22 ديسمبر، 2024 10:08 م

أولا : منذ فترة ليست بالقصيرة فقدت مصيبة الموت بالعراق هيبتها وجللها!، ليس لأن العراقيين ذاقوا كل أنواع الموت ومسبباته فحسب، بل لأن الموت صار يهدد الجميع. كما ولم تعد للحياة أية معنى ونحن نعيشها في بؤس وخوف وجوع وحاجة وذل وفقر وأستجداء حقوقنا المشروعة من الحكومة حتى أضطر الشعب للثورة ضدها!، ومادامت الأمور هكذا فمن الطبيعي لم يعد للأنسان أية قيمة! . الشيء المؤلم أن الكثير من العراقيين يتمنون لو أنهم ماتوا في زمن غير هذا الزمن الأغبر!، عندما كان للموت هيبة وللأنسان قيمة.

ثانيا : شيء صعب ومؤلم أن يشعر الشعب ويتيقن أنه يعيش صراع مع الحكومة والأحزاب السياسية!، فأذا كانت الحكومة وألأحزاب السياسية قد عانت من أضطهاد النظام السابق لها، فلماذا هذا الكره والأنتقام من الشعب؟، فالشعب ليس له يد في ذلك ، بل هو أيضا عاني من تبعيات النظام السابق ودكتاتوريته مثلهم بل حتى أكثر منهم!. وقد كشفت زيارة البابا فرنسيس للعراق ذلك الكره!؟، بعدما تبين بأن الحكومة وأحزاب السلطة تسنطبع أن تقدم الكثير من الخدمات للشعب!!؟.

ثالثا : لم يعد العراقيين يهتمون أن أنتهى فصل الشتاء مسرعا وبلا مطر!، بل باتوا يتمنون ذلك حتى لا تغرق مناطقهم بمطرة أو زخة خفيفة!. ولكن الأكثر ألما أن المزارعين أيضا صاروا لا يهتمون أن لم تجود السماء عليهم بالمطر!، كما وأن الجوامع والحسينيات لم تعد تتذكر صلاة الأستسقاء! والدعاء الى الله أن ينزل علينا المطر لتفيض الأرض بالزرع ويشبع الضرع. لأن العراق لم يعد أصلا بحاجة الى الفلاح ولا الزراعة!، لأن الحكومة تستورد كل شيء من الخارج حتى البصل والطماطة!. نقلت الفضائيات خبرا عن أنتحار أحد مزارعي الطماطة في البصرة، بعد أن كسد محصوله، ولم يستطيع ان يبيع منه أي شيء، بسبب الطماطة المستوردة من الخارج!. والسؤال: ما دامت الحكومة تستورد كل المحاصيل الزراعية من الخارج، ما الداعي لبقاء وزارة الزراعة؟؟.

رابعا : أن تفقد الحكومة أنسانيتها وضميرها في حكم الشعب والتعامل معه فتلك مصيبة، ولكن المصيبة الأكبر عندما يفقد الأطباء ضميرهم وأنسانيتهم فتلك المصيبة الأكبر!، فلازالت أجور وكشفيات الكثير من الأطباء عالية، بعد أن ماتت مشاعرهم وأنسانيتهم وضمائرهم تجاه ما يعانيه المواطن من ضيم وقهر وأهمال من قبل الحكومة!. الشيء المؤلم أن الكثير من الأطباء يعيشون خارج العراق!، حيث لم يعد العراق بالنسبة لهم وبوضعه الحالي وبظروف شعبه التعيسة، غير محطة أرتزاق لا أكثر!. صاح أحد المرضى أمام أحدى عيادات الأطباء ( الله يسلط عليكم من لا يرحمكم من الفاسدين والمجرمين، وأن شاء الله يختطفوكم، وتطلع أن شاء الله بعوائلكم)!.

خامسا : على الرغم من أهمية زيارة البابا فرنسيس للعراق والتي حظيت بأهتمام العالم أجمع، وعلى الرغم مما طرحه من أمور كثيرة في لقائاته وخطبه ومنها موضوع الفساد بالعراق!. أقول واهم من يتصور بأن الأمور في العراق قد تشهد بعض التغيير والتحسن!. فحدث الزيارة وصيتها الأعلامي، سيأخذ وقته في الأعلام المحلي والأقليمي والعالمي ، وسرعان ما سينتهي ويتم نسيانها!. أن الفاسدين الذين لا يخافون ولا يقيمون وزنا وأي أعتبار حتى للمرجعية الرشيدة في النجف الأشرف التي بح صوتها معهم ، هل سيهابون البابا وما يقول!!؟.