5 نوفمبر، 2024 8:42 ص
Search
Close this search box.

ولكنهم يرطنون الان بالفارسي ياشعلان!

ولكنهم يرطنون الان بالفارسي ياشعلان!

-كل ثورة تتبخر وتخلف وراءها وحل من البيروقراطية الجديدة.
(فرانس كافكا)
-القمع هو بذور الثورة.
(وودرو ويلسون-الرئيس الأمريكى رقم 28فى أوائل القرن العشرين)
-الثورة هى فكرة وجدت سلاحها.
(نابليون بونابرت)
-عندما تصبح الدكتاتورية حقيقة واقعة تصبح الثورة حقا من الحقوق.
(فيكتور هيجو)
-أن ثورة العشرين كانت: “وليدة عاملين خطيرين أولهما الضغط والاستغلال الاقتصادي واستنزاف جهود العاملين في الزراعة خاصة- والعراق قطر زراعي قبل كل شئ- والاستيلاء على مواردها من الخامات بأبخس الأثمان وردها بعد استخدامها في الصناعة الحديثة لتصريفها في أسواق هذه البلاد بأعلى الأثمان، وهذا هو جوهر الاستعمار الحديث… أما العامل الثاني في اندلاع الثورة فهو ذلك الضغط السياسي أو الحجر على الأفكار والحيلولة بين أبناء البلاد وبين التعبير عن آرائهم والمطالبة بحقوقهم في تقرير مصيرهم بأنفسهم، واختيار حكامهم وحكوماتهم بملء إرادتهم ثم للمحاولات التي بذلتها السلطة المحتلة لفرض نوع من السيطرة الاستعمارية المباشرة على العراق”.
(الشيخ محمد رضا الشبيبي) (1)

سنبحث هنا:
1— الدولة العلمية والإرث الحضاري العملاق للعراق!
2— ماذا قال شعلان أبو الجون بعد ثورة العشرين أمام أبو حنيك؟
3— ماذا قال الذيل شياع سوداني وعمار الحكيم عن ثورة العشرين؟ كنموذج للدجل والتلفيق الإسلامي للتاريخ القريب والبعيد!
4–  هل كان أحد أسباب ثورة العشرين هو موت مرجعية الإنكليز وقيام مرجعية البلاشفة!؟
5— دور الشيرازي عندما أفتى بالقتال لجانب الأتراك المحتلين! وأفتى في منع التعيين في الدولة الجديدة! واتهم ابنه بتسلم الأموال من البلاشفة!- ولو نجح في مسعاه لاستعبد العراق الأتراك أو الفرس- ولما, فشل ناح القوم بمظلومية الشيعة!
6- فتوى الحكيم الفارسي التي حطمت العراق بعد فتاوي الشيرازي الفارسي.

(1)
الأمم العظيمة تستذكر بطولاتها وامجادها وتتذكر رجالها العظام وتقيم المتاحف التي تضم كل مقتنيات عصر وفترة وثورة, في حقبة من الحقب ليزورها الصغار والكبار والطلبة خصوصا والأجانب ليستلهموا منها الدروس والعبر ويشعروا بالفخر والاعتزاز والحمية والوطنية على وطنهم.
لا يجب ان تحتفظ عائلة وعشيرة ومرجعية بارث العراق, بل يجب أن يكون كل ذلك في المتاحف وان تتحول كل قصور صدام الى متاحف, وكل مدينة وقضاء وناحية أن يتحول نصفها لمناطق خضراء مزينة بتماثيل وشواهد العظماء في تاريخ العراق وان تقطع يد كل من يقطع شجرة وأن يشجع الناس ويامروا بزرع الأشجار في كل مناسبة وينظفوا الادران البشرية والصناعية التي تحطم البيئة فتحطم الإنسان, وان يرجع العراق البلد الأول في العالم في أشجار النخيل وأن يكون الأول في الحمضيات والزيتون وغيرها.
ان يكون العراق البلد الكبير في المحميات الطبيعية وأن يحدد النسل وأن تكون مرجعيات العراق عربية عراقية وأن نقطع دابر العجم المتسللين تحت عنوان الدين أو الفكر المزيف.
لا يجب ان تحتفل عشيرة فقط بثورة وطنية كبرى أدت لاستقلال العراق بل كل العراق وكل مؤسساته ومدارسه ومعاهدة وقواته المسلحة!
الدين يجب أن يكون في خدمة العراق والشعب العراقي وكل دين يكون في خدمة غير العراق لا يجب أن يكون له مكان هنا!
ولامكان لمزدوجي الجنسية ومثلثيها ولا للفسدة الفجرة ولا للانفصاليين والفدراليين ولا للفاسدين والإرهابيين وأن تتم معالجتهم على طريقة كولاغ العراق القادم!
كل العراق يجب ان يتحول الى واحات خضراء ومصانع ومزارع وسدود ومحطات تحلية وتنقية المياه ومدارس ومعاهد وجامعات رصينة, حيث يسود النظام والقانون ومن لا يستوعب القانون فمكانه في محميات طبيعية تعد لامثاله!
دائما كان الفن والموسيقى والرقص والشعر والنحت والرسم والاناشيد الوطنية والمتاحف ومخلفات وارث الاجداد اعظم موحد لأمة من الأمم.
كل ذلك يحدث في العالم تقريبا إلا في العراق حيث يراد تدمير الامة العراقية الخالدة والعراق كبلد وحضارة كبرى بل أولى الحضارات في العالم بعد سيطرة مزدوجي الجنسية من الأعاجم وغيرهم ممن وضعوا نصب عيونهم مع الاستعمار الأمريكي والصهيونية مسح هذا البلد بكل الوسائل من الخريطة!
ليس هذا فقط بل ان تزوير التاريخ هو أحد السبل الكبيرة لهم والتجهيل والتمريض والجوع والعطش وتخريب الصناعة والزراعة وتدمير الفن والثقافة والإرث الحضاري والآثار والمتاحف والسياحة واحداث التغيير السكاني باستيراد الملايين وتجنيسهم من الفرس والهنود والأكراد والباكستانيين والافغان وسيطرتهم على المدن المقدسة والاقتصاد والأمن والصحة والثقافة والتعليم!
كل شي في العراق اصبح بامرة الدولة العميقة التي تتحالف مع المرجعيات والمليشيات والإعلام وأجهزة الأمن والمخابرات الأجنبية والشركات الكلك لتدمير العراق للابد.
الدولة العلمية القادمة هي التي ستحفظ ارث العراق وتقيم المتاحف ومنها الخاصة بالجيش والشرطة وثورة العشرين وحركة مايس وثورة 14 تموز والحرب العراقية الإيرانية وغزو الكويت وكل احداث العراق الجسام وهي من ستقيم مؤسسات الإنتاج السينمائي لتخليد ثوار العراق ومنهم ثوار ثورة العشرين واظهارهم للعالم في أصدق تعبير عن صفات هذا الشعب الاصيلة, وكل احداث العراق الجسام لينهل منها العراقيون من دروسها وألقها وعظمتها!
الدولة العلمية القادمة هي من ستعيد للعراق قوته العسكرية والاقتصادية الصناعية والزراعية والسياحية والثقافية والسياسية وتعيد احترام العالم للعراق بعد ان اصبح مهزلة ومضحكة للبشر على يد أوغاد بلاد فارس من فروخ الرهبر وفروخ برزاني وصهيون والعم سام وغيرهم.

(2)
يروي سلمان الصفواني قصة لها دلالتها في هذا الصدد، خلاصتها أنه كان في عام ١٩٢٧ في جولة بالسيارة قرب الرميثة بصحبة شعلان أبوالجون والضابط البريطاني المعروف كلوب باشا الملقب «أبوحنيك»، ولما وصلوا الى أراضي العارضيات، وهي الاراضي التي شهدت احدى معارك ثورة العشرين، أمر شعلان سائق السيارة بالوقوف ورفع سقف السيارة، ثم قام في وسط السيارة كالأسد الثائر وحسر عن رأسه وشمر عن ذراعه والتفت نحو كلوب بعيون مزورة، وسأله قائلا (صاحب! صاحب أتعرف هذه الأراضى؟».  فأجابه أبو حنيك: «نعم هذه العارضيات». فقال شعلان: «نعم هذه العارضيات, اتنوع ـ أي أنظر – فهناك معسكرات عمامك – يقصد الإنكليز جنودهم ودباباتهم و مدافعهم وسائر معداتهم، ومن هنا خرج عليهم خوالك بني حجيم على حين غرة واحدقوا بهم من كل صوب, وما هي ساعة لا تشبه الساعات كنت لا تسمع فيها إلا دوي المدافع وأزيز الرصاص ورعد الطائرات وقرقعة القنابل وصرخات القتلى وأنين الجرحى، حتى ثردنا لك اياهم ثرد. مكانك خالي يا صاحب) فاكفهر وجه كلوب ولكنه ظل ساكتا.
وواصل شعلان كلامه قائلا «ان هذه الارض لاتشبه بقية الاراضي أنها حمراء، قانية من الدماء, مشحونة بالأشلاء، أفتدري لم كل هذه، التضحيات يا صاحب؟  لنؤسس حكومة عربية مستقلة» والتفت نحو سلمان الصفواني قائلا «أليس كذلك يا سلمان؟!» فأجاب الصفواني «بل والله».
وعند هذا تكلم كلوب حيث قال «لقد تم لكم ذلك يا شعلان، فلكم الآن  حكومة ودستور وبرلمان ووزراء وموظفين، فإذا تريدون غير هذا؟» ولم ينتظر شعلان أن يتم كلوب كلامه بل علق عليه قانلا «ولكنهم يرطنون، ثم لطم جبينه بكفه وصرخ قائلا: «عوينت ابيكم يا بني حجيم وكأنه يقول، لقد ربحتم المعركة يا بني حجيم وخسرتم النتيجة! (2)
ماذا سيقول لو علم شعلان في قبره أن مكواره قد منح لذيل فارسي جاء به جواسيس واذناب الفرس الذي سلمتهم أمريكا مقدرات العراق!(3)
ولذلك اكثر من دلالة مزيفة يراد لها ان تستثمر زورا وهي أن أهل العراق صاروا اطوع من بنان فارسي لكبير الفرس, وان كل العراق بإرثه وعظمته قد أصبح بيد ممثلي الصعاليك الاوباش من الذين لم تكن لهم دالة ولافضل على العراق إلا بالقتال الى جانب أعداء العراق ومن ثم تدميره ونهبه وشفط مقدراته ولكن الى حين!

(3)
في الذكرى مرور 103  على الثورة العراقية الكبرى ثورة العشرين… قال الشياع سوداني، (إن ثورة العشرين رسمت طريق الحرية والدستور، مشيراً إلى أنها كانت تجسيداً حيّاً وتعبيراً واقعياً عن اعتزاز العراقيين بحريتهم… بمزيد من الفخر، نستذكر اليوم ثورة العشرين، التي تمثل واحدةً من أهم الثورات في العراق بالعصر الحديث…لقد كانت ثورة العشرين تجسيداً حيّاً وتعبيراً واقعيّاً عن اعتزاز العراقيين بحريتهم وسيادتهم، فقد تحركت العشائر العربية الأصيلة، بعد فتوى المرجعية في النجف الأشرف!، لترسم طريق العراق نحو نيل حقوقه في الحرية والدستور، وعدم الخضوع للإرادة الخارجية أو الارتهان لها، وهو ما تحقق بفضل صمود أبناء شعبنا العراقي، الذي ألهم حينها الكثير من الشعوب العربية لتسعى نحو التحرر من الهيمنة الأجنبية.. ونحن اليوم إذ نستعيد الذكرى الـ (103) لثورة العشرين، فإننا نستلهم منها كل المعاني العظيمة التي مثَّلت حكاية شعب دونها التاريخ في أرفع محطاته وأعلاها مكانة.)
بدوره، أكد رئيس تيار الحكمة الوطني السيد عمار الحكيم (في ذكراها الثالثة بعد المائة، مثلت ثورة العشرين الخالدة بصمة واضحة في الحياة السياسية والفكرية والاجتماعية لشعب العراق الذي كان لتلاحمه واصطفافه خلف مرجعيته الدينية أثر بالغ في صنع منعطف كانت نتائجه بداية التأسيس للدولة العراقية المعاصرة، ودليل بارز على تضامنه ونضجه السياسي واستعداده للذود عن وطنه وقضيته بعد أن قرر العراقيون أن يحكموا أنفسهم بأنفسهم، ملحمة أصبحت نبراسا للحركات والثورات والاحتجاجات التي حصلت فيما بعد، وتغنى بها الشعراء والأدباء، ما يتطلب تخليدها وتعريف الأجيال اللاحقة بها وبمآثرها الباعثة على الفخر والاعتزاز)(4)

(4)
موت السيد كاظم اليزدي هل كان أحد عوامل ثورة العشرين؟
مما زاد في قوة العامل الديني موت السيد كاظم اليزدي الذي كان يتولى المرجعية الدينية لدى الشيعة, فقد كان هذا الرجل لايحب الاتراك ولم يؤيد حركة الجهاز من أعماق قلبه, وحين جاء الإنكليز ايدهم مشترطا ان يبقى تأييده لهم طي الخفاء. وشاء القدر أن يموت هذا الرجل في ٣٠ نيسان ١٩١٩، فاعتبر الإنكليز موته خسارة جدية لهم, وقد حل محله في المرجعية الدينية رجل على النقيض منه هو المرزا محمد تقي الشيرازي الذي كان مقيما في كربلاء, والواقع أن هذا الرجل قام بدور مهم جدا في إثارة الناس على الإنكليز, وقد اتهمه الإنكليز بأنه كان على اتصال سري بالبلاشفة وان ابنه يقبض منهم الأموال!(5)

(5)
أصدر محمد تقي الشيرازي فتوى سنة 1911 وذلك بعد هجوم القوات الروسية في شمال إيران ؛ بضرورة مواجهة المعتدين الروس، وقد أعلن الجهاد أيضاً مع بقية العلماء وكبار مراجع العراق ضد اعتداءات دول الحلفاء على الأراضي العثمانية! وذلك في بداية الحرب العالمية الأولى سنة 1914.
وأصدر ايضا فتاوى جهادية ثلاثة دعا خلالها إلى استنفار عام للعشائر وجميع المسلمين للتصدي الاحتلال البريطاني، جاء ذلك بعد أن احتلت القوات البريطانية الفاو العراقية (اما لو عندما تحتل ايران او تركيا الفاو فلا جهاد ولاهم يحزنون) والذي يعتبر مقدمة لاحتلال العراق، كما أرسل ابنه الشيخ محمد رضا نيابة عنه إلى الكاظمية وجبهات القتال مع المناضلين لاصطحابهم في المعارك.
وأصدر الشيرازي الشأن فتوى تحريم التعيين والعمل في الدوائر التي تعمل لصالح بريطانيا! وذلك في 9 جمادى الآخرة سنة 1338 هـ / أول مارس 1920 م، وكانت حصيلة ذلك أنه استقال عدد كثير من الموظفين!، واستمرت هذه الوتيرة على هذا النحو.(6)
ان الثورة العراقية الحقيقية انطلقت يوم 30 حزيران 1920 على يد شعلان أبو الجون في الرميثة ولم تكن أسباب الثورة دينية فقط بل كانت هناك عوامل قومية ووطنية ودولية وأن تجيير الثورة للمرجع الديني فقط هو دجل ونفاق!
فهل ان مصير العراق يتعلق بالمرجع إن كان مع الإنكليز فلا ثورة وإن كان ضدهم ومع الأتراك فثورة!

(6)
إن تعظيم دور الشيرازي في الثورة وتعظيم فتاوي النجف هو استهانة بالعقول واستخفاف بها! ومحاولة لاستثمارها سياسيا من اجل النهب والفرهود والخداع, وجعل ذلك محط  لسخرية العالم على العراقيين.
إن الذين يعظمون دور المرجعيات الفارسية لايرون اخطائها وجرائمها الكبرى في التحالف مع الأتراك المحتلين أو مع الفرس او البعثيين بتكفير الشيوعيين عندما أصدر جد عمار الحكيم فتوى بان الشيوعية كفر والحاد فتم بها اغراق الأرض بدماء القاسميين والشيوعيين! وإقامة النظام البعثي الفاشي عام 1963 الذي سمح بانفصال الكويت دون ثمن!
ففي 20 شباط  1961 أصدر الحكيم  فتواه القائلة (لا يجوز الإنتماء إلى الحزب الشيوعى فإن ذلك كفر وإلحاد) وما أدت إليه من جرائم وقتل وسجون ومآسي وكوارث وويلات كما إستعملها سياسيون لأطياف مختلفة بأبشع وسيلة حتى قال محمد بحر العلوم (المرجعية الحكيمية انتصرت على قاسم والشيوعيين، ولكن القوميين استفادوا من ذلك وصعدوا على أكتافنا ونحن الإسلاميين لم نلتفت إلا بعد فوات الأوان) (7)

المصادر
1-ثورة العشرين – المعرفة (marefa.org)
2- كتاب لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث الجزء الخامس- القسم الثاني- دار الراشد-ص 237
3- حمزة الكرعاوي : الحلقة رقم 1409 مكوار شعلان أبو الجون يهدى للسوداني
4-ثورة العشرين .. أيقونة استلهم العراقيون من وهجها النصر » وكالة الأنباء العراقية (ina.iq)
5- المصدر (1) صفحة ص 248
6- الميرزا محمد تقي الشيرازي – ويكي شيعة (wikishia.net)
7-فتوى المرجع الشيعي الحكيم: الشيوعية كفر وإلحاد، وخلفياتها (elaph.com)

أحدث المقالات

أحدث المقالات