23 ديسمبر، 2024 11:14 ص

وهكذا عادت المسرحية من جديد

وهكذا عادت المسرحية من جديد

لسنا بصدد التعليق على اي شيء يحصل في المنطقة الملتهبة ولكننا نريد التذكير بما جرى للعراق قبل اكثر من عشر سنوات عندما استخدمت ذريعة اسلحة الدمار الشامل كحجة لضرب واحتلال العراق من قبل الغرب وبالصورة التي اصبحت محل سخرية وانتقاد لدى عقلاء العالم ,واليوم يتكرر السيناريو نفسه مع الجارة سوريا وبصورة طبق الاصل من الذي حصل في العراق ,فلائحة التهم جاهزة وذرائع الضرب والتدخل موجودة ولم يتبقى سوى موعد الهجوم .
ان سورية هي دولة الجوار الوحيدة المتبقية مع الكيان الصهيوني والتي تمثل ذراع المقاومة الوحيدة مع حزب الله اللبناني ضد اسرائيل ,اذن يجب القضاء عليها وتمزيقها حتى تطمئن اسرائيل على امنها ونفسها وتصبح بلا خطر من اي دولة عربية مجاورة وغير مجاورة ,فتدمير سوريا اصبح واجبا لتقوى اسرائيل ومع الاسف يسهم في هذا المخطط ابناء سوريا الذين ارتضوا لنفسهم ان يكونوا اداة طيعة لتنفيذ المخطط الغربي بحذافيره وبحجج مختلفة فاسموا انفسهم معارضة وركبوا السلاح وعاثوا في الارض فسادا ودمروا البلد وقتلوا كل شيء فيه وهم اليوم يمثلون الخط الاول فيس المخطط الغربي اي الذي سيحرق ويمهد الطريق للغرب لاحتلال سوريا بعد دمار الحكومة والمعارضة معا ,لقد اغاظني وقوف قسم من الدول العربية مع هذا المخطط وفتحهم اراضيهم لتنفذ سهام الغدر منها الى جسد سوريا المتعب فالسعودية وقطر والكويت والامارات والاردن هي من تشدد الموقف وتريد دمار سوريا لسبب بسيط هو الاختلاف في الراي من معالجة القضايا العربية وطائفية الراي القت بظلالها على الموقف اعلاه فهم يروا ان سوريا مثلها مثل العراق ومثل حزب الله اللبناني ومثل ايرا يجب القضاء عليهم جميعا لتعود الهيمنة الطائفية في المنطقة وهي (اي هذه الطائفية بنت اليهودية الصهيونية ) تريد عودة العثمانيين والامويين ليحكموا ظلما كما حكم اسلافهم في سابق التاريخ لذلك توحدت رؤيتهم مع رؤية تركيا للامر وقدمت تركيا كل وسائل الدعم لدمار سوريا والمنطقة باسرها المهم عودتها الى الواجهة ,وهكذا ان ظلت الامور على وتيرتها سندفع بعراق جديد مدمر الى المقدمة ونتفرج عليه كيف يعبثون به .
قالوا ان السلاح الكيمياوي والضربة الكيمياوية هما السبب في التحشيد الدولي ضد سوريا وان النظام هو الذي ضرب شعبة بالكيمياوي واي غباء هذا ايعقل ان لجنة التفتيش الدولية في سوريا ويضرب النظام اهله ,انا اقول ان الذي ضرب اهلنا في سوريا بهذا السلاح هو الكيان الصهيوني بالتعاون مع كلاب الارهاب المسلحين وهم بهذا يريدون الذريعة والاستعجال بضرب سوريا بعد ان تقدم الجيش السوري في الميدان واصبحت عملية الخلاص على المسلحين قريبة ولاتحتاج الا لشيء من الوقت .
ان التحشيد الامريكي على هذا الامر ليس بجديد فهم عملوها مع العراق وثبت كذبهم باعتراف قادتهم الذين هاجموا العراق ,اذن هي حرب هدفها واضح وترابطها واضح فالجماعات المسلحة هم ادوات اسرائيل لتدمير سوريا من الداخل وامان الصهيونية .
بكلام اخير اقول لو حصل لاسامح الله مايريدون فان كل المنطقة ستتاثر والعراق معهم فالموقف المطلوب هو محاولة منع حصول الضربة وفسح المجال امام ابناء سوريا ليحلوا مشاكلهم بانفسهم واعتماد المبادرة العراقية الاخيرة التي طرحها رئيس الوزراء العراقي كحل للقضية السورية .