23 ديسمبر، 2024 7:13 م

ومضى عام 2016 ، غير مأسوفٍ عليه !!

ومضى عام 2016 ، غير مأسوفٍ عليه !!

أربعة عشر عاما مضت منذ (التغيير نحو الأسوأ) ، كلها غير مأسوف عليها كعامنا المحتضر هذا ، قضمة كبيرة من أعمارنا ، ضاعت ونحن مندهشون حيارى دون أن نفهم شيئا ، أربعة عشر عاما ، ولم نجد جوابا واحدا لآلاف الأسئلة فزادت فيها حيرتنا ونحن نشهد جميع أنواع الهزائم ، ها قد انصرم هذا العام بلا عودة ، والبلد في أسوأ وأتعس حالاته على جميع الصّعُد ، حكومة حيّرتنا ببوصلة معطوبة ، إرتفع فيها خط الفقر فوق رؤوسنا حتى غرقنا ، تضاعف فيها عدد اللاجئين أضعافا مضاعفة ، ونزف البلد المزيد من شبابه المهاجر ، سنون عجاف ، عرفنا فيها أن القومية والحرية والديمقراطية ليست سوى خرافة ، فأضفنا إلى قائمة كل ما هو أسوأ عالميا ، سيئات من إختراعنا ! ، وأن المبادئ لا تعني سوى المصالح ، وأن المال بإمكانه شراء دولا بأكملها ،  فلا حلول لمشاكل البلد ، ولا فعل يذلل أزماته ، لا بلسم على الجروح ، لا يدٌ  تداوي القروح والوجع المزمن ، نفاق سياسي محلي وعربي وعالمي يعصف بنا ، فوضى إجتماعية وضياع تام للقانون وسرقات وخطف ، سيادة مطلقة للشر ، قوي يقف إلى جانب الباطل ، العراق حيث نزيف الدم والشهداء وحروب التحرير ، اليمن يُذبح ، سوريا تُقتل ، بلد لم يسجّل أي نمو ، إلا في مجال الفساد والسرقات والقتل ، أطماع إقليمية تنهش بخارطة البلد ، كردستان تفوّقت على نذالة (إسرائيل) تقضم الأراضي دون حسيب أو رقيب أو مانع ، سياسة استرضاء (رسمية جدا) مذلة ومهينة للقتلة والذباحين تحت شعار (التسوية) ! .
ولكي أكون واقعيا ، ونحن في وحل الهزيمة والأنكفاء والنزيف والفقر والتشرّد ، لا أسأل الرّب أن يكون العام الجديد افضل من سابقه ، بل أساله أن لا يكون أسوأ ، فرصيدنا قد أُترعَ من السنين السيئات حتى لم يعد هنالك من متسع ، لقد ولّى هذا العام ، وسأرمي بعده أربعة عشر حجراً !…