22 ديسمبر، 2024 11:56 م

وقفة مع النفس !

نوري غافل الدليمي

وأنا أنظر مُعاناتنا نَحْنُ أهل العراق، وبلمحة بصر مرّ أمامي شريط ذكريات سريع يخص ١٠٠سنة ( وليس عام لأن العام كلهُ خَيْرٌ لكنَّ السنةَ فيها ما فيها مصداقاً لقوله تعالى:

(قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ إِلَّا قَلِيلًا مِّمَّا تَأْكُلُونَ (47) ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلَّا قَلِيلًا مِّمَّا تُحْصِنُونَ(48) ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ (49))،
أقول ١٠٠ سنة من الاحتلال البريطاني للعراق ، مروراً بالانتفاضات ضد الاحتلال في ثورة العشرين ثم ثورة رشيد عالي الگيلاني مروراً بأحداث ١٩٥٨، ١٩٦٣، ١٩٦٨،فحرب ٨سنوات ثم احتلال الكويت ١٩٩٠ ثم اخراج القوات العراقية من الكويت ١٩٩١ وما تلاها من ضَيمٍ وحصارٍ ، ثم حرب احتلال العراق ٢٠٠٣ ، وانتفاضة العراقيين ضد الاحتلال ، ثم القاعدة وما رافقها من قتلِ العراقي لأخيه العراقي بدوافع طائفية غير معهودة عِنْدَ العراقيين الأُصلاء ، ثم داعش الإرهابي ٢٠١٤ ، وأخيراً ٢٠١٦و ٢٠١٧ أعوامَ الخلاصْ من داعشْ وما رافقهُ من تضحياتٍ كبيرةٍ قدمها العراقيون : شهداءْ من القوات المسلحة شهداءْ من المدنيين ، تدمير البُنى التحتية والآثار ومساكن الناس ومساجدهم وحسينياتهم وكنائسهم وتشريد الملايين في قساوة برد الشتاء “الزمهرير” وقساوة حر الصيف الذي لايرحم ” قيظٍ” ،ومعاناة الجوع والعطش والإذلال ووووو.

(قرأتُ أنَّ العبدَ مُبتلى ) و( إذا أحبَّ اللهُ عبداً إبتلاهُ)، ولكن هل العراقيون أنبياء حتى يصبروا ؟

قرأتُ ( إنّ ذنوبَ الجيشِ أخوفُ عليهم مِن عَدوهم )، فهل ( إن َّما أصابنا كعراقيين هو بسبب ذنوبنا )؟

سمعتُ عبارة ( هذا من شين عملك ، وهذا من شين أفعالكم)
فهل حقاً إنَّ ذلك عقابٌ لنا ؟

ما حدث لنا في السنين الأخيرة كوارث بمعنى الكلمة ، ما حدث للعراقيين قلَّ نظيرهُ في التاريخ الإنساني !!!

إلهي ربي ، ربَّ العزةِ والجلالةِ ، الرحمن الرحيم نسألك بأسماءك الحُسنى وبصفاتك العُلا :

أنْ تلطفْ بِنَا كعراقيين يارب ، إرحمنا، هونْ علينا مصائب الدنيا ، لُطفك بِنَا لخاطر عبادكَ من الشيوخ الرُكعْ والأطفال الرُضعْ.

وبالمقابل علينا كعراقيين أنْ نعيَّ الدرس َ جيداً وأنْ يكون ما حدثَ عبرةً لنا في قاموسِ حياتنا( لنا ولأبناءنا ولأحفادنا ولتاريخنا) ، دعونا نتصفح أخطاءنا وسلبياتنا وتصرفاتنا ، ونُغيرُ حالنا حتى يعاوننا ربنا في تغيير هذِهِ الحال إلى أحسن الأحوال:

( إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ )

مودتي واحترامي