من الحقائق المؤسفة التي عاشها ويعيشها العرب والمسلمون في الحاضر والسابق هي تحكم الأعاجم (غير العرب) في شؤونهم ومقدراتهم وفي مختلف المجالات فالخليفة أعجمي والحاكم أعجمي والعالم أعجمي والقائد والأمير أعجمي والمستشار أعجمي والمؤتمن أعجمي والوزير أعجمي وحتى الخادم أعجمي…،وغيرها من المواقع والمناصب والدرجات، فكلها تدار من قبل الأعاجم وما على الشعوب إلا الطاعة والانقياد،
ومن يقرأ التأريخ يجد الكثير الكثير من الشواهد التي يطول المقال بذكرها، ومنها ما شار إليه المحقق المهندس نقلا عن ابن الأثير في الكامل حول استعمال صلاح الدين الأيوبي (الكردي) خادمه ونديمه بَهَاءَ الدِّينِ قَرَاقُوشَ، وَهُوَ خَصِيٌّ أَبْيَضُ من الأتراك فصار هو الآمر والحاكم والناهي والمتحكم في مقدرات المسلمين حيث قال المحقق الأستاذ: ((سنطلع هنا على بعض ما يتعلّق بالملك الناصر السلطان الفاتح صلاح الدين الأيوبي، والكلام في موارد: المورد1:..المورد2: ابن الأثير: الكامل في التاريخ9: 345: [ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ وَخَمْسِمِائَةٍ (564هـ)]… قال: {{[ذِكْرُ وَقْعَةِ السُّودَانِ بِمِصْرَ]: أ..ب.. هـ ـ وَاسْتَعْمَلَ عَلَى الْجَمِيعِ بَهَاءَ الدِّينِ قَرَاقُوشَ، وَهُوَ خَصِيٌّ أَبْيَضُ، وَكَانَ لَا يَجْرِي فِي الْقَصْرِ صَغِيرٌ وَلَا كَبِيرٌ إِلَّا بِأَمْرِهِ وَحُكْمِهِ!!!..)).
وأما الحاضر فحدث ولا حرج، فمنهج الدواعش صار سنة يُعمَل بها حيث أن أمور البلاد والعباد تدار من قبل الأعاجم سواء كان بصورة مباشرة، بعد أن تقمصوا أعلى المواقع والمناصب الدينية والسياسية وغيرها وسيطروا عليها وتحكموا بها، أو بصورة غير مباشرة من خلال تنصيب شخوص تدين بالولاء والتبعية لهم فهؤلاء مجرد جنود مطيعة تنفذ أوامر وأجندات الأعاجم، وفي موازاة ذلك تغييب أو قمع أبناء الوطن الشرفاء المهنيين وأصحاب الكفاءات، وما جرى ويجري في العراق هو نتيجة تسلط الأعاجم ومن يرتبط بهم على مقدرات هذا البلد، فكم من خصي ابيض أو أسود أو اصفر