17 نوفمبر، 2024 6:46 م
Search
Close this search box.

وناطق طائفي !!

سمعت في الأسابيع الأخيرة حكاياتٍ عن الفساد ، ولفت نظري أنّ أصحابها دائماً ما ينهون حديثهم بجملة :” سنحارب الفساد ” إلّا أنّ قصة طريفة عن الفساد استوقفتني حذرنا فيها السيد حسن الياسري رئيس هيئة النزاهة من ” الفساد المجتمعي ” .لستُ في وارد مناقشة السيد رئيس هيئة النزاهة حول عمليات السطو والنهب التي تعرّض لها العراقيون خلال الأربعة عشرعاماً الماضية وكانت فيها هيئة النزاهة ترفع شعار ” لا أرى .. لا أسمع .. لا أتكلم ” ، رغم أن الناطق باسم حركة إرادة ابو فراس الحمداني شرح لنا ” مشكوراً ” ظاهرة الفساد الطائفي ، وقال وعيناه تدمع إن المناطق السنية في بغداد ، تتمتع بخدمات أفضل من المناطق الشيعية ، والرجل لم يكذب فهو يريد أن يطبّق نظرية زعيمته حنان الفتلاوي في التوازن على النزاهة .
مؤشر طيّب أن يصبح الفساد المجتمعي ومعه التوازني ، محلّ قلق لبعض المسؤولين ، لكن هناك بيننا من يشرّع الفساد ويسمّيه ” الشطارة ” ويحوّل مؤسسات الدولة إلى ملكية خاصة يتقاسّمها بين أهله وعشيرته .
يعرف السيد رئيس هيئة النزاهة ، ومعه ابو فراس الحمداني الناطق وليس الشاعر العربي ، الذي غنت له ام كلثوم ” اراك عصي الدمع ” أنّ العراق بحسب منظمة الشفافية العالمية يقع في المراكز الأولى في مؤشر الفساد المالي والإداري ، ومثل هذا الفساد معروف من يقف وراءه ولا يحتاج الى عبارات مطاطية مثل ” فساد مجتمعي ” وتقسيم بغداد إلى سنة وشيعة .
مؤسس سنغافورة الحديثة لي كوان كان يقول أنّ ” تنظيف الفساد مثل تنظيف السلالم ، يبدأ من الأعلى نزولاً للأسفل ” . ولذلك تمكن أن يبني دولة متعددة الطوائف ، لا تملك موارد طبيعية، لكنها تملك ضمائر مسؤولين أنقياء ومحبّين لوطنهم ، لتتحوّل معه الجزيرة الفقيرة إلى واحدة من أغنى مدن العالم .
أخطر ما في الفساد أن ينتج لنا أشخاصاً أطلق عليهم عمنا علي الوردي ذات يوم اسماً طريفاً هو ” النهّاب الوهّاب ” ، وهو نموذج للشخصية الفاسدة التي تستغل نفوذها السياسي لنهب الأخضر واليابس ، ثم تقوم هذه الشخصية بتوزيع فتات من الهبات على الفقراء من المواطنين من أجل أن يعيدوها إلى كرسي البرلمان . اعذروني لن أعيد السؤال : من اين لحركة إرادة كل هذه الاموال لتصرفها على حملتها الانتخابية ! .

أحدث المقالات