23 ديسمبر، 2024 9:15 ص

وقل إعملوا فسيرى الله عَمَلكم

وقل إعملوا فسيرى الله عَمَلكم

“وقل إعملوا فسيرى الله عَمَلكم…”

لماذا لم يقل “أعمالكم”؟

العمل: المهنة والفعل وجمعها أعمال.

اعْتمَلَ: إضطرب في العمل.

وأعمل عقله: إستعمله

وعِملة الرجل: باطنته في الشر خاصة.

وعملكم: ما يعتمل فيكم , أي ما يستتر ويخفى وينطمر.

 

عمل كلمة تدل على معانيها في مواضعها التي تُستخدم فيها , وهي تشير إلى خلاصة ما يحتويه أو يدركه ويبطنه القائم بالعمل.

 

فرؤية العمل لا تعني المشاهدة العينية المجردة , وإنما دلالات العمل ودوافعه وما يريد الوصول إليه أو إيصاله.

 

وكأن المطلوب إظهار النية والقوة الكامنة وراء العمل , بمعنى أن الطاقة التي توجه العمل البشري هي واحدة , وبها يكون العمل ويتطور ويُعرب عن فحواه وغايته , ومهما تنوع العمل فالمطلوب رؤية بوصلته وطاقة ما فيه من خير أو شر.

 

وعليه فأن عَملَ تعني أظهر ما فيه وما يكمن في أعماقه وجوارحه , وأفصح عن مطمورات نفسه ونواياها ورغباتها المدسوسة فيه.

 

ولهذا فالعمل  يكون أصدق من أي تصريح آخر مهما توهمنا بصوابه , ذلك أن العمل دائما يتطابق مع الكامن البشري , ويكون البرهان الدامغ على جوهره الفاعل في دنياه.

 

ومهما تعددت صنوفه فهو عمل واحد وفق الرؤية الإدراكية للطبيعة البشرية , ذلك أن البشر يكون مبرمجا وفقا لما يحتويه , مما يجعله يأتي بذات العمل بمغزاه وغايته المتفقة مع محتواه.

 

وفي ذلك تصديق لدلالة العبارة ومنهجها , وقد تكررت كلمة عملكم بعدد من الآيات في القرآن , للتصريح بمعنى الكلمة , وما تتصل به من رؤى وتصورات ومستويات إدراكية يفصح عنها العمل.

 

فقل عملكم لأنها أبلغ وأشمل , ولا تقل أعمالكم!!