18 ديسمبر، 2024 8:44 م

وماذا بعد تصدع الارهاب…؟

وماذا بعد تصدع الارهاب…؟

أن العلاقات الحقيقية بين الدول تبنيها الشعوب لا الحكومات التي قد يتبنى بعضها سياسات منغلقة وهدامة أن بعض هذه السياسات الحكومية لا تخدم مصالح شعوبها  بل تدعم القوى التكفيرية المتطرفة وهي من أجل إرضاء أسياداها وتنفيذاً لمخططاتهم ومن هنا فان الضغوط الشعبية على الحكومات التي تدعم هذه الاطروحات لتغيير موقفها وقيام تعاون حقيقي بين الدول التي تؤمن بالحرية السليمة للتخلص من هذه الآفة الخطرة في تعميق الفهم لهذه الظاهرة المعقدة وكيفية مكافحتها.
 بالإضافة إلى العمل على محاربة الفكر المتطرف المغذي للإرهاب يجب ان تكون في الاولوية عند قواعد التحركات تلك جزء مهم من ثقافتها اليومية في  رفضها وإدانتها وشجبها للإرهاب بمنابعه وفكره ومشاريعه وتنظيماته، بجد واخلاص، ودون معايير مزدوجة، التي تعتبر  المهمة الاولى لكافة الدول المستقلة والشعوب الحرة ، هذا الداء الذي تداعت له الكثير من دول العالم  وهز مضاجع أركانها وأرهب مواطنيها بأشكاله وصوره كافة أياً كانت دون تمييز.
 لقد عملت المنظمات الدولية مثل الامم المتحدة في مؤتمر القمة العالمي لمكافحة الإرهاب في العام 2005، إلى إقرار الجمعية العامة، للمرة الأولى، في 8 أيلول 2006، إستراتيجية الأمم المتحدة العالمية المشتركة لمكافحة الإرهاب. وتتضمّن الإستراتيجية خطة عمل تهدف إلى معالجة الظروف التي تساعد على انتشار الإرهاب، ومنعه ومكافحته، واتخاذ تدابير لبناء قدرات الدول، وتعزيز دور الأمم المتحدة، وضمان احترام حقوق الإنسان في أثناء مكافحة الإرهاب من جهته، شدّد الاتحاد الأوروبي على الحاجة إلى مقاربة متكاملة لمعالجة أسباب ظاهرة الإرهاب. وأهم هذه الإجراءات: التحرّيات الاستقصائية، البعد السياسي- الديبلوماسي، الحوار بين الثقافات، الحوار بين الأديان، مكافحة التمويل وأمن النقل، استراتيجية مكافحة التجنيد، ونشر الفكر الراديكالي أو المتشدّد. واتخذت مجموعة الثماني وحلف شمال الأطلسي ومنظّمة الدول الأميركية وجامعة الدول العربية، الإجراءات اللازمة لمواجهة ظاهرة الإرهاب التي تهدّد الاستقرار العالمي.
كما قدمت البعض من الشعوب الحرة  دروساً للصمود والثبات للمنطقة والعالم من خلال تضحياتها وتمسكت بأرضها والدفاع عن ذرات ترابها بكل غال ونفيس مما ابهرت واجبرت الكثير من الدول الى تغيير سياساتها حول الارهاب من الداعم الى محارب وذلك بوحدة كل فئاتها وتقديم  رؤية مشتركة  لكيفية تطور عمل الجميع من اجل القضاء على هذه الجرثومة  وسبل اعداد الطرق الكفيلة للوقوف بوجهها . والاستمرار في العطاء الفكري الكفيل على صعيد محاربته لدرء مخاطره و مشاريع التقسيم التي تواجهها المنطقة من خلال برامج اعدتها  الدول الطامحة بخيراتها والتي كانت تسعى لتطبيق نظرية الشرق الاوسط الجديد الذي صرحت به كوندليزا رايس حينها وطرحها جو بايدن نائب الرئيس الامريكي السابق  والرئيس الامريكي الجديد دونالد ترامب ظهر في الاستنتاج من خطابه التنصيبي والذي قد يذهب الى الاسوء بالامور وليس بخير منهم بحكم نظام مؤسسات الولايات المتحدة الامريكية التي تدار من خلف الكواليس والتي يسيطر عليها اللوبي الصهيونية وكانت احدى خطواتها تغيير بعض الحكومات في ما يسمى ( الربيع العربي ) .
والحقيقة  لا يمكن لأي أمة تحترم تاريخها وحضارتها أن تقبل بتقسيم أراضيها بإرادة أجنبية والتي تؤمن بالعلاقة الأخوية مع الشعوب المظلومة والمطالبة بالاستقال والحرية وترفض التورط بدعم الإرهاب والذي امسى يهدد مصالح بلدان المنطقة و يشكل خطراً داهماً على الجميع وأن شلالات الدم التي تشهدها بلدان  العراق وسوريا، وليبيا، والعراق، واليمن والبحرين وفلسطين وغيرها يعود لاخطاء الانظمة الحاكمة  المأجورة والتي اما غذت او سكتت تجاه افعال هذه العصابات ، و الرؤية الغير المتوازية والمعايير المزدوجة في النظر للإرهاب على أنه إرهاب جماعات وأفراد دون النظر إلى إرهاب الدولة والممارسات القمعية التي تقوم تجاه الشعوب العزل المطالبة بحقوقها. وعدم تصديهم بحزم للأيادي الأجنبية التي تعبث في بلدانهم . ما تمر به دول المنطقة من نكبات يرجع لعدم التصدي للتطرف المذهبي والقومي بكل اشكاله بقوة والذي يمثل السرطان الذي ينخر في جسدها ، ويفرز كل هذه الصراعات الدموية إلى جانب عدم توظيف إمكانياتهم النفطية والاموال لمواجهة ما يُخطط من اجل زعزعة هذه البلدان ، ونهب ثرواتهم، وإفقار شعوبهم، واستباحة دماء وأعراض كل مكوناتهم وباتت  بناء استراتيجية طويلة النفس متعدّدة الوسائل لإحباط هذه المخطّطات، وتوحيد الشعوب خلف هذه الاستراتيجية امر مهم .
نجح الإرهاب الذي يعني ويُعرف على أنه عنف سياسي متعمد، أو التهديد به ، بهدف زرع حالة من الخوف المستمر والمتخطي للحدود الدولية وبث الرعب، ويستهدف الأهداف المدنية والغير مدنية، كما تخطط له وتنفذه أطراف فاعلة دولية وغير دولية والذي غدى يمثل تحدياً عالمياً ووطنياً متصاعداً في الخلط بين صانع الموت والمطالب بالحرية و هو سرطان ومرض معدي ينتشر بسرعة الضوء في جميع اقطار العالم ولا يعرف حدود جغرافية , ولاجنس او جنسية اخرى ، ولا لون ابيض او اسمر اواصفر ,ولا دين له ويرفض كل من يقف امامه ويعارضه بحد السيف.
ان الصورة تجلت الآن عند الساسة الوطنيين، ويجب ألا يعودوا للوراء و ان يضعوا توصيفاً وتعريفاً صحيحاً للإرهاب من أجل الدفاع عن الاوطان ليس من خلال تصنيفات غربية مستوردة لا تخدم إلا مصالح واضعيها انما تخدم مقاومة هذه الظاهرة ادباً وفكراً وسلاحاً وهو اخر الكي .