مات ولم يمت حزب الدعوة، معادلة مقلوبة، هل تساءلت اخيرا إن كان هناك أي شيء خطير يحدث في حزب الدعوة، الحزب تحول إلى حزبين، وتأثر بشخصين، لم تجتمع قيادته جنبا الى جنب منذ ان اخذ حيدر العبادي كرسي الحكم من رفيق دربه نوري المالكي .
يتجنب الدعاة الذين يتصدرون المقاعد الاولى للحزب الحديث عن انتخابات الامانة العامة على الرغم من مرور موعدها لتجنب صراع مرير قد يطفح على الساحة بين حزب الدعوة/جناح المالكي وبين حزب الدعوة /جناح العبادي يتوسطهم القادة الذين يقفون على المنتصف.
لاتستطيع قيادات الدعوة الاساسية في اطفاء نار الغل بين المالكي والعبادي فالاول يظن ان الاخير قد سرق السلطة منه في عمق النهار والثاني يظن بالاول انه يقف وراء كل الفشل الذي وصلت إليه الدولة وان سياسيته هي التي اسقطت ثلاث محافظات بين ليلة وضحاها بحضن داعش
بات واضحا ان السلطة و الكرسي تأكل حزب التضحيات و الدماء، فالدعاة منقسمون، منفصلون بعضهم عن بعض و لم تعد قيادات الدعوة كما هي في السابق متحدة ومنسجمة ولم تعد تهتم كثيرا لأهداف الحزب في تغيير الفرد المسلم وتهيئة الامة الاسلامية وبعث الفكر الاسلامي ونشره وتنقيته من المفاهيم الغربية وبناء دولة اسلامية بكل المفاهيم فهم منشغلون ليل نهار بكيفية بقاء كرسي الحكم في البيت ” الدعوجي” ويتظاهرون بصفاء القلوب ويغضون الطرف عن تصدع الود بين العبادي والمالكي يتأثر الحزب من الداخل بالازمات الاستعجالية التي تهز الكرسي وتبيد لذته.
لاينام العبادي على وسادة الحكم الا واخذ يفكر بمستقبله في الدعوة وكذلك لاينام المالكي الا واخذ يفكر كثيرا هل يدخل القصر الرئاسي مرة آخرى ام ان عيونه ستبقى تغزو ذلك القصر الذي خرج منه بالقوة كل يوم .
الدعاة المنشقون او المتقاعدون او المغيبون او المجمدون لحين مناص يشاهدون الاحداث بعين تدمع فلم يتصوروا يوما ان الدعوة سيكون محطة قطار للوصول الى السلطة والحكم بل كانوا يترقعون ان السلطة محطة قطار للوصول الى الحزب وهدفهم نشر القيم الاسلامية.
ويبدو واضحا عبر الاحداث على الارض ان حزب الدعوة بات محطة للوصول لللسلطة لا نافذة لبناء الدولة ومعالجة عيوب العملية السياسية الاساسية وستجيب الايام بصراحة عم سؤال يتردد بكثرة هل مات حزب الدعوة ام لا؟ … الايام ستقول قولها.