23 ديسمبر، 2024 4:19 ص

هي الآن تتذكر تلك العبارة التي قرأتها ذات يوم مضى وان لم ترد إذ ذاك ان تقر بحقيقتها ,الان صارت تلك الحقيقة امر واقع.
نعم تذكر انها قرأت قولا للأمام علي عليه السلام لكن طمع الدنيا والاثرة جعلاها غير عابئة بكل شيء الا ان تحقق ما تريد.
عادت تتلفظ كلمات العبارة التي قرأتها ذات يوم(المسمار الغصب رهن على خراب الدار ) او البيت …هي الآن لا تتذكر بالضبط العبارة التي قرأتها اذ ذاك.
كان يهمها ان تحصل على المنزل فهي حديثة عهد بالزواج اذ لم تكمل العام الاول منه وهناك بشارة مولود لها سيولد بعد بضع شهور وكان الدار الذي تقدمت لشرائه والمزايدة عليه حين اعلن في المناقصة مشغولا من قبل موظف قديم في الدائرة التي تعمل بها ولذا راحت تتابع جهودها خفية لتستقر المناقصة عليها رغم ان ذلك الموظف القديم اكثر منها استحقاقا بما يمتلك من نقاط الافضلية لشغل المنزل والبقاء فيه لكنها قدمت واخرت ووجدت من يساعدها على ان تنال استحقاق سكن الدار دون استحقاق دون ان تلتفت لتوسلات رب الاسرة ,الموظف القديم وزوجته ولم يرق قلبها لأطفاله الذين كان الانكسار باديا على ملامحهم والحزن مرسوما في نظرات عيونهم وعرفت انهم يعز عليهم مغادرة منزل ولدوا فيه ودرجوا أطفالا وصبية .اجل لم يثنها كل ذلك فحرارة العزة بالإثم دفعتها الى ان ترفع عنان إثرتها بجموح مطامعها واسدلت ستار الجشع دون عاطفة الحنو والرحمة التي يمتاز بها الانسان السوي حتى اضطرتهم الى ترك ذلك المنزل فخرجوا وهم يلوون اعناقهم اليه ويلفهم الحزن على فراقه وظلت نفوسهم تحوم حوله.
اما هي فدخلت الدار كأنها ملكة متوجة ,ملكة زمانها, صبغت ولونت وهدمت ورممت واضافت الى اشيائها اشياء واشياء والى اثاثها ,اثاث واثاث.
بدى لها البيت باسما بوجهها يعكس شعورها بالنصر والظفر واسعدها انها امتلكت هذه الدار رغم ما شاب هذا الامتلاك من الم وحسرات شعر بها من هم احق منها بهذه الدار.
كان يمكن لها ان تملك سواها بغير ان تتسبب بحسرات الاخرين وحرمانهم .اجل كان يمكن ان تتجنب كل ذلك.
لم يمتد بها المقام في ذلك الا اياما معدودات حتى خبت جذوة سعادتها واسلمها الشقاء الى تعاسة لا تنتهي اذ تحول فرحها بالبشارة بمولودها الذي سيولد الى شقاء ابدي فقد اشرفت عند الولادة على الموت مما اضطر الاطباء المختصين اجراء عملية جراجيه واخرج الطفل ميتا ثم توالت عليها النكبات بمضاعفات تلك العملية و كان لابد من قلع الرحم كاملا ,وبهذا حرمت امل ان يكون لها في قابل الايام طفل وهي لن تشعر بجمال عاطفة الامومة.
….وتساءلت بعد حين هل كان ذلك لأنها اغتصبت بيتا وسكنت فيه….؟
تعود بذاكرتها الى تلك العبارة التي قرأت (المسمار الغصب رهن على خراب الدار)……
تمنت لو ان الزمن اعاد عليها ذلك الامر .تمنت لو انها تستطيع ان تستبدل حسرات اولئك الذين آذتهم …..
تمنت لو ان الذين اغمطوا حق ذلك الموظف القديم لم يفعلوا ذلك ولم يلبسوا الحق بالباطل….
تمنت لوانها لم تستأثر…ولم تنتصر …
تمنت …وتمنت …وتمنت…..
وندمت ولات حين مندم .