19 ديسمبر، 2024 2:08 ص

وهل بإمکان الخارجية العراقية غير ذلك؟!

وهل بإمکان الخارجية العراقية غير ذلك؟!

لايجب أبدا الاستغراب من أية قرارات سياسية صادرة في العراق تخالف العالم کله لکنها تتفق مع الرٶى و المواقف الايرانية، إذ أن العراق وبعد أن صار تحت ليس النفوذ فقط وانما الوصاية الايرانية، فليس بمقدور أحد أن يتخذ قرارا أو إجراءا سياديا مالم تتم إستشارة بلاط الولي الفقيه أو عى الاقل إصدار القرار في ضوء التعليمات الصادرة او المحددة من هناك!
قيام وزارة الخارجية العراقية برفض تصريحات لمتحدثة أمريکية وصفت فيه نائب رئيس الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس بالارهابي و مطالبتها واشنطن بالتراجع عن موقفها، موقف يثير السخرية و الاستهزاء لأن هذا الارهابي المعروف عراقيا و عربيا وله باع و تأريخ أسود ليس بإمکان وزارة الخارجية العراقية التي هي الان أشبه ماتکون بأحد المکاتب الخارجية التابعة لوزراة الخارجية الايرانية، أن تمحو الماضي الارهابي الاسود لهذا الرجل، مثلما إنها أعجز ماتکون في فرض موقفها على واشنطن التي تکاد الان تمسك بتلابيب المرشد الاعلى للنظام الايراني نفسه.
مايجدر ذکره، إن الخارجية العراقية إذ تقوم بدفاع مشبوه و غير منطقي عن إرهابي مطلوب للقضاءين الكويتي والأميركي وللشرطة الدولية (الإنتربول) بتهمة تفجير السفارتين الأميركية والفرنسية بالكويت في 12 ديسمبر/كانون أول 1983 ما أسفر حينها عن مقتل 6 أشخاص وإصابة 80 آخرين بينهم رعايا غربيون، فإنها تسير بذلك في الطريق الذي تم تحديده لها من طهران، رغم إن رجل مثل إبراهيم الجعفري الذي صار مشهورا بتصريحاته الغريبة و المثيرة للضحك، هو بالاساس ليس بالرجل المناسب إطلاقا ليقوم بقيادة الدبلوماسية العراقية التي إنتهى أمرها منذ أن هيمن طاعون النفوذ الايراني على العراق.
أبو مهدي المهندس، هو في حقيقة أمره مثل هادي العامري(قائد الحشد الشعبي و رئيس منظمة بدر)، تابع للإرهابي قاسم سليماني و يقوم بتنفيذ أوامره، ونحن نعلم بأن الحرس الثوري الذي يعتبر سليماني أحد قادته، قد صار ضمن لائحة الارهاب في وزارة الخزانة الامريکية کما إن العديد من الاذرع الخبيثة الاخرى للحرس الثوري في المنطقة باتت تحت الاضواء، وإن الايام باتت تمضي سريعا لتعرية الدور الخبيث لإيران و لأذرعها و عملائها في المنطقة وبشکل خاص في العراق و لبنان و سوريا و اليمن، وإن إصطفاف الحکومة العراقية الى جانب جبهة التطرف و الارهاب التي ليست أمريکا لوحدها وانما بلدان الاتحاد الاوربي أيضا صارت تطاردها، هو تصرف خاطئ، ولکن هل بإمکان وزارة الخارجية العراقية بل و حتى حيدر العبادي نفسه أن يبادر الى موقف غير هذا الموقف الذليل المشبوه؟ خصوصا وإن واشنطن کانت قد تالبت الحکومة العراقية بشکل صريح بالابتعاد عن إيران والذي يجب أن يتم عاجلا أم آجلا، فهذه الحالة أسوء من الشاذة ولابد لها من أن تنتهي حتى يسترد العراق عافيته و يتنفس الشعب العراقي الصعداء.

أحدث المقالات

أحدث المقالات