23 ديسمبر، 2024 4:14 م

وماذا عن الاوامر الايرانية؟

وماذا عن الاوامر الايرانية؟

حالة الضبابية وعدم الوضوح والتخبط التي تغلب على المواقف والتصريحات الصادرة من جانب المسٶولين العراقيين عندما يکون للأمر ثمة علاقة بالنظام الايراني، فهذا النظام ومن خلال نفوذه وهيمنته غير العادية على العراق، ليس هناك من يجرٶ على إطلاق تصريح ضدها حتى وإن کان ذلك التصريح له مايبرره على أرض الواقع في حين إننا نسمع من التصريحات التي تثني وتشيد وتمجد هذا النظام ودوره”الخبيث والمشبوه”في العراق کثيرة ومتنوعة.
رئيس الوزراء العراقي، وفي غمرة تلك التصريحات الاستفزازية الوقحة التي أطلقها سفير النظام الايراني في بغداد، فقد أکد في تصريحات يغلب عليها روح التملق للنظام الايراني وحتى إسترضاء السفير مسجدي بأن:” العراق ليس جزءا من منظومة العقوبات الأمريكية على إيران، وأن بغداد غير ملزمة باحترامها، مشددا على أنه لا يقبل الأوامر والإملاءات.” وکأنه يتحدى الولايات المتحدة الامريکية التي دخل الى العراق بفضل جنودها ودباباتها، لکنه لايجرٶ أن يتکلم ببنت شفة ضد النظام الايراني بل وحتى يمکن التصور بأنه وآخرون لايجرٶون حتى على مجرد التفکير بشأنه.
المثير للسخرية عندما يضيف عبدالمهدي مٶکدا:” نحن أيضا لسنا جزءا من أي عدوان على دولة أخرى، فهناك دول تناصب الغرب أو الولايات المتحدة العداء، ولسنا جزءا من تنظيمات معينة من أجل استهداف مصالح الدول، كما نحن لسنا جزءا يستهدف أي طرف ثالث له وجود في العراق، باستثناء الأطراف الإرهابية المعتدية على العراق.”، ولسنا ندري هل هناك دولة ضليعة ومتخصصة في إبتکار وصناعة وتصدير الارهاب کما هو الحال مع النظام الحاکم في إيران، وفي الوقت الذي نرى فيه العالم يشير بالبنان الى الطابع الارهابي لهذا النظام ويحذر منه، فإن المسٶولين في العراق لايرون ذلك ويعتبرون هذا النظام محاربا لنفسه، أي الارهاب!
حديث عبدالمهدي عن أوامر أمريکية صادرة للعراق، وإظهار العراق في المرحلة الحالية وکأنه يقف ندا ضد واشنطن، هو حديث يثير الکثير من التهکم، ذلك إن الذي يعرفه العراقيون کلهم هو إن أکثر دولة توجه الاوامر للعراق وتتصرف معه بمنتهى الغطرسة والتعجرف، إنما هو النظام الايراني، وإن هناك الکثير الذي يمکن أن يقال أو يشار إليه بهذا الصدد والذي يبدو إن عبدالمهدي ومن کال بکيله يتصور أن الشعب العراقي لايعرف ذلك، وبإعتقادنا فإن أهم مشکلة تواجه العراق حاليا هي مشکلة نفوذه وتدخلاته وبالتالي أوامره التي تعتبر أکبر إنتهاك للسيادة الوطنية العراقي وللقرار السيادي للعراق.