنى عدم قبول اجراء الانتخابات مالم يكن هناك ضمانات لعودة نفس الوجوه لان الغاية من الانتخابات اضفاء الشرعية على حكم اللصوص في مجتمع مغيب بعمائم الجهل ولا يعرف من الديمقراطية الا التبعية لفتاوى المعممين، لذلك واهم من يعتقد ان الانتخابات هي الحل لان من الغباء التصور ان المالكي والعامري والخزعلي ومقتدى الصدر سيقرون بالخسارة ويتركون المشهد بسلام بينما الصدر اعتبر رئاسة الوزراة من حصته قبل الانتخابات يعني لو رئاسة الوزارة لو احرق البلد والذي يحرق مستشفيات في سبيل مصالح مالية لا يبالي في حرق البلد عندما يشعر بالخسارة السياسية وذلك ما يؤكد ان الانتخابات مسرحية يتوافق او يتصارع على نتائجها السياسيين قبل حدوثها او اذا اقتضى الامر الغائها في حال عدم ضمان الفوز .. لذلك لا خيار امام الشعب الا ان يسلك احد الحسنيين .. اما تكثيف الجهود في الداخل والخارج للمطالبة بالاشراف الدولي على الانتخابات وخصوصاً الاشراف على عملية الاقتراع وعملية الفرز منعاً للتزوير بالرغم من صعوبة تحقيق ذلك من الناحية العملية بسبب الحاجة الى امكانات هائلة لعمليات المراقبة في الوقت ان الجهات المختصة اعتذرت عن عملية التصويت في الخارج بحجة ضعف الامكانات فكيف هو حال المراقبة في الداخل بوجود  الاحزاب والميليشيات التي لا يصعب عليها عرقلة عمليات المراقبة لذلك حتماً سوف تعتذر تلك الجهات الرقابية الدولية المختصة بسبب التواجد في دولة غير مستقرة امنياً، علاوة على وجود من يتحجج في السيادة باعتبار ان الاشراف الدولي لا يتوافق مع هذا المبدأ ولكن عليه ان يحدثنا هؤلاء عن سبب الزيارات المتكررة للجنرال قاآني الى بغداد وايضاً ما يفعله السفير الايراني باقتحام مكاتب الوزراء ومقرات قيادات القوات المسلحة من غير سابق انذار وكذلك منظمات المجتمع المدني ومجالس العشائر من غير أحم ولا دستور وخارج اطار الاعراف الدبلوماسية المسموح بها وفق القوانين الدولية .. يستشف من ذلك ان الرقابة الدولية لم تجدي نفعاً في ظل الاوضاع السائدة في دولة الكلمة فيها للاحزاب التي تريد البقاء بقوة سلاح الميليشيات التابعة لها والتي تعمل خارج اطار الدولة بمعنى لا فائدة من هذة التمثيلية السخيفة وصرف المليارات من اجهلها والنتائج معروفة سلفاً، لذلك لا خيار امام الشعب العراقي المقهور من هذا الكابوس والضيم والظلم الممنهج الا الذهاب مجبراً الى الخيار الثاني الذي ليس فيه تزوير ولا شراء ذمم وهو الثورة السلمية العارمة التي يفترض ان يشارك فيها الصغير قبل الكبير، النساء قبل الرجال، الشيوخ قبل الشباب، كما حصل في دك قلاع سجن الباستيل في فرنسا، وكما لبس الشعب الايراني الكفن واقتحم حصون الشاه، ومثلما خرج 30 مليون مصري ليل نهار الى ان ازاح حسني مبارك، مع الاخذ بنظر الاعتبار حق الدفاع عن النفس بفعل مساوي لما يقوم به المجرمين لان الشعب العراقي ليس مشروع قتل من قبل العصابات الاجرامية المدعومة من ايران والا سيكون مصير شعب العراق الموت البطيئ المبرمج حسب منهاج الانتقام لطبقة حاكمة لاتعرف الراحة الا عند الرقص على جثث ضحاياها لانها في مأمن من الشعب المخدر بفتاوى المعممين الذي يجلد ذاته بلطم الخدود وشق الجيوب وضرب القامات لتفريغ شحنات الغضب بدلاً من مواجهة من اغتصب حقوقهم وجمد عقولهم بالدجل والكذب والخداع والاساطير من اجل  الانقياد الاعمى ليحصل ما حصل من فساد واستهانة وحرق وقتل بكل اريحية وتحدي .. لذلك لابد من تطبيق الصفحات الاخرى من ثورة تشرين كما هو حال تطور مسار الثورات عند شعوب دول العالم الذين يتطلعون الى الحرية والعيش الكريم بالرغم من ان شباب ثورة تشرين قطعوا نصف المشوار وحققوا الكثير وجزاهم الله الف خير الا انهم بحاجة الى عقول الحكماء وحضن الامهات وسواعد الشرفاء لحمايتهم من الاختراق بالمغريات او التهديد او الخطف او بالاغتيال لانه كلما تطول مدة اي انتفاضة دون تحقيق التغيير الشامل والنصر الكامل على الطغمة الفاسدة كلما يتفنن اللصوص من اختراقها لذلك يفترض ان لا يترك الشباب وحدهم في الساحة لانهم بحاجة الى ثورة عارمة توقض كل ضمير حي من جميع اطياف الشعب العراقي للوقوف ضد الظلم والجور والقهر والفساد والحرمان كما هبت الشعوب الحية التي صنعت اقدارها بكفاح ابنائها ودماء شهدائها .