23 ديسمبر، 2024 10:32 ص

ولله  ( الأمر ) !

ولله  ( الأمر ) !

مصطلح الجامعيين لا يقصد به حملة الشهادات العليا ، بل طلبة الجامعة والموظفون ، وفي إحصائية مختصرة تُظهر أعداد الإختصاصات الجامعية من حملة الشهادات العليا في الجامعات العراقية تبين أنَّ العراق غنيٌ جداً بالتخصصات العلمية والإنسانية ، منها حاكمة ونادرة .. فأكثر من 70000 سبعين ألف من حملة الدبلوم العالي والماجستير والدكتوراه وما يقارب من مليون ونصف مليون طالب وطالبة في الدراستين الأولية والعليا توزعوا في الجامعات والمعاهد الرسمية والأهلية وآلاف الموظفين ومثلهم طلبة الدراسات العليا في خارج العراق .. أي أننا نقترب من المليونين ولربما أكثر وهو رقم كبير جداً ونسبة مؤثرة في المجتمع .. هؤلاء جميعاً لديهم عوائل وأصدقاء وزملاء عمل في أمكنة ومواقع داخل المجتمع .. فالجامعي يشتري ويبيع ويتسوق ويصلي ويمرض ويفرح ويحزن ويسكن في بيت ويذهب للتنزه ويسافر داخل العراق وخارجه ويصلي ويصوم ويندد ويحتج ويشكر ويؤيد ويعارض .. والأستاذ العراقي أولاً تحملَ صنوف التضحيات والصبر منذ عشرات السنين كان أشدها في أعوام الحصار الظالم بين 1990-2003 ، فالرواتب كانت قليلة جداً لا تسد رمق العيش بإستثناء السنين بعد عام 2000 فرواتب تدريسيي الجامعات ومخصصاتهم زادت نِسَبُها بعض الشيء لكنها بقيت غير كافية ، بعد عام 2003 تغير الأمر جذرياً فالرواتب والمخصصات زادت أضعافاً والأستاذ الجامعي أخذ يفكر ببناء بيت وشراء سيارة والسفر على حسابه وهذا ما حدث فعلاً .. رواتب التدريسيين العراقيين جيدة إذا ما قورنت برواتب دول مجاورة .. ويتذكر الزملاء قبل 2003 حين كنا جميعاً نستقل سيارة الجامعة من بيوتنا إلى الجامعة ، ماذا حصل في الأعوام الأخيرة بعد أن إمتلك معظم التدريسيين سيارات متطورة وبيوت فخمة وسفرات إلى جميع دول العالم ! ما الذي تغير إذن ونحنُ في أصعب وأدق وأخطر مرحلة يشهدها تاريخ العراق !فالناسُ تنظر لنا وتتابعنا وتسمع منا وتقرأ وتنقل ما نكتب .. نخبة المجتمعات هم أساتذة الجامعة لأنهم معلمو أجيالها .. وتتذكرون كيف نستحي ونخجل لحد الآن حين نرى معلماً من المعلمين الّذين درسونا في الدراسة الإبتدائية .. قبل سنين وقع حادثٌ مؤسف لِقطار في الدنمارك خرجتْ على أثره وفي نفس ليلة الحادث ملكة الدنمارك لتعزي الشعب الدنماركي بهذا الحادث الذي ذهب ضحيته عدد من مواطنيها وقالت (( أُعزي الشعب الدنماركي لسقوط عدد من الضحايا جراء الحادث المأساوي صباح هذا اليوم لكنني أعزي الشعب الدنماركي مرة أخرى وأنعي لهم فقدان أستاذ جامعي بعد سقوطه ضحية في نفس الحادث )) في جميع دول العالم مكانة متميزة وكبيرة للأستاذ الجامعي حددها هو بنفسه كي يأخذ الدور المناط به والأمانة الكبيرة الملقاة على عاتقه .. فالأستاذ الجامعي لا تتوقف مسؤوليته عند حدود قاعة الدرس والمحاضرات والبحوث والمختبرات والندوات فهي ما يُشكل وقتها رُبع يومه أو أقل ، ففي البيت تنتظر منه عائلته الشيء الكثير ، وفي السوق وفي كل جوانب الحياة بطبيعتها .. كلام جميل وتدخّل إيجابي وحوار ممتع أو مفيد وشخصية ذات نفع ويد كريمة ولسان يدعو إلى الإصلاح والخير والعدل والإتزان ترجمه أغلب علماء العراق وأساتذتها في الجامعات العراقية ومنهم بطبيعة الحال أساتذة جامعتي الصابرة المجاهدة الأنبار وهم يعملون بصمت وهدوء ووعي وأمانة أمام الله ومن ينتظرهم .. أساتذة جامعة الأنبار لو قيس ما كابدوه وعانوه خلال تلك السنتين ونُقل كوثائق ما صدق بها أحد ولوقف العالم كله إكراماً وإجلالاً وتحيةً لمن يعمل مخلصاً لله وحده وما كُلف به من مسؤوليات.. الأغلب والأعم والأعظم هم العبق الخالد للعراق ولجامعة الأنبار لم ينتظروا الشكر إلا من الله .. فسقط من أساتذتنا شهداء وهم يتجهون إلى الصفوف .. سقط من تدريسيي جامعة الأنبار عشرات ممن زكى دمهم الأفعال الجبانة والمخزية لبعض المحسوبين على الجامعة .. فخٌ كبير إسمه التواصل الإجتماعي ومواقع التواصل الإجتماعي وقعت فيه الفئة الضالة المحسوبة على الجامعة .. وشايات بالجملة بالتعاون مع أطراف أخرى ، دعوات للفتنة والكذب والنفاق ومهاجمة الآخرين بلا ذنب .. كيفَ يُمكن لأستاذ جامعي أن يتخفى بإسمٍ مستعار ؟ إذن فهو يُضمر شيئاً آخر فلو كان صادقاً كي يستفيد طلبته وزملاؤه والناس من موقعه لكتب إسمه واضحاً هكذا ( د.خالد الراوي ) (د. خالد القره غولي ) ( رفعت الدليمي ) لا أن يكتب إسماً هندياً وهو دكتور أو إسماً رمزياً كأسماء الفنانات( مع إحترامي لهن ) أو يستبدل إسمه بإسم إمرأة !! ألا نأخذ الإعتبار مما حدث لنا وصحونا بلا بيوت وتركنا كل شيء خلفنا .. كتبنا وكلياتنا وأهلنا وأصدقاؤنا .. لانرى بعضاً إلا على هذه الشبكة أو يسمع أحدنا صوت الآخر .. عددٌ منا يعاني الموت والرعب والتهديد كل يوم وآخرون في أمكنة ٍ بعيدة هم وعوائلهم خرجوا على الرمال وتحملوا ما لم تتحمله شعوب الأرض من ظلم كي يصلوا إلى مناطق تأويهم .. من هؤلاء ! من يتكلم عن الجامعة بسوء وراتبه أربعة ملايين دينار بعد أن كان تائهاً يبحث عن لقمة عيش .. ألا تكف هذه العصابات والزمر الضالة والظالمة من النيل من الجامعة في الوقت الذي يترحم فيه حتى أعداؤنا علينا ويشيد بصبرنا وتحملنا الأبعد ثم الأقرب .. هذا الأمر يتبناه فصيلٌ متآمرٌ واحد لا غير وهو من المندسين الّذين لا يريدون للجامعة الخير بل شق عليهم الأمر حين وجدت الجامعة مكاناً لها فهم لا يريدون لأبنائنا إن يتعلموا أو يكملوا هذه المسيرة وهم من داخل الجامعة وبيننا مرتدين أقنعة النفاق السوداء .. أسألهم أتصلّون ؟ صلاتكم غير مقبولة .. أتصومون في رمضان ؟ صيامكم غير مقبول .. لأنكم لا تريدون غير الخراب للجامعة ومنتسبيها من التدريسيين ومن مئات الموظفين وآلاف الطلبة فهم يعلنون من يقف في طريقهم كي يحققوا هذا الهدف العظيم وستبقى جامعة الأنبار سواء كانت في موقعها القديم أو في الرُمادي أو في بغداد أو أي بقعة من أرض الله وأهمس في أذانهم أنَّ الإنترنت لا دين له فبرنامجٌ واحد سعره ألف دينار يكشف الأسماء وأرقام الهواتف وكلمات السر !! والمتخفين بأسماء نساء أو المتخفيات بأسماء رجال !!ولله الأمر