23 ديسمبر، 2024 7:17 م

وليام نصار …الإغتيال المعنوي!!

وليام نصار …الإغتيال المعنوي!!

ليس عيبً أن ندعي الموت ونحن أحياء! ليس عيبً أن يلقي المرء كذبة تكون بمثابة طوق نجاة من إغتيال محتم! على أيدي من لا يريدون للحق أنصاراً!! أولئك الذين يريدون للظلام أن يبقى وللنور أن ينطفأ!! متاجرة بالدين والإنسان!. جميلٌ أن يكون بيننا من يسعى للسلام والمحبة بفن أو شعرا ، أغنية  أو حتى بكلمة! وسط دماراً ساقه ألينا المتطرفين المتاجرين بدماء شبابنا وحرية مجتمعاتنا! وسلامة أوطاننا!. ليس خزي ولا عار أن يُخدع المرء بآخرين لكن الخزي والعار ان تنكشف حقيقتهم أليه ويبقى على دربهم السيئ!. وأي آخرين وأي درب أسوء من أولئك الذين أتخذوا من الدين أداة ووسيلة لتحقيق غاياتهم السياسية مختبأين تحت عباءة الدين والقومية العربية ومقاومة إسرائيل!.

أن ما تعرض له المؤلف الموسيقي والناشط السياسي الكندي من أصل عربي لبناني وليم نصار من تهديدات وحرب نفسيه وضغوطات كافية ان تقدم لنا حقيقة جديدة عن سلوك خالٍ من الاخلاق لعصابة شبيحة النظام السوري ومرتزقته من حركة أمل الاسلامية وغيرهم،  أضاف دليل آخر للحالة الهيستيرية التي يعيشها معسكر ” الممانعة” الزائف!. بعد أن خاض معركة أستنزفته بشريا وسياسيا وعسكريا وإقتصاديا . معسكراً ظلاميا أدخل المنطقة العربية غياهب مظلمة لا بصيص أمل فيها يلوح في الأفق القريب!. حربا إقليمية طائفية مدمرة سعى أليها النظام الإيراني وحلفاءه بقوة حتى صار الحال على ما هو عليه اليوم!.

 وليم نصار …. عرف سابقا بمواقفه المؤيدة لمعسكر الممانعة وأن النظام البعثي السوري نظاما قوميا عربيا! و إيران دولة حليفة صديقة للعرب ومناصرة لقضاياهم المركزية! وكان نصار بطلاً قومياً في نظرهم! فهو الفنان والموسيقار الذي ترك بصمة جميلة في عالم الفن العربي والشيوعي الذي يفخر بإنتماءه السياسي ومواقفه التي لا يجرء أحد على اتخاذها ويورط أحزابا سياسية بها دون أن يعاتبه أحد، بل ويثبت أنه على حق في أي موقف أو تغير سياسي يتخذه.

لكن الرجل الذي ناصرهم سابقا لم يحتمل صدمة البراميل المتفجرة التي تلقى على الاطفال والنساء والشيوخ لا تفرق بين المقاتلين والمدنين و أصبحت ميزة من ميزات النظام الدموي السوري!. فقدم أغنيتين لحلب وحمص …
ولم يحتمل ان يرى حزب الله يتحول لعصابة مجرمين يقتلون بالشعب السوري دفاعا عن نظامه السادي ، لم يحتمل ايضا مواقف الحزب التي لم تترك مجالا للشك بأنه ذراعا لإيران في لبنان والمنطقة وتصريحات أحد قادته التي أنتقص فيها من السيادة اللبنانية لصالح النظام الإيراني!.

لقد آذاهم وليم نصار أكثر ما آذاهم بأإغنيته عن حصار مخيم اليرموك، ليثبت أن الشعب الفلسطيني حتى وإن أخطأ يبقى هو الأولوية:
يللي بخندق عم بتداوم ومجوعني باسم الدين يللي باسمي عم بتقاوم ضب سلاحك لفلسطين نحنا ما تعودنا نركع من اليرموك الشمس بتطلع.

 إن مواقف وليم نصار السياسية التي تبدلت حيال هذا المعسكر ” الممانع”!! كانت السبب الرئيسي لسلسلة من التهديدات التي تعرض لها من قبل أنصار النظام السوري وأنصار ومؤيدي حركة أمل الاسلامية، كذلك لحملة من التشهير والتسقيط التي مورست بحقه من قبلهم!.  فخسارتهم لنصار سياسيا واجتماعيا كانت فادحة لا شك ، كونه شخصية فنية وسياسية بتأريخ طويل ،خروجه من صفهم يعني انهم بدأو يخسرون حلفاء ومناصرين لهم ثقلهم الاجتماعي والسياسي .

ولم تتوقف حربهم الشعواء عند هذا الحد! حيث حاولوا عبر طرق وأساليب خبيثة احداث مشاكل قانونية لنصار في البلد الاجنبي الذي يعيش فيه ويحمل جنسيته منذ الولادة! من خلال تسريب صور له أثناء زيارته لفلسطين للقاء زوجته، وصورا أخرى له في مناسبات إجتماعية تجمعه مع أناس غير مرغوب بهم في دول الغرب، بالاضافة لتسريبهم لقاءات تلفزيونية معه على فضائيات مانعة ممنوع على المواطن الكندي التعامل معها …  .كل ذلك جرى خلال فترة علاجه من السرطان في المستشفى!. تلقى خلال هذه الفترة العديد من رسائل التهديد فما كان به وهو في هذه الحالة المرضية السيئة إلا ان يلجأ لخيار إعلان وفاته ظنا منه بأن يسلم من ملاحقاتهم المتكررة له، ومن المسائلة القانونية التي تعرض لها من قبل السلطات الكندية.

 بعد ان تحسنت حالته الصحية والنفسية عقد نصار مؤتمراً صحفيا أعتذر خلاله من جمهوره الكندي، وليس الجمهور اللبناني والعربي، عن إعلان خبر وفاته!! دون ان يلقي جميع الأسباب التي أدت به لهذا الاعلان!!.فقد شكل أعلانه هذا صدمة موجعة لتيار ” الممانعة”!! فصاروا يمارسون عليه المزيد من الضغوطات والتهديدات لإبقاءه ميتاً في نظر الناس ومحبيه!.لا يريدون لمواقف نصار السياسية الجديدة ان ترى النور!!، فهم يريدون موته وهو حياً! وهذا قمة السادية والخبث فأصرارهم على موته جسدا أو فكرا او معنويا صفه لا يحملها النبلاء ولا من هم أدنى منزلة منهم وإنما يحملها المجرمون الساديون فكرا واخلاقا!!.

وليم نصار، العضو العربي الوحيد في جمعية المؤلفين الموسيقيين المحترفين في أمريكا الشمالية، والموسيقي العربي الوحيد الذي يتمتع بجمهور أجنبي … كسر حاجز الخوف وعاد … ليقدم موسيقاه وأغنياته ومواقفه السياسية من أجل سلام عادل، ومن أجل قضايا محقة.