17 نوفمبر، 2024 8:36 م
Search
Close this search box.

ومن أثمن الدروس الروحية والاخلاقية

ومن أثمن الدروس الروحية والاخلاقية

قصة ذلك البطل الذي كان السبب في فتح الحصن لمعسكر مَسْلَمة بن عبد الملك الذي فتح القسطنطينية .
-3-

والسؤال الآن :

من هو هذا البطل ؟

وما هو نَسَبُهُ ؟

وما هي قضيتُه ؟

والجواب :

انّه لمّا :

( نفّذ ومهّد السبيل لغيره أنْ ينفذوا ، ثم استولوا على الحصن )

أمر مسلمة مناديا ينادي في الجيش :

” أين صاحب النقب ؟ “

فلم يتقدم أحد

فأمر مسلمة المنادي ثانية ، (فكانت المناداة الثانية والثالثة كالأولى ، لم يلبها احد )

” وفي المرة الرابعة :

تقدّم رجل ملثم ،

لا يبين وجهُه وقال :

” انا ايها الأمير ” صاحب النقب ” ولكنْ :

آخذ عليكم عهوداً ومواثيق ثلاثة :

ألا تسوّدوا اسمي في صحيفة ( أي لا تكتبوا اسمي في دفتر للعطاء او للتشريف …)

ولا تأمروا لي بشيء ،

ولا تسألوني من أنا “

ثم اندس في غمار الجند لم يعرفه أحد …

فيض الخاطر /ج7/334-335

تتجلى العظمة في أنَّ هذا البطل لم يشأ أنْ يقبض على صنيعة أجراً إلاّ من الله … وحسبه الله جازيا ومثيباً .

لقد في عزوف كامل عن حُبّ الظهور …

وفي عزوف كامل عن الأضواء والبهارج والمفخخات ، لم يُرد الاّ نُصرة الحقّ ، والدفاع عن الرسالة لتكون كلمة الله هي العليا ..

كما انه رفض الأوسمة والمكافاءت المادية كلها .

كل ذلك امعانا في الخلوص والاخلاص .

-4-

إنّ على الذين ينسبون لانفسهم الانجازات التاريخية، – يصطنعونها اصطناعا ، ويخترعونها اختراعا وما هي في الحقيقة الاّ الادعاءات المحضة والأوهام – …

أنْ يتعلموا من هذا البطل كيف يكون العمل ؟!!

لم يكن الرجل نبيّا ،

ولا وصيّ نبيّ ،

ولم يكن من المشار اليهم بالبنان

كان رجلاً بعيداً عن العناوين الفخمة والألقاب الضخمة … ولكنه ينطوي على ذاتٍ طاهرة ، وصفاتٍ باهرة ، استطاع بها أنْ يملك القلوب ، وأنْ يستّل الاعجاب والتقدير لا من المسلمين وحدهم بل من الناس أجمعين .

إنَّ الذين يُثقلون أسماعنا بانجازاتهم في الدفاع عن حياض الوطن وخدمة أبنائه ، هم الذين كانوا وراء المحنة بكل تضاريسها …!!!

إنّ فشلهم الفظيع مكنّ ” داعش ” ،ومكنّ كل المفسدين قبلها، من ايصال العراق الى حافة الهاوية أمنياً وسياسياً واقتصادياً .
*[email protected]

أحدث المقالات