23 ديسمبر، 2024 2:51 ص

ولايتي ونظامه اللذان لايستحيان

ولايتي ونظامه اللذان لايستحيان

لايبدو إن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية يتعظ و يستفاد من کل سقطاته و أخطائه الفاضحة داخليا و إقليميا و دوليا و يقدم إعتذارا صريحا بذلك وانما يسعى للقفز على أخطائه و سقاطه و تجاهلها وکأن شيئا لم يکن، خصوصا عندما يظن بأن کل ذلك سيتم تجاوزه و سيتعداه على خير و سلام.
کما إن المرشد الاعلى الايراني ظل صامتا رسميا لقرابة أسبوعين على إنتفاضة 28 ديسمبر/کانون الاول 2017، فإن النظام الايراني ظل صامتا أيضا بصورة رسمية عن النتائج المعلنة للإنتخابات العراقية و التي صفعت هذا النظام لفترة طالت نسبيا حتى أعرب ستشار المرشد الأعلى في إيران علي أكبر ولايتي، يوم الأحد الماضي، عن رضاه من نتيجة الانتخابات العراقية، مهنأ حكومة وشعب العراق، بالقول “إنني أشعر بالسعادة لإجراء الانتخابات في العراق وسط استقرار وأمن كامل في هذا البلد”، وهو موقف أثار السخرية و التهکم ولاسيما وإن الذي أعلنه هو ولايتي الذي سبق وإن صرح أثناء زيارته إلى بغداد قبل إجراء الانتخابات البرلمانية، إن بلاده “لن تسمح لليبراليين والشيوعيين بالحكم في العراق”!
هزالة و ضعف و تراجع مواقف النظام الايراني ليس يقتصر على هذا الموقف الذي سبق وإن تمت إدانته من قبل العراقيين بل وإن الشعب العراقي قد رد على ولايتي و نظامه و ألقمهم حجرا عندما فازت قائمة يتواجد فيها الشيوعيين و الليبراليين، لکن السٶال هو هل حقا إن ولايتي و نظامه سيشعران بشئ من الخجل؟ من الواضح کلا، فکذا نظام صفيق لايجب أن ننتظر منه مواقف ذات طابع منطقي لأنه في الاساس نظام غير منطقي، إذ ليس الشعب العراقي أول و آخر من ألقم هذا النظام حجرا فقد سبقه الشعب الايراني عندما ألقم النظام حجرا ليس کأي حجر عندما لم يکتف بالقيام بإنتفاضة 28 کانون الاول 2017، فقط وانما رضى بمنظمة مجاهدي خلق کقائدة للإنتفاضة!
نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي يعاني من أکثر من مشکلة عويصة و يواجه أوضاعا بالغة الصعوبة لايمکن له أن يخرج منها سالما إلا بمعجزة و زمن المعجزات قد إنتهى، فإن الذي ينتظر هذا النظام هو کل مالايسره أبدا خصوصا بعد أن صفعه الموقف الروسي الاخير بمطالبته بالانسحاب من سوريا کما هو حال القوات الاجنبية الاخرى التي دخلت هذا البلد، وطبعا نحن لن ننسى بأن النظام الايراني کان عراب إدخال الروس الى المعمعة السورية لکي يتجنبوا الهزيمة و الفضيحة فيها ولکن يبدو إنهم في طريقهم ليس لمواجهتها في سوريا فقط وانما على عدة أصعدة أخرى.