ليسَ لافتاً جداً سرعة ايصال موفدي بعض الفضائيات الخليجية الرئيسية الى مدينة حلب والبلدات الأكثر من 50 المحيطة بها , انّما دونما سمة دخولٍ من اية جهةٍ سوريةٍ ما , ولا حتى من جانب ” الدولة العثمانية القديمة – الجديدة ” التي اوصلت الموفدين والموفدات الأعلاميين والإعلاميات الى منطقة الأحداث الساخنة , بمركباتهم وعجلاتهم العسكرية او المخابراتية وبالسرعة الفائقة التي تفوق معدلات السرعة ليتجوّلوا في أحيائها ومعالمها بغية نقل وبث رسائل اعلامية متشابهة او متطابقة , أقلّ مافيها الإشادة بمنجزات التنظيمات الأرهابية .!
وبدا أن كان ينبغي إضفاء هذه الهالة الإعلامية الساطعة التي تتواءم وتتناغم مع هذه الهجمة المباغتة التي جرى التخطيط والإعداد لها من جهات اجنبية وبمشاركة فصائل غير عربية < وحتى بحضور ضباط اوكرانيين ” وكأنّ لزيلينسكي فائض من ضباط جيشه المقدام ” > .
دونما تسرّعٍ في إطلاق احكامٍ غير دقيقة ولا عجلى في توصيف مجريات الأحداث الجارية وحساب مضاعفاتها المحتملة < وفق حساباتٍ متعددة الزوايا المتباينة . ! > , لكنّه في وعبرَ اختزالٍ مُركّز ( وبغضّ النظر من أنّ المسافة بين حلب ودمشق تبلغ نحو او قرابة 400 كم وهي ملآى بالفرق المدرعة وتشكيلاتها المُعدَة لمواجهة الجيش الأسرائيلي اصلاً , وانّ العاصمة السورية محاطة بسلسلة جبال قاسيون التي تشكّل حاجزاً دفاعيّاً ستراتيجياً , لكنّه وَ وِفق ما يجري من أحداثٍ حديثة جرى ويجري نسبُها الى تنظيماتٍ ارهابيةً مُعرّفة ومشخّصة عالمياً , لكنّه كذلك وَبالإشارة الى اولى اولويات العلوم العسكرية : – < فالعبرةُ ليست بإحتلالِ هدفٍ ما , وإنما بالحفاظ على احتلاله او الحفاظ به > .!
الى ذلك وسواه كذلك , فعلى مَن يتسيّدون على الإعلام العربي ” الآني ” التريّث ولو قليلاً الى المضاعفات المحتملة وردود الأفعال المرتقبة ” اقليمياً وحتى دولياً من قِبلِ دوٍلٍ وقوىً اخريات فيما قد تفرزه من معطياتٍ مقابلةٍ اخرى ومغايرة , وبترقّبٍ لأيّ مفاجآتٍ ومتغيراتٍ في اتجاهاتٍ معاكسة , ودونما اسراٍعٍ وتسرّعٍ في توجيه بوصلةٍ مُضلّلة للرأي العام .!