18 ديسمبر، 2024 11:04 م
ينسى الرجل في خضم عجلة الدنيا وحركتها المتسارعة الدؤوبة وتنسى جهوده التي بنت تلك الحياة ، والمسيطرة عليها والمتحكمة بها -بإذن الله- وهو صامت لايثرثر ولايشتكي ، كما ينسى الأب وفضله على الأسرة وكفالته لأبنائها فلا يعرفون قيمة ذلك حتى يتخرجوا من جامعاتهم أو ينطلقون منه برؤوس امواله لإنشاء مشاريعهم نحو الحياة الجديدة وعائلة أخرى جديدة ،
فتنسى جهود الرجال وكيف بُنيت الحياة على أكتافهم وكيف يديرون خدماتها ويوصلون الى البيوت الآمنة طاقتها والى المستشفيات معداتها ، ويشقون في الجبال طرقها ليقربوا المسافات وفي البحار انفاقها وعلى الخلجان والانهار جسورها ، وينشؤون السفن ويصنعون الطائرات والقطارات وكل ملجأ يسترنا صيفا ويحمينا شتاء ،
فيتبجح على الرجال فئات المست.رجلات و”المتحررات” ويتطاول عليهم الش.واذ والمخن.ثو.ن حتى إذا نزلت كوارث الطبيعة بأمر الله لحكمة لديه التفتنا حولنا نبحث عنهم ، وقت لايبقى امامنا سوى رحمة الله ونخوة الرجال وقوة الرجال وجهدهم ونجدتهم وخبراتهم وشجاعتهم ،
هنا نلتزم الصمت ويفحمنا الواقع وتضيع الفلسفات التنظيرية للمنحرفين واصحاب تغيير الفطرة السوية ، وتتلاشى-عند ذاك- تنطعات المساواة ، وتخجل تهجمات البوليسيين من الحاكمين الذين قهروا الرجال بتسلطهم بمأجوري اشباه الرجال ، عندها يظهر سيد الارض -بأمر الله- ومُسخّرها وحاكمها ومصارع الطبيعة ومنقذ الحياة ، ومديم نبضها بنبوغ عقله وقوة جسده وبما صنع من آلات وما ابتكر من أدوات ،
يظهر الرجل النبيل الذي ينقذ الطفولة والأنوثة من نوازل الدهر ،والرجل المجاهد الذي يحمي البلاد من عدوها الخارجي ، والرجل المكافح الذي يضحي بساعات عمره من أجل اعمار من معه و أعمار القادمين الجدد الى هذه الدنيا قبل ان ياتوا ، عندها يظهر الفارس الحقيقي لهذه الحياة القاسية ، فينتشل أحياءنا من تحت الركام ، ويعيد دورة الحياة-برحمة ربّه- الى الأنام .