22 ديسمبر، 2024 11:26 م

وقفة بين الكثرة والقلة.. ونصرة المهدي عليه السلام

وقفة بين الكثرة والقلة.. ونصرة المهدي عليه السلام

يتصور بعضهم واهما ان الكثرة والملايين هي دليل حق وصاحب الاتباع من الملايين ، وهذا مقياس غير صحيح ، فالكثرة لو كانت هي المعيار لما ذمها القرآن الكريم في العديد من الموارد كقوله تعالى في سورة البقرة في الآية 249 ( كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ) حيث نسب الفوز والغلبة و الصبر للفئة القليلة …
وكذلك ما قاله الإمام الحسن عليه السلام لمعاوية ، بعد أن كتب معاوية رسالة إلى الامام يتباهى فيها بماعنده من كثرة الأتباع، حيث قال معاوية ( أنا خيرٌ منك يا أبا محمد لأن الناسَ أجمعتْ عليَّ ولم تُجمِع عليك )
فكتب إليهِ الإمام الحسن الزكي عليه السلام …
( إن الذين أجمعوا عليكَ بين مُكرَهٍ ومُطيع ، فأما المُكرَه فهو معذور في كتاب الله ، وأما المطيع فهو عاصٍ لله … وأنا لا أقولُ أنا خيرٌ منك لأنه لا خير فيك ، فلقد برأني اللهُ من الرذائلِ ، كما برأكَ من الفضائلِ … والسلام ) ……
وهذه قضية الإمام الحسين عليه السلام ، التي نعيش ذكراها، فالحسين عليه السلام كان جيشه وأتباعه أقل من مئة ، بينما جيش يزيد كان بعشرات الآلاف، فهل نحكم لزيد بالاحقية بسبب الكثرة ؟!…
وامامنا الحجة عجل الله تعالى فرجه الشريف، ستبدأ ثورته بشخصه فقط وبعد ذلك يلتحق به 313 من الأنصار، وهنا تكمن الخطورة، فمن كان قد جعل الكثرة و الملايين هي المقياس في الإتباع وفي الحق ، فإنه سوف ينكر على الإمام المهدي عليه السلام دعوته، لأن الإمام سوف يظهر بعدد قليل جدا حتى لو ظهر مع ١٠ آلاف فهذا العدد من الناحية الكمية وفي نظر أصحاب الكثرة لا شيء امام ملايين البشر التي تتبع فلان أو فلان …
لذلك نقول ، ان الدليل الشرعي العلمي الأخلاقي هو المنجي وهو المنقذ وبتحكيم العقل وبانصاف نستطيع أن نتحرر من الافكار الشاذة والدخيلة التي تؤثر على معتقداتنا كفكرة ان الحق مع الأكثرية…