تلقيت دعوة من زميل أحبه كثيرا لتناول وجبة الغداء في داره المستأجرة كونه ﻻيمتلك شبرا واحدا في ارضه الطافية على محيطات النفط والغاز ، و التي قاتل سنين طويلة دفاعا عن حياضها وحرمتها وفقد نصف اقربائه ﻷجلها ، فضلا عن ساقه اليمنى ، وعينه اليسرى ، بعد سبع ساعات من العمل المضني لإصدار عدد جديد من صحيفة سياسية، اسبوعية، منوعة ، تصدرت صفحتها الاولى وبالمانشيت العريض حادثتا إختطاف رئيس قسم الجراحة بمستشفى الشعلة ، الدكتور محمد علي زاير، من عيادته وسط بغداد، على يد مجهولين ، و إغتيال مدير نادي القوة الجوية ، العقيد بشير الحمداني، داخل منزله بحي المنصور الراقي ، برصاص مسلحين مجهولين ايضا قتلوا زوجته وطفليه واصابوا ابنته الثالثة ، فيما حاولت وسائل اعلام عراقية متطوعة او مدفوعة تصوير الحادث الاليم والمصاب الجلل على انه جريمة انتحار سبقها قتل العائلة بمسدس المجني عليه شخصيا ﻷسباب غير معروفة !
لبيت الدعوة بكل رحابة صدر وكنت جائعا بحق ومرهقا في نفس الوقت ، وكنت طوال الطريق أمني نفسي بـ” مقلوبة ، دولمة ، برياني ، سمك مسكوف ، دجاج بالتنور ، تشريب لحم ، مع المقبلات والطرشي واللبن والعصائر والفواكه وبقية الاكلات المنزلية الشهية التي تتقن إعدادها اخواتنا في العراق وﻻ اشهر ، Top Chef ، في أرجاء المعمورة !!
وصلت فوجدت الكهرباء مقطوعة – عاااااااتي جدا في عصر ترامبو الاشقر الذي اعقب عصر، الاسود العنسي اوباما ، وقبلهما عهد بوش الابن والاب بمعية أم الاول وزوجة الثاني حمالة الحطب – فصحت قبل ان ادخل ، ابو باسم ، متى يتم تشغيل المولدة اﻷهلية ؟
*قال :افففففف ..الحقيقة المولدة معطلة منذ الصباح الباكر ، ﻷن الكهرباء الحكومية ﻻوجود لها ، فتحول الضغط كله على الاهلية فانتحرت !!حلوووو
*قال وﻻ يهمك هلم بنا الى السطح !!
– قلت : لحظة من فضلك وما حاجتنا الى السطح في تمام الثالثة عصرا ودرجة الحرارة 50 في الظل و70 مئوية تحت أشعة الشمس، كوننا نعيش بما يعرف بظاهرة “جمرة القيظ” التي تعم الشرق الاوسط حاليا ؟
* هههه لم اقل لك ” موووو ..قنينة الغاز طلعت فارغة – ايا ملاعين – بالامس اشتريتها بـ 9 الاف دينار ﻷكتشف انها ممتلئة بالماء مع انني اشتريتها من عجلة كبيرة تستعمل معزوفة love story بدلا من الهورن الهوائي حفاظا على مشاعر المواطنين !!
-وبعدين ؟
* والفرن الكهربائي خارج الخدمة ﻷن الكهرباء وبعد صرف 40 مليار دولار لأصلاحها مازالت وستظل معطلة حتى بعد خصختها وبيعها الى جنرال الكتريك او سيمنز او سامسونغ !!
– زين وتالي ؟
* حطب ليس بوسعنا ان نشعل ﻷن البيت صغير واخشى ان نحترق ليقيد الحادث ضد التماس الكهربائي كما جرت عليه العادة في حرائق الاسواق الكبرى واقسام الاطفال الخدج و المصارف والسايلوات وطوابق العقود والملفات الحكومية الحساسة، فضلا عن قطع جميع الاشجار والنخيل من البساتين المجاورة لتحويلها الى اراض سكنية بدلا من زراعية لصالح – عصابات متنفذة – استولت عليها بقوة السلاح ومن يفتح فمه فانهم سيقتلونه بدم بارد كالثلج لتقيد الجريمة ضد مجهول أو انهم سيفتحون له اضبارة انتحار لأسباب نفسية .. كالعادة ، تلاحقه لعنات المشيعين والمعزين بدلا من قراءة الفاتحة ترحما عليه !!
– اسأل وبعد كل هذه المقدمات الطويلة العريضة هل سنتغدى اليوم أم سنتحول الى المطعم الشعبي المجاور ﻷجراء اللازم !!
* تخسه وانا ابو باسم ..سوف نعتمد على اشعة الشمس – العراقية – اللاهبة للطبخ فهي صديقة للبيئة وﻷتفاقية المناخ التي انسحب منها ترامبو مؤخرا ، هذه المقلاة التايوانية ، وهذا الزيت التركي ، وهذا البصل و الطماطة الايرانية ، وهذا الملح والفلفل الهندي ، وذاك الصمون الفرنسي ، وهذا البيض الاوكراني ،واحلى اومليت أجنبي في ارض كانت عربية ، أتريده 6/ 6 أم ابو سبع عيون ؟ اومليت – يلوك هالحلك العراقي الاصيل – هني ومري ، وعلى عناد كل غاز واجنبي دخيل ؟؟؟!
– أبو باسم ، ولو فضولا ، ممكن اعرف أم باسم ووووووين ؟ ؟
* ام باسم الحقيقة ذهبت اليوم الى بيت أمها ﻷنها مريضة جدا وترقد في مستشفى اقرب الى اسطبلات الخيل منها الى المشافي البشرية !
ابو باسم ..اقترح ان تغير اسم المحروس نجلك وتسميه – ابو عابس – صحيح ان الشمس شمسي والعراق عراقي ولكنني لن اتناول بيضا تحت أشعة شمس محرقة في تموز الذي يغلي الماء في الكوز ، اﻻ يكفي لهيب التفجيرات والمفخخات والمدافع والهاونات والتصريحات ، كل أومليت الصيف القائظ لوحدك ودعني ألحق بفلافل الربيع المجاورة بالصوص او الصاص او الرصاص البلدي اغاتي . اودعناكم