18 ديسمبر، 2024 7:53 م

وهل هناك إصلاح حتى يفشل؟

وهل هناك إصلاح حتى يفشل؟

بعد أعوام طويلة من مزاعم الاصلاح والاعتدال في إيران، وخلال الاسابيع القليلة الماضية کانت هناك تصريحات ومواقف لوجوه محسوبة على تيار الاصلاح المزعوم هذا أکدت فيها بأنه لم يجري لحد الان أية عملية إصلاح على أرض الواقع وإن کل ماقد قيل ويقال بشأن الاصلاح لم يتم تفعيل وتطبيق وتنفيذ أي شئ منه على أرض الواقع، وبطبيعة الحال لم تقم هذه الوجوه بالادلاء بهکذا تصريح حبا منها بالحقيقة وإخلاصا للشعب وإنما جاء بعد أن بات الشارع الايراني يهتف إنتهت اللعبة، ‌أي لعبة الاصلاح والاعتدال، وهو”أي الشعب الايراني”لايرى أي فرق بين التيارين الرئيسيين في نظام الجمهورية الاسلاميڕة الايرانية.
عندما يحذر الرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي من سقوط النظام الإيراني على يد المعارضة بسبب فشل المشروع الإصلاحي في البلاد، بقوله: “كلما تخلى الناس عن الأمل في الإصلاحات في إيران، زاد احتمال استقطابهم نحو قوى المعارضة التي تطالب بإسقاط النظام”، لکن على خاتمي وهو يتهافت بهذه الصورة للدفاع عن مشروع لاوجود له في إيران، أمر يدعو الى التهکم والسخرية، خصوصا عندما يتوضح بأن تصريحات خاتمي جاءت بضوء أخضر من المؤسسة المتشددة التي باتت تشعر بالقلق إزاء تزايد الاستياء الشعبي وسط العقوبات الأميركية وتدهور الاقتصاد. ولاسيما عندما يشيد باستراتيجية المرشد الأعلى التي أكد أن مفادها “نعم للمقاومة، لا للحرب”، ووصف العقوبات الأميركية ضد خامنئي بأنها “عمل رخيص”، ذلك إن الشعب الايراني وخصوصا الطبقات المسحوقة والمحرومة منه متحاملة على المرشد الاعلى وسبق لها وإن هتفت خلال إنتفاضة عام 2009 وأواخر عام 2017، بالموت والسقوط للمرشد الاعلى، وعندما يدافع عنه بهذا الشکل من يزعم بأنه رمز الاعتدال والاصلاح في النظام فلاريب من إن الصورة تتوضح تماما!
الازمة العميقة والحادة التي يعاني منها النظام حاليا، تجعله يتشبث بکل شئ من أجل إيجاد مخرج لها تماما کالغريق الذي يتشبث ولو بقشة، وإن هذا التصريحات الجديدة لمحمد خاتمي تأتي في وقت يواجه النظام فيه ضغوطا داخلية وخارجية غير مسبوقة على حد سواء، ولاسيما بعد أن إزدادت الضغوط الدولية مع ملاحظة وحدة ضمنية في الخطاب الموجه للنظام الايراني، الى جانب إن هناك تحرك رافض ملفت للنظر للنظام ليس من جانب المعارضة النشيطة ضد النظام والمتمثلة بالمجلس الوطني للمقاومة الايرانية وإنما حتى من داخل الشعب نفسه الذي يظهر عليه واضحا بأنه قد مل من النظام برمته لأنه يعاني الامرين من کلا التيارين ولايجد هناك من مخرج للتخلص من هذه الاوضاع السلبية إلا بالتغيير الجذري للنظام.