سياسيونا الافاضل ونوابنا الأكارم المحترمون في برلماننا العتيد لم يجدوا موضوعا يشغلهم هذه الايام بعد ان دوختهم المؤتمرات الصحفية اليومية واقلقت بالهم برامج الفضائيات التلفزيونية وتعبت وجوههم من كاميرات اللقاءات الدورية فشمروا سواعدهم وأشرأبت عقولهم في رؤوسهم لحل مشاكل المنطقة العربية من محيطها الى خليجها وفض الصراعات الأقليمية لدول الجوار ….ووزعوا علاقاتهم حسب المحاصصة الطائفية التي انتجتهم بأمتياز….
هاهم يتصارعون من جديد او يجدون مايبرر صراخهم وفرقتهم وعراكهم ويتحاورون حول اليمن السعيد وصنعائه البائسة واحتلال الحوثيون لها ومظاهرات المنامة وحرية الشعب البحريني الشقيق في نيل حقوقه المغتصبة من حكامه ويقترحون حلولا للمعارضة السورية في توحيد رؤاها ومصالحتها وينصحون الاسد بالحوار مع امريكيا ..واسرائيل …و..و…و..واسمعوهم وهم يتباكون على الشعوب المظلومة …ويأخذخم حرصهم على امتنا ليدرسوا مشاكل نهايات الشمال الافريقي بدأ من مصرالسيسي مرورا بليبيا الجديدة …..وربيع تونس الخضراء ….وسيغلقون ملف المغرب العربي ودول البحر الابيض المتوسط …عند حلول العطلة الربيعية .القادمة …..
ونسوا هؤلاء السادة الحريصون على العالم ملفاتهم العالقة والقوانين التي تحتاج الى تشريع ..منذ الدورة السابقة أو الأسبق منها وتركوا مليونين ونصف مشرد أو نازح أو مهجر حسب مصطلحات وأحصائيات منظماتنا الانسانية ولجانها المتعددة في برلماننا العتيد ….تركوا مشاكلنا وتجشموا العناء لحل مشاكل العالم نسوا ازماتنا الاقتصادية والمالية والاجتماعية والعسكرية …وأمراض الفساد التي وصلت مؤسساتنا الامنية …واللجان التحقيقية في قضايا مصيرية معروفة تنتظر منهم حسما …واراضينا المحتلة من قبل داعش …والتهيئة المطلوبة لمواجهته ..وارقام الاحصاءات المتزايدة في القتل اليومي ..و…و….ولا ازيدكم مللا من الخدمات المعدومة والبطالة والازمات التي لا تنتهي وخزينتنا المهددة ….ونسوا مسألة مللنا تكرارها وسماعها مصالحتهم السياسية أو ((مصلحتهم السياسية )) ولا يوجد مصطلح مصالحة وطنية لأن الشعب متصالح او غير مختلف والسياسيون وحدهم مختلفين …((ولا يزالون مختلفين ))…
صدقوني لا احد يصدر لنا الازمات نحن نستوردها ونشتريها ونشتري المشاكل من كل حدب وصوب كما يقول المثل الشعبي العراقي …ماذا يعني هذا بالله عليكم ان نشغل انفسنا بمشاكل الغير لا بأس اذا كنا اصحاب سيادة مستقلين في رأينا وأذا اختفت مشاكلنا واذا كانت النوايا سليمة ليس فيها رائحة طائفية وأذا كنا نريد الخير لشعبنا فلنفكر في مصلحته ووحدته ومصيره الذي توزع بأختلاف ارائهم الطائفية لتتحول الى مشكلة عراقية وصحافتنا بشحنها الطائفي المعلن تردد موجات حقدهم الدفين وكل يغرد لليلاه ولينجرف وراءهم السذج والسطحيون وكتاب الاعمدة الجاهزون حسب الطلب وينحرف معهم المتطرفون والمتنطعون ليملأو صحفنا وفضائياتنا فوضاهم …وصفحات التواصل الاجتماعي الى تلاعن وتشاتم وتطاحن …وأهانات …وتهديدات …..وما الى ذلك ….وربما يتصالح المتخاصمون ….ونبقى نحن في دوامة الاتهامات التي تمزقنا ….
ونسينا مشاكلنا وملفاتنا العالقة وقوانينا المهمة واجراءات كثيرة مهمة لم تر النور ..ودعمنا لحكومتنا الوطنية التي تحمل غلى عاتقها هذا الكاهل الكبيروتحملت وزر أخطاء جسيمة وورثت هذا الكوم الهائل من أزمات ومشاكل وتبعات لا حصر لها …ام انتهت خلافاتنا وصرنا نبحث في مشاكل دول الجوار لنختلف بها ….((لنبقى أبدا نتفق على ان لا نتفق….))