23 ديسمبر، 2024 10:23 ص

وكالات انباء وهمية تدعي عراقيتها تعمل على تشويه صورة الاعلام العراقي

وكالات انباء وهمية تدعي عراقيتها تعمل على تشويه صورة الاعلام العراقي

تعددت وسائل الإعلام العراقية مرئية ومقروءة والكترونية حملت شعارات متنوعة وأسماء مختلفة لكنها تتحد في الهدف وهو نقل الحقيقة كما هي وجعل الضمير الرقيب الأول بعد أن عجزت الأجهزة الرقابية عن اتخاذ موقف حيادي وراحت تمنع وتضيق الخناق على البعض وتدعم وتشجع البعض الآخر رغم مخالفته الشروط المهنية ، الإعلام العراقي والذي مثّل فيما سلف النواة الحقيقية للإعلام العربي لما له من دور في ترسيخ مبادئ الحرية  وتثقيف المجتمع ودعم مقومات النجاح والازدهار حتى أضحى الإعلام مهنة مقدسة لا يزاولها إلا من يدرك قيمتها المعنوية والأخلاقية لان الإعلامي هو المثل الأعلى في الأخلاق والحيادية والعدل لكن اليوم للأسف حرفت هذه السمات عن بعض من يدعون انتمائهم لهذه المهنة السامية وبدأوا يلطخون بياض الراية المقدسة محاولين تسويدها بأفعالهم الشنيعة من خلال انتحال صفات لوكالات و مؤسسات لا وجود لها والعمل على فبركة أحداث  وقصص بعيدة عن الحقيقة وهي من ابرز التحديات التي تواجهنا اليوم ، الكثير ممن لا يدركون معنى الرسالة المهنية وقدسيتها انخرطوا في صفوف القافلة وراحوا يطبلون لهذا وذاك لقاء مكافآت مادية ومناصب في بعض المؤسسات اللا مهنية والأحزاب وما أكثرها اليوم .
ما أثار حفيظتي كثيرا مشاهدتي لمقطع نشره احد المتطفلين على الإعلام ممن لايجيدون ترتيب كلمتين على بعضهما وهو يجري اتصالات بشخصيات سياسية عراقية معروفة ورجال دين وإعلاميين عرب أمثال هالة سرحان وفنانين كالممثل المصري أحمد بدير وغيره ولما لهم من مكانة في المجتمع العربي حتمت عليهم الرد بتهذيب على من ادعى انه ( وكالة أنباء عراقية ) وما قام به هذا المتطرف من انتحال صفة واساءة من خلال أسئلته الـ( بايخة ) واستفزاز الطرف الآخر بعباراته المسيئة للآخرين وطرحه لمواضيع غاية في السخرية ، لم اكترث لما قام به هذا المتطفل لكن ما أغضبني صفة (وكالة عراقية ) هل وصل الإعلام العراقي لهذا المستوى حتى يمثله المتطرفون والمتأسلمون الجدد ؟ !
وما يستدعي الذكر هو ان الشخص ذاته كان قد استضيف في قناة فضائية محلية تنتمي لأحد الأحزاب السياسية في السلطة بعد أن قام بنشاط مشبوه جمع فيه عدد من المتطرفين دينياَ وجاب شوارع العاصمة بغداد بدعم من القوات المتواجدة هناك مرددا شعارات طائفية تسيء لمذهب ما  بعد انفجارات إرهابية ضربت مناطق عراقية عدة رافقت مراسم الزيارة الأربعينية للإمام الحسين (عليه السلام) وهو حدث اعتاد عليه العراقيون لكنهم لم يعرفوا من يقف وراءها حتى الآن .
 أسئلة كثيرة تجول في خاطري أولها كيف لهذا الشخص الحصول على أرقام هواتف هكذا شخصيات مهمة أن لم يكن هناك تسريب من داخل المنظومة الإعلامية الوطنية ومن الذي منحه تلك البيانات التي بينها أرقام هواتف شخصيات أجنبية مشهورة . حيث يقوم هذا الشخص  بالاتصال بهم ونشر الاتصال على اليوتيوب والفيسبوك متفاخرا بفعلته التي يحاسب عليها قانونيا والسؤال هنا لهيئة الإعلام والاتصالات ما هو الدور الرقابي لك في رصد المخالفات واختراق الضوابط المهنية ، إذ أن الشخص الذي ينتحل صفة وكالة أنباء عراقية ويسئ لشخصيات معروفة باسم ( الإعلام العراقي ) ما هي عقوبته ؟ وما هو دوركم في استضافة قنوات فضائية لهكذا نماذج متطرفة وتمتدحهم وهم يهددون السلم الأهلي ويحاولون نسف البيت العراقي الذي يحتضن أبنائه من مختلف الانتماءات الدينية والمذهبية ، أما عن طريقة حصول هذا المتطرف على بيانات تلك الشخصيات فهي قضية بحد ذاتها وإلا فكيف لنا أن نثق بمنظومة وطنية مخترقة تهدد الشخصيات مهما كانت منصابها بعد أن تم تسريب البيانات لهذا المتطرف  .
والتطرف هنا لا يعني قطع الرؤوس كما يفعل بعض عناصر التنظيمات المسلحة المنتشرة في البلاد بل أن التطرف الفكري اشد خطورة لأنه المغذي الرئيس لعقول الجهلاء ونشاطاتهم الإجرامية التكفيرية العدائية ، ومن مبدأ (الإصلاح يبدأ من الذات) نناشد ذوي الشأن  بدراسة الموضوع للحد من هذه الظاهرة الخبيثة والتي تهددنا كإعلاميين عراقيين وتحد من تواصلنا مع الشخصيات وتمنعنا من نقل الخبر بعد أن يتسع الموضوع ويخرج عن السيطرة ويفقد الإعلام العراقي مصداقيته ويفقد الآخرين ثقتهم بنا ونحن من صان شرف المهنة لسنين خلت تحت القصف وأمام القذائف حتى سقط إخوة وزملاء لنا بنقلهم للحقيقة وما زلنا على الأمانة محافظون وعلى نهج العدالة سائرون ، أسعفوا الإعلام العراقي وهو في أنفاسه الأخيرة  وإلا مات وماتت معه الكلمة الحرة والمصداقية المشهودة وثقة الآخرين .