23 ديسمبر، 2024 5:22 م

وهل تستطيع الملائكة العيش بين الشياطين؟

وهل تستطيع الملائكة العيش بين الشياطين؟

يبدو ان الانسان الذي يعيش في هذا الزمن الردئ خاصة بعد تجربة حياة طويلة وغنية بالاحداث سلبا ام إيجابا يتحول وبسرعة مذهلة الى كائن اخر بهواجسه وبردود افعالة وحتى في مناحي كثيرة من الحياة وفي اكثرها كارها لا متمتعا فيما يرى او فيما يقول.. علمتني تجارب الحياة التي لو بستطها لاحد قراء مقالي هذا لا أقول سقط مغشيا عليه ولكن لتوقف واجما مذهولا لما يسمع وما يرى ولكن كلها في زمنها البعيد كانت ذا متعة لي لانها صراع من اجل البقاء بأرادتي التي اختارت هذا الطريق دون بنادق ولا رائحة بارود ولا سياسة بمعني الاعتياش ولا قيود دين احترمتها فاحترمتني وكل منا حر في ما يريد وما يبتغي ولكل هذا كنت سعيدا جدا رغم الإرهاق الذي كنت اعانيه وانا اشق غابة الحياة كطير تمرس فيها وعليها…

راحت أيام وجاءت بديلاتها لعصور من واقع العراق السياسي وانا منزو اراقب ما يحصل وكل الذي كنت ارصده كان طبيعيا عندما اقارنه بالواقع العربي الا ما ندر من شواذ وتمرد على الواقع وهو نزر يسير وقصير العمر متبعثرا هنا وهناك على مد الوطن العربي..استمرت سيرة حياتي تلك وواقعنا كذلك كشعب عرب- علما اني لم ارتق سلم الإدارات والكراسي الوثيرة التي لم اكن تواقا اليها والتي كانت متاحة جدا لو اردت!

نعم استمرت حياتي بموسيقاها الداخلية جميلة مسالمة ومتصالحة معى ذاتها الى ان جاءت نكبة 2003؟صحيح انني لم افقد كرسيا وفيرا ولا امتيازا خاصا ولكني كنت امتلك اغلى من هذا وذاك كنت امتلك وطن وكنت امتلك شعب وكلاهما يحباني واموت فيهما حبا. فجأة تغير كل شيء وفجأة اختلطت الأوراق وما عاد ماكنت امتلكه من وطن وشعب كما هو فكل شيء قد تغير وكل شيء قد استنسخ بصورة مشوهة لا تسر الناظرين امثالي الذين يعشقون السلام ويعبدون حريتهم التي يستطيعون صنعها في دواخلهم ويعيشون ويرحلون في كل العراق دون ادنى خوف بل ويلتقون العامة من زاخو الى الفاو بكل ود ومحبة الاهل…

الادهى من ذلك كانت الصدمة الكبرى التي عشتها وما زلت هي الطائفية التي بغضتها وما زلت ابغضها بطبيعتي التي تنحو الى العلمانية وهذا ربما بحكم الحياة وسيرتها المعقدة ولكنها عالمية المعالم والرؤى..نعم الصدمة الحادة كانت الطائفية عندها راجعت نفسي وسألت اهلي واحبائي من كل أصناف المجتمع العراقي ليقولون لي الا تدري انك من الطائفة المغضوب عليها وهي (السنة).. تباطأت في الإجابة فلعل الذي يقولونه بدعة من بدع الزمن الردئ ولكن مع مرور الأيام والسنين تبين لي انها الحقيقة حين رأيت ان السنة في العراق ليسوا بشرا كما كنت أتصور ولأسباب ومشاهد كنت اراقبها مذهولا..ترى ما الذي حصل وماذا فعل السنة وهل هم فعلا بشرا لانهم اهلي وبالتالي لا بد ان اراجع صناعتي الموروثة…!!!

الاف الرجال ومئات النساء ومئات الاشبال يسكنون السجون بل والاف منهم من قتل ومن تم إعدامه؟! لحد الان لا بأس وتستمر العملية ومنذ تاريخ الصاعقة والى اليوم؟ لا بد ان يطرح السؤال امامي وهو كم من إخواننا الشيعة في السجون رجالا ونشاء واشبال وكم منهم من قتل او تم إعدامه واعلن للملأ ؟ وكذلك كم من الاخوة الكرد حصل له كما حصل مع السنة ؟تاركا الأقليات الأخرى من الشعب العراقي؟؟؟!!!

من كل هذا توصلت الى حقيقة مفادها بما ان السجن والموت والاعدام كان من حصة سنة العراق العرب(الشياطين) في حين لم يحصل ذلك لاخوانهم من الشيعة والكرد(الملائكة) .. اذا لا بد ان السنة العرب مخلوقات مجرمة أخرى ام الشيعة والكرد فهم من صنع اخر لا يطالهم المرسوم الجمهوري بالجريمة أي انهم من معصومي الخطأ والخطيئة. وعليه فمن حق الاخوة الشيعة والكورد إبادة هذه المخلوقات وعن طريق داعش(لا ادري منهم لا اعتقد سنة) و ماعش(المليشيات الشيعية) وباعش(البيش مركة).. واذا كان الامر كذلك فلا ادري كيف تعيش الملائكة وسط الشياطين……..