22 ديسمبر، 2024 7:46 م

اولا :حكومة عراقية بالتقسيط الشهري
بلد عجيب غريب في كل مقاساته …تعدادنا اقل من ولاية امريكية او صينية واجراءات الفرز والعد والمصادقة والحرق والحذف واعادة الفرز..وووو..الى ان اتفق الاخوة الاعداء على نتيجة الانتخابات …وترقبنا تشكيل حكومة قوية قادرة على مواجهة تحديات مرحلة خطرة جدا في تاريخ الوضع السياسي العراقي والعربي والدولي …ولان تصريحات معظم قادة الكتل والاحزاب المنخورة حد العظم بولاءاتها الخارجية تصب في اتجاه تشكيل حكومة بعيدة عن الطوائف والمحاصصة تروم الاصلاح والتغيير لسنين طوال من حكم ذهب بالعراق واهله الى منحدرات خطرة من ضياع الارض ونهب الثروات وابعاد الكفاءات وغياب الخدمات..استبشرنا الخير والامل الذي ولد ميتا …فالوزرات يتم المصادقة والاتفاق عليها بالتقطير والتقسيط والولاءات وهذا لك وذاك لي وجيب ليل وخذ عتابة ونحن لاندري متى تنتهي سلفة التقسيط هذه ونرى الحكومة العتيدة التي لن تتغير عن سابقاتها مطلقا فهي محاصصاتية بامتياز ووزعت بالترضية فيما بين الكتل وساساتها وسنبقى نراوح مكاننا طالما بقي القرار يردنا من خارج الحدود .
ثانيا :متى الخلاص من الترهل ؟
منذ 2003 وليومنا هذا وترضية للاحزاب الحاكمة التي حكمتنا منذ سقوط الطاغية وليومنا الحالي سمعنا وشاهدنا الكثير من التصريحات الجوفاء بضرورة تقليل عدد اعضاء البرلمان وتقليص عدد اعضاء مجالس المحافظات الى النصف مع الغاء المجالس البلدية والمحلية …ولكن على ارض الواقع المزري المثخن بالخيبات والالام ازداد اعضاء البرلمان نفرا جديد وازدادت مخصصاتهم معها وبقيت مجالس المحافظات رغم انتهاء مدتها الزمنية على حالها والمجالس البلدية لم تتغير منذ السقوط الى الان وطوابير المستشارين تزداد يوميا مع تواصل الفساد والسرقات وهي حتما ستجر البلد الى المزيد من القروض والديون الثقيلة …دون ان نرى بصيص امل في حل قريب …بل ماساتنا في ازدياد واتساع وحلولنا معدومة تماما والكل يبكي على ليلاه وامتيازاته والشعب الى جحيم
ثالثا : الدولة العميقة ومبررات بقائها
استطاعت الاحزاب الحاكمة والتي استلمت زمام البلد لسنوات مابعد السقوط ان تؤسس لبدايات دولة عميقة تتوسع وتمتلك المبادرة في مختلف مؤسسات الدولة وتدير الامور بدقة وتخطيط لصالح الاحزاب التي غرستها في تلك الامكنة تحسبا لايام قد تأتي بما لاتشتهيها او تتقبلها تلك الاحزاب وقياداتها …وبقيت طوابير الوكلاء والمدراء العامين ومسؤولي الملفات الامنية والاقتصادية والاعلامية دون اي تغيير يذكر منذ العام 2003 ودون ان تمسها رياح اي تغيير …فقد تعشعشت وربت ونمت وكونت اوكارا جديدة و ذيولااخرى لها…اليس من الحكمة والمنطق والعدل والقانون ان تبدأ مواسم ورياح التغيير لاجتثاث تلك البؤر التي لم يجني منها العراقيون سوى الخيبات والدمار والالام والديون والسرقات والمساومات الذليلة …اليس الوقت مناسبا الان لاحداث التغيير قبل ان تقع الكارثة الكبرى ونقع في المحظور …مشكلتنا كبيرة وحلولنا عقيمة واجراءاتنا معدومة بانتظار الفرج الذي لن يأتي مطلقا من العدم …
رابعا : الانسحاب الامريكي من سوريا والحذر من القادم
الانسحاب الامريكي المفاجيء من سوريا والتمركز في اربيل وسنجار مع قرار امريكي اخر بسحب بضعة الاف من الجنود الامريكان مع معداتهم من افغانستان واعادة انتشارهم في مناطق متفرقة من العراق ينذر بشكل لايقبل الشك ان القادم من الايام يخبيء الكثير من الصراعات وسفك الدم على الارض العراقية لاننا اصبحنا ومنذ توقيع اتفاقية الشؤم مع الامريكان تحت الوصاية الامريكية ونسير بركبها وليس لنا سيادة مطلقا .. فكل مالاتشتهيه امريكا وترتضيه طهران لن يكون مطلقا وهم اصحاب القرار الفعلي في امر العراق …وساحة الحرب بين الغريمين ستكون ارضنا ووقود الحرب نحن …الموقف الان يتطلب حزما وعزما واصرارا على ابعاد بلدنا من حرب نارها لاتحتمل ومخلفاتها جحيما ووبالا علينا والله يستر من قادم الايام …فحكومتنا غير مكتملة وقادتنا في صراع ابدي على المناصب والمغانم وكل الامور تسير بنا نحو مجهول خطير ان لم نتدارك امرنا ونشد عزم بعضنا بعضا ونترك المغانم والمناصب والمكاسب ونقف صفا واحدا موحدا مع عراقيتنا واصالتنا وان يكون جل همنا العراق اولا واخيرا