22 ديسمبر، 2024 7:07 م

وماذا يعني أستجواب أمينة بغداد ذكرى علوش؟!

وماذا يعني أستجواب أمينة بغداد ذكرى علوش؟!

أن الوضع الكارثي العراقي المأزوم بكل المشاكل وأزمات الدنيا والدم والمال العراقي المهدور منذ 2003 ولحد الآن تتحمل مسؤوليته كل الأحزاب السياسية وكل من عمل بموقع المسؤولية بالرئاسات الثلاثة، وبلا أستثناء، كما أن بعض المراجع الدينية تتحمل ذلك أيضا!، فهناك من سرق وقتل، وهناك من رأى وتستر، وهناك من سكت عن قول الحق، وغالبية السياسيين يعترفون بذلك!. أن واحدة من مهازل الوضع السياسي التراجيدي بالعراق هو لعبة الأستجواب للمسؤول من قبل البرلمان!، حيث أن هذه اللعبة المثيرة للضحك والسخرية!، لم تكن ظاهرة صحية في عالم السياسة العراقي الغريب الأطوار والشاذ!، حيث لم تكن غايتها نبيلة ووطنية ، ولم تصب في خدمة الوطن أبدا!. بعدما تبين أن الكثير من تلك الأستجوابات التي جرت تحت قبة البرلمان العراقي العتيد!، كانت لأغراض الأبتزاز والتسقيط السياسي بين الأحزاب السياسية المتصارعة لا أكثر، وليس حبا بالوطن ولا بالمصلحة العامة وحرصا عليها!. تتناقل هذه الأيام الكثير من وسائل الأعلام ومواقع التواصل الأجتماعي، خبرا عن قرب أستجواب أمينة بغداد (ذكرى علوش) من قبل البرلمان العراقي على خلفية شبهات فساد!، تقدر قيمتها ب 500 مليون دينار عراقي كانت قد صرفت من ميزانية أمانة بغداد!، كما يتضمن ملف الأستجواب أيضا، قيام أمينة بغداد ((بتأهيل المناطق الراقية في بغداد وترك الأحياء الفقيرة!، وكذلك مجاملتها للمسؤولين الكبار والمتنفذين على حساب المصلحة العامة وعدم الحفاظ على المال العام. حيث طالبت النائبة (عالية نصيف) عن دولة القانون، المعروفة والظليعة بالأستجوابات! ووفقا للمادة 51/50 من النظام الداخلي لمجلس النواب، بتحديد موعد قريب لأستجواب أمينة بغداد (ذكرى علوش)، وذلك على خلفية قيامها بتخصيص دار سكن الى أحد المفتشين السابقين في الأمانة المدعو (سجاد معتوك) داخل متنزه الزوراء، وقيام (3) دوائر من أمانة بغداد بتوسيع الدار وترميمه وتأثيثه بمبلغ لا يزيد عن 500 مليون دينار من ميزانية الأمانة، مع أضافة مساحة 200 متر مربع كحديقة لتكون المساحة الكلية 4000 متر مربع!)). هذا هو نص ما نشرته وسائل الأعلام عما جاء بملخص الأستجواب الذي تزعم النائبة عن دولة القانون (عالية نصيف)، طرحه تحت قبة البرلمان. وبهذا السياق نشرت وسائل الأعلام أيضا خبرا مفاده أن النائب عن كتلة سائرون (جواد الموسوي) أمهل أمينة بغداد (ذكرى علوش) مدة شهر لتفعيل المشاريع المتلكئة في الأمانة؟!. وكذلك نقلت وسائل الأعلام عن أمينة بغداد (ذكرى علوش) بأنها تتصف ((بالأنتقائية والمجاملات للمسؤولين في تقديم خدماتها، حيث يعرف عنها الضعف والخشية من سطوة المتنفذين، كما ويسيل لعابها للصفقات، حيث تسعى لأرضاء كل من يضغط عليها ويهدد كرسيها وليس حسب الأحتياج ومهنية العمل، على حد ما نشر عنها في وسائل الأعلام!!)). وللتعليق على موضوع الأستجواب، أرى أن نشر مثل هكذا أخبار من قبل وسائل الأعلام سوف لن يؤرق منام أمينة بغداد ويزعجها ويخيفها ولا يقض مضجعها ويوخز ضميرها وهي التي تبؤت منصب أمينة بغداد منذ عام 2015 ولم نسمع بأن هناك مشروعا قامت فيه أمانة بغداد قدم خدمة طيبة للمواطنين، كما أنها لم تكلف نفسها توجيه الدائرة المختصة بأمانة بغداد بالقيام ولو بردم الحفر في كل شوارع بغداد دون أكسائها! وخاصة الخطوط السريعة رغم الحوادث المرورية الكثيرة التي وقعت بسبب ذلك!. وندخل الى صلب الموضوع الخاص بكيفية قيام أمينة بغداد (ذكرى علوش) بتأهبل دار سكن خاص للمفتش السابق بأمانة بغداد، بالسؤال: ألم تعرف أمينة بغداد أن ذلك مخالف للقانون؟. الجواب نعم تعرف ذلك تماما!، ولكنها بنفس الوقت تعرف قوة المسؤول الذي منحته ذلك؟! والذي يمكن أن يبعد عنها أية مسائلة قانونية من أية جهة كانت؟. ومن المفيد أن نذكر هنا ما نقله مراسل فضائية (آن آرتي) بأن الفيلا التي منحتها (ذكرى علوش) للمفتش السابق (سجاد معتوك) والتي تقدر مساحتها ب 4000 متر مربع، تم ربطها بالكهرباء الوطنية مباشرة، أضافة الى تجهيزها بالمولدات!. وبنفس الوقت لا أدري كيف قبل لنفسه المفتش السابق في أمانة بغداد (سجاد معتوك)، أن يقوم بذلك والذي يفترض به أن يكون القدوة في عمله وتصرفه؟. ونسأل أيضا: ما الذي سيحدث أذا تم أستجواب أمينة بغداد (ذكرى علوش)؟ ولو اني أتوقع أن موضوع الأستجواب سوف لن يحدث!؟، ولربما سيخضع للضغط والمجاملات السياسية والحزبية والمذهبية والعشائرية لأن هذا هو منطق أدارة الدولة في العراق الآن!، لا سيما وأن وسائل الأعلام وصفت (سجاد معتوك) الذي منح الفيلا داخل متنزه الزوراء بأنه مسؤول رفيع المستوى!، ومادام الأمر كذلك، فمن الطبيعي سيكون وراءه حزب قوي ونافذ وعشيرة رهيبة، تمنع عنه أي ضرر يمكن أن يلحق به!. وحتى أذا ثبت قصور (ذكرى علوش)، ولم تكن مقنعة في أجوبتها لأسئلة المستجوبين ماذا سيحصل لها؟ سيتم أقالتها من منصبها وهذا هو عز الطلب وهو ما تريده!، لا سيما وهي أصلا أكملت مدتها، فهي أمينة بغداد منذ 2015!، ثم تذهب الى بيتها وأهلها الذين هم خارج العراق طبعا كغالبية المسؤولين!، وهي مطمئنة البال والضمير ولا أحد يجرأ على محاسبتها أو يقول لها ( على عينج حاجب) كما يقال!، ليس لكونها (ذكرى علوش) أمينة بغداد ، لا أبدا بل لأن كل مسؤول في الدولة العراقية أذا تم أستجوابه وأقالته لايحاسب ولا يعاقب؟!، وليدلني أحد عن مسؤول تم أقالته بسبب شبهة فساد وتم محاسبته وتقديمه للقضاء وسجنه؟. ولنتذكر جميعا ، ماذا جرى لأمناء بغداد السابقين، ممن تولوا مسؤولية أمانة بغداد قبل (ذكرى علوش)، والذين دمروا بغداد وأحالوها الى صور من الخرائب وأكداس النفايات!، ماذا فعل برلماننا وقضائنا لأمين بغداد صاحب الصيت المشهور (عبعوب) و(للتميمي) قبله (وللعيساوي) قبله؟ والذين شاركوا كلهم بخراب بغداد وأيصالها الى هذه الصورة المخزية والكئيبة، علما أن جميعهم كانت عليهم ملفات فساد؟!. أن عدم خوف (ذكرى علوش) وغيرها من المسؤولين من الأستجواب والمحاسبة والحساب والعقاب، وذلك لأن الفساد بقدر ما أصبح عنوانا وماركة لكل وزاراتنا ودوائرنا المدنية والعسكرية منها، فهو لم يعد عيبا؟! أذا لماذا الخوف؟، ومن جانب آخر نسأل: هل أن النائبين (عالية نصيف) و(جواد الموسوي)، حركتهم مشاعرهم الوطنية العالية والصادقة ومصلحة الوطن والمواطن في طلب أستجوابهم (لأمينة بغداد) أم هناك أمر آخر؟ وأين كنت يا نائبتنا يا (عالية نصيف) ويا نائبنا (جواد الموسوي) منذ 2015 ولحد الآن؟ ألم ترون خراب بغداد بأعينكم، ومشاريعها المتلكئة؟. أخيرا نقول: الخوف كل الخوف، وأني لا أستبعد ذلك هو أن تفتح لنا هذه القضية شهية بقية المسؤولين وتذكرهم بأن يحذوا حذو المسؤول السابق (سجاد معتوك) ويطالبون بفلل لهم في متنزه الزوراء!؟، بأعتبار مفيش حد أحسن من حد، وكلنا في الهوى سوى! أليس كذلك؟.