23 ديسمبر، 2024 9:40 ص

ولاءات الصور ليست  للوطن  قضاءا ولاقدرا

ولاءات الصور ليست  للوطن  قضاءا ولاقدرا

يخطئ من يتصور أن صور ألآفراد والشخصيات سواء كانت عراقية أو غير عراقية يمكن أن تكون بديلا عن المضمون العقائدي الذي تجاوز المظاهر الى حيث تكون الفكرة منطلقا لمسار فكري يستوعب الكون والحياة , حيث لازعامة ولا قدرة ولا مشيئة ولا ولاء ألآ للمهيمن الحي القيوم الذي لاتأخذه سنة ولانوم , والذي يعلم خائنة ألآعين وماتخفي الصدور , والذي يقول للشيئ كن فيكون , والذي هو السماوات وألآرض مطويات بيمينه , وألآرض ومن فيها قبضته جميعا , ويطوي السماء كطي السجل للكتب , ويجمع الناس ليوم لاريب فيه , ذلك هو الله : المتعال , القدوس , السلام , المؤمن , العزيز , الحكيم , الجبار , لاأله ألآ هو فأنا تصرفون ؟

وصدق رسول الله “ص” عندما قال : جعلت لي ألآرض مسجدا وترابها طهورا , وصدق “ص” عندما قال : بعثت للآحمر وألآصفر وألآبيض , وأعطيت الشفاعة , ونصرت بالرعب ” ومعناه أدخال الهيبة والرهبة في نفوس الخصوم وألآعداء , وليس أشاعة الرعب والعنف كما قد يتصور البعض خطأ ” وبهذا المعنى قيل للآمام علي بن أبي طالب عليهما السلام : كيف كنت تصرع أبطال العرب ؟ قال “ع” : مانازلت رجلا ألآ وأعانني على نفسه ؟ وقال “ع” : ماخلقك الله لبلد دون بلد خير البلاد ماحملك “

والعراق هو البلد الذي حملنا نحن العراقيين , فهو خير بلد لنا , وبلدان العالم ألآخرى هي خير لمواطنيها , وعلى هذا المستوى من الفهم يجب أن يكون الولاء للوطن , وليس من الصحيح أدخال مزاحمة أحد مهما كان شأنه في ولاء الوطن , وعلى قاعدة ” حب ألآوطان من ألآيمان ” يمكن لنا حل أشكالية الولاء العقائدي والمذهبي , لآن الولاء العقائدي هو للفكر وليس للآشخاص , وقيمة ألآشخاص تظل محترمة داخل أطار المنظومة الفكرية بما لايزاحم المنظومة الوطنية , وهذه عملية تنظيم ضرورية يفرضها واقع المسلمين الذين يعيشون في أوطان أكتسبت حالات قانونية ” جنسية , شهادة جنسية , جواز سفر , عقد أنتخابي , وتنظيم دستوري , وعدم الموائمة بين هذا المستجد المستحدث في حياة المسلمين هو الذي جعل مفهوم الوطن الفكري , ومفهوم الوطن الجغرافي يخلق حالة من التزاحم والتشوش , فيفسد الولاء للوطن ولاينفع الولاء للفكر , لآن ولاء الفكر هو ليس ولاءا للآفراد , ولذلك قال رسول الله “ص” لنفي الشخصنة : وما محمد ألآ أبن أمرأة من قريش كانت أمه تأكل القد أو القديد , وكان ألآمام علي “ع” يقول :أ تركوني كأحدكم أكون أطوعكم وأسمعكم ” كل ذلك يعكس تواضع القيادة بشخص الرسول محمد “ص” على أن للنبي “ص” خصوصية أعلنها القرأن لامجال لشرحها هنا نذكر منها محبة المؤمنين له ولآوصيائه , وعليه فتعليق صور السيد الخميني والسيد خامنئي في ساحات وشوارع بغداد في الوقت الحاضر ليس مناسبا , والرد على ذلك بنفس طائفي ليس صحيحا , بينما من ألآنصاف القول : أن تعليق صور الشهداء ألآيرانيين الذين أستشهدوا على أرض العراق دفاعا عنه ضد ألآرهاب هو عمل مقبول , فمن الوفاء تذكر من وقف معنا ضد ألآ رهاب التكفيري , بهذا الفهم يمكن أن ننتصر لوطننا ولعقيدتنا , وحسنا فعل اللبنانيون عندما أتفقوا على أزالة الصور والشعارات من شورع وساحات المدن