ماذا يقصد بالخيانة …ومن هم الخائنون…؟
يقصد بالخيانة لغةً :
هي نقيض الامانة جاءت من خانه خوناً وخيانة ،ويقال خائن وخائنة ويقال : خُنت فلاناً،وخنت امانة فلانة .
اما معنى الخيانة أصطلاحاُ :
هي مخالفة الحق بنقض العهد في السر،وهي شاملة لكل التكاليف الشرعية. وقيل فيها هي الأستبداد بما يؤتمن الانسان عليه من الأموال والأعراض والحرم،وتملك ما يستودع ،ومجاحدة مودعه. وقيل فيها ايضاً هي :ان حقيقة الخيانة عمل من أتمن على شيء بضد ما أتمن لأجله بدون علم صاحب الامانة. يقول الحق : ” ان الله يدافع عن الذين آمنوا ان الله لا يحب كل خوانٍ كفور ،الحج آية 38.
الخيانة جرم انساني لا يفعله الا ناقص العقل والضمير الذي لا يُصاحب الكافر بالقيم والاخلاق ونعمة الله… وتشمل خيانة الوطن والصديق والمال …ان الله لايغفر لهؤلاء خيانتهم لان العمل بتقصد لا يُغفر له ابدا حتى لو حج مكة الف مرة…وفي النهاية فأن الله لابد ان ينتقم منهم قبل مماتهم بالمذلة والاحتقار من الناس ،وحشرهم في نار جهنم خالدين فيها ابداً بعد الممات.
يقول عالم نفسي:
ان الخيانة مرض نفسي لا يحمله الا المرضى ،لأنها تؤسس للشر والعداوة والبغضاء والحروب،لكونها تترك بين الناس صورة العنف والشراسة وهي محرمة شرعا وقانوناً.
ان الله يكره من اتصف بها كرها شديدا وخاصة خيانة العهود( وبعهد الله آوفوا ) والمواثيق ( ولا تنقضوا الآيمان بعد توكيدها) .هذه كلها جاءت بآيات حدية لا تخترق الا من قبل زناة الارض الذين لا يؤمنون بدين ولا بقيم الحياة ومواثيقها كما في غالبية الحكام الذين يخونون أوطانهم اليوم. في الجاهلية اذا مات الخائن يدفن ويبقى قبره يرجم ابد الدهر كما في ابي رغال خائن مكة للحبشيين،. وسترمى قبور اصحاب الخيانة لكونهم خانوا الله والقسم والضميرمدى الدهر ،وها هو يوم الحساب يقترب منهم ونأمل ان تسحلهم الجماهير كما سحلت اعداء الله من الأحرين، ان وعد الحق لقريب .
يقول الحق: ( ولا تكن للخائنين خصيما :ويعلق الشيخ الكبير الدكتور الفيلسوف محمد متولي الشعراوي فيقول في تفسيرها : ان الآية تحكي قصة لا تعرف الارض لها نظيراً، ولا تعرف لها البشرية شبيهاً
2
وتشهد – وحدها – ان القرآن وآياته الكريمة لا مثيل لها في الوصف لمن ينقض عهد الله على الناس والاوطان،وهي ترسم خط الأفق الذي ترتجى منه البشرية المنهج الحياتي الذي لا يخرق.
هل فكر خونة الاوطان حين باعوا الارض والماء والبشر،وتنازلوا عن السلاح للاجنبي ، مقابل مجدٍ زائف ومال ضائع ، ومنصب تافه في حكمة الله في المصير، فهل نسوا وهم يقرأون القرآن انه قال : انا انزلنا اليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما اراك الله،النساء 105.
فكيف فضلوا العاطفة على العقل ،والباطل على الحق،والأجنبي على الوطن ؟ الم تقرأ آية التوبة 43 ايها المسئول ،التي لامَ فيها الحق حتى رسول الله (ص) لانه سمح للأعراب بعد الهزيمة في مؤتة حين خيرهم في القتال من عدمه حين تحججوا بحجج واهية في الاعتذار، يقول الحق :”عفا الله عنك لم آذنت لهم حتى يتبين لك الذين صدقوا وتعلم الكاذبين.
ويخاطب القرآن للاعراب المتلكئين عن نصرة الحق والوطن : ( ما كان لأهل المدينة ومن حولهم من الأعراب ان يتخلفوا عن رسول الله ولا يرغبوا بأنفسهم عن نفسه ذلك بأنهم لا يصيبهم ظمأ ولا نصيب ولا مخمصة في سبيل الله ولا يطئون موطئاً يغيظ الكفار ولا ينالون من عدوٍ نيلاً الا كتب لهم به عمل صالح ان الله لا يضيع اجر المحسنين،التوبة 120).
فكيف تجرأ القوم على الوطن والناس وتركوهم عرضة للمجرمين .ان الذين خانوا وانسحبوا من الموصل وصلاح الدين وسبايكر وتركوا شبابهم عُزلا ،لا يرحمهم الله ولا يهديهم ولهم عذاب السعير. ان كل من غطى ويغطي عليهم وعلى جرائمهم في التحقيق فهو منهم يصيبه ما يصيبهم من غضب الرب وليس لهم من شفيع؟ .
واليوم يجري تطبيق سيناريوابعاد المالكي وقيادته العسكرية من جريمة احتلال الموصل وسبايكر والخيانة الوطنية باتفاقات مع التحالف الوطني،ان صح القول على الشيعة كل الشيعة ومرجعياتها الدينية ان ترفع الراية بالاعتراف بالخيانة الوطنية وليس من حقها تمثيل الشيعة ابدا.الم يقل الرسول (ص) لو ان فاطمة بنت محمد أخطأت لقطعت يدها؟اما هذا القول صحيح واما خطأ، والرسول لا يخطأ بالمطلق. دعونا نسمع البيان الرسمي لنحدد الموقف غدا؟
اما الذين سرقوا المال العام فينطبق عليهم قول الامام علي(ع) حين قال :الا ان كل قطيعة أقطعها فلان ،وكل مالٍ أعطاه من مال الله فهو مردود في بيت المال فان الحق القديم لا يبطله شيء…والله لو وجدته قد تزوج به النساء وملك الأماء، لرددته في بيت المال …فأن في العدل سعة … ومن ضاق عليه العدل فالجور عليه أضيق. ورأيتم البارحة كيف أيهم السامرائي كان مخذولا امام الحق وثبتت عليه الخيانة.انه يستحق الشنق في ساحة التحرير هو وكل من خان وغدر.فالوطن ليس ملكا لاحد ،بل هو ملك الشعب والذين يتجرأون على الخيانة يجب ان يطبق بحقهم الحد الشرعي بلا نقاش.اذا فعلها حاكم الزاملي سيكون هو اول الخائنين.
3
فكيف يستسيغون المال الحرام من الناس، وكيف لا يلاحقون من أكل اموال الايتام والمساكين والقانون يبيح لهم الملاحقة ومحاكمتهم…لكنهم يعملون انهم شركاءهم في الجريمة.وكيف يقبلون خيانة الوطن؟اذن التغيير كان خيانة ومن رافقه كانوا خونة؟
بهذه التوجهات الآلهية العظيمة تنشأ المجتمعات من قوة الايمان بالحق بحيث تستطيع ان توقف الظلم وتُحي العدالة وترد المُعتدي اذا هو اراد الاعتداء على الوطن والناس،لا ان يبيح الحاكم لاتباعه واولاده العبث بامور الناس والمال العام ،بغية الرفاهية والكسب الحرام كما يعمل اليوم الحكام الظلمة في وطن العراقيين بعد ان سخروا كل الوزارات والمؤسسات والسفارات في الخارج لأبنائهم والمقربين دون الناس.ان العذاب وجهنم وكراهية الناس لهم بالمرصاد والله لا يضيع اجر المحسنين. اللهم ربي انت تعلم جهرهم وسرهم وما يعملون…؟