“وقل إعملوا فسيرى الله عَمَلكم…”
لماذا لم يقل “أعمالكم”؟
العمل: المهنة والفعل وجمعها أعمال.
اعْتمَلَ: إضطرب في العمل.
وأعمل عقله: إستعمله
وعِملة الرجل: باطنته في الشر خاصة.
وعملكم: ما يعتمل فيكم , أي ما يستتر ويخفى وينطمر.
عمل كلمة تدل على معانيها في مواضعها التي تُستخدم فيها , وهي تشير إلى خلاصة ما يحتويه أو يدركه ويبطنه القائم بالعمل.
فرؤية العمل لا تعني المشاهدة العينية المجردة , وإنما دلالات العمل ودوافعه وما يريد الوصول إليه أو إيصاله.
وكأن المطلوب إظهار النية والقوة الكامنة وراء العمل , بمعنى أن الطاقة التي توجه العمل البشري هي واحدة , وبها يكون العمل ويتطور ويُعرب عن فحواه وغايته , ومهما تنوع العمل فالمطلوب رؤية بوصلته وطاقة ما فيه من خير أو شر.
وعليه فأن عَملَ تعني أظهر ما فيه وما يكمن في أعماقه وجوارحه , وأفصح عن مطمورات نفسه ونواياها ورغباتها المدسوسة فيه.
ولهذا فالعمل يكون أصدق من أي تصريح آخر مهما توهمنا بصوابه , ذلك أن العمل دائما يتطابق مع الكامن البشري , ويكون البرهان الدامغ على جوهره الفاعل في دنياه.
ومهما تعددت صنوفه فهو عمل واحد وفق الرؤية الإدراكية للطبيعة البشرية , ذلك أن البشر يكون مبرمجا وفقا لما يحتويه , مما يجعله يأتي بذات العمل بمغزاه وغايته المتفقة مع محتواه.
وفي ذلك تصديق لدلالة العبارة ومنهجها , وقد تكررت كلمة عملكم بعدد من الآيات في القرآن , للتصريح بمعنى الكلمة , وما تتصل به من رؤى وتصورات ومستويات إدراكية يفصح عنها العمل.
فقل عملكم لأنها أبلغ وأشمل , ولا تقل أعمالكم!!