بدءًا حمدا لله على سلامته.. وسفرة سعيدة وميمونة ومباركة بأنفاس الخليج وآل الخليج، تلك التي قام بها رئيس مجلس النواب، والراعي الكبير لمصالح الشعب العراقي وممثلهم، والأب الحنون لهم، وكبير الرقباء ومقوم أخطاء المجلس التنفيذي، وكاشف الفاسدين وحامي الدستور سليم الجبوري، متمنيا ان تكون قد أتت له سفرته بصيد وافر من الإنجازات والمكاسب والمنافع، تلك السفرة التي من المفترض ان لايعود مثله من مثلها بخفي حنين، فالعراقيون الذين ارتضوا بالنظام السياسي البرلماني بعد ظنهم -متوهمين- أنه خير لهم من الرئاسي، استبشروا خيرا بنوابهم لعلهم يرتقون بهم الى حيث الرفاهية والعيش الرغيد، في ظل بلد يطفو على خيرات لاتنضب. وقطعا بكل حسن نية وطيبة قلب تصور العراقيون أن نوابهم مستقتلون في سفرياتهم، من أجل حل معضلة في الداخل العراقي، او مشكلة في خارجه، ومن أجل هذا فقد لدغت أصابعهم بسم بنفسجي من جحر صناديق الاقتراع مرات ثلاث. ويبدو أن هناك كثيرين لايريدون لعجلة السلام أن تسير في طريق معبد يعجل وصولها الى المكان الآمن، فصار دأبهم انتقاء مطبات من حيث يعلمون ولايعلمون، بغية وضعها في طريق العجلة، لاسيما حين يكون سيرها لمصلحة أناس يرومون العيش بوئام، والسير باطراد مع باقي عجلات الأمم المتحضرة والمتسابقة فيما بينها، للوصول الى حياة منعمة متحضرة تليق بخليفة الله في الأرض.
أعود لممثل الشعب وسفرته السندبادية وما الذي جلبه معه منها لمن يمثلهم؟ فهم لايطمحون أكثر من الحد الأدنى من حقوقهم في المواطنة، ويرتضون احيانا حتى بأنصاف الحلول، لعلها تنهي الأزمات التي ملوا منها، بعد ان ضاقوا ذرعا بما آلت اليه الحلول التي سبق أن أتى بها ساستهم وصناع قرارهم. وتذكرني رحلة الجبوري الى الجرم الفضائي قطر بالرجل الذي اشترى صقرا، ولم يألُ جهدا في تربيته، حيث كان ينتقي له من الغذاء أجوده وأغلاه، آملا فيه ان يكون خير معين له في الصيد، لكن الأمور لم تكن على ماتمناه صاحبنا، إذ بعد أن اشتد عود صقرنا صار يطير الى الصحارى والفيافي وكان صاحبنا يفرح بهذا كثيرا، ظانا ان الصقر سيجلب له أرنبا او حيوانا بريا يفيده كمأكل يملأ جوفه الخالي، فيما واقع الحال كان غير ذاك تماما، إذ دأب الصقر ينقل من الصحراء ماخبث من الزواحف والقوارض ويرمي بها في بيت صاحبنا، حتى قال فيه بيت الدرامي:
صگر الأزامط بيه گطع ادية
ينگل حياية الچول ويذب عليه
والعجيب.. أن الذي سبق الجبوري في منصبه هذا، كانت له نفس الشبقية في مثل هذه الرحلات المكوكية المريبة، ولاأظن أحدا منا نسي طيب الذكر “والصفحة” أسامة النجيفي، وماكان يصرح به أمام المسؤولين في أمريكا، إذ لم يكن شغله الشاغل أمام جوزيف بايدن والرئيس الأمريكي أوباما غير التباكي بتهميش السنة، وإبعادهم عن مراكز الحكم، ومحاربتهم في تبوء المناصب العليا، بل ومحاولات الحكومة الدائمة في إبادتهم، من خلال الحرب ضد القاعدة وداعش والمسلحين الخارجين عن القانون، وكانت الصورة التي نقلها الى المسؤولين في أمريكا، نسخة طبق الأصل من الصورة التي لوح بها قبل ذلك في كوكب قطر، حين اتخذت تصريحاته من هناك طابع الشتيمة والسباب، والتباكي لنفس الأسباب الوهمية، وكأنه معارض للدولة والحكومة، وليس رئيس أكبر مجلس ممثل للشعب فيها.
فيارئيس برلماننا الجبوري.. هل يجوز هذا بعرف المهنية والمبادئ الشريفة والقيم الراقية والمثل والأخلاق النبيلة؟ ألست ركنا من أركان الدولة! أليس الأجدى بك التعاون والتعاضد مع باقي أصحاب القرار في البلاد لتنهض وينهض معك ملايين العباد، وتكون بذا قد أديت واجبك الوطني والانساني والمهني والأخلاقي؟ أم أن الأخيرات لايحتويها قاموسك ياممثل الشعب العراقي!.