للكوميديا التلفزيونية تأثير فكري مباشر على المشاهدة أقوى من بقية صنوف الدراما الاخرى بحكم اسلوبها المريح الذي تتفاعل معه الذائقة مباشرة .
وعند استخدامها بطريقة مثلى بعيدة عن السفاهة والاسفاف والبذاءة وطرق اثارة الضحك الرخيصة ، فأن نجاحها في الوصول الى مبتغاها يكون سريعا .
برنامج (ولاية بطيخ) الذي تبثه مساء كل يوم خميس قناة (هنا بغداد) ينتمي الى هذا النمط من الكوميديا النظيفة . فهو عبارة مجموعة من المواقف المشاهد الساخرة (الاسكيتشات) ذات الطابع الانتقادي ، يتم من خلالها تناول الواقع اليومي ومايدور فيه من احداث حياتية سلبية التأثير على الفرد ، ترتبط بالوضع السياسي والاجتماعي والاداء الحكومي في المؤسسة الكبرى بالبلاد واقصد بها (الدولة).
هذا البرنامج اعتمد على طاقات تمثيلية شابة تجيد فن الكوميديا ببراعة وذلك من خلال اعتمادها على الاداء العفوي غير المبالغ به ، واتخاذ كل ممثل شخصية (كاركتر) خاصة به أجاد في جعلها متفردة وذات خصوصية واضحة عبر الحلقات المتعاقبة .
كما انه اعتمد على البساطة والواقعية في صياغة المشاهد لكي تكتسب مألوفيتها لدى المتلقي بعيدا عن الاهتمام الكبير بالجوانب الجمالية التي هي ليس من الشروط الاساسية البرامج الفنية وانما من شروط المسلسلات والافلام .
أن التفاعل المستمر مع مايطرأ على احداث الواقع المستجدة من متغيرات مشوهة اعطى للبرنامج حيوية وتجدد وابعده عن الرتابة ونمطية الطروحات وتكرار انتقادها بلغة ميتة .
ولعل الاعتماد على الموضوعية في تناول الاحداث والابتعاد عن الوقوع تحت مؤثرات خطاب اعلامي خفي يفرض توجهاته قسرا على البرنامج يعد احد اهم اسباب نجاحه الذي نتمنى ان يستمر ويدوم .