18 ديسمبر، 2024 9:58 م

وقالت المرجعية الدينية كلمة الفصل

وقالت المرجعية الدينية كلمة الفصل

لطالما اُتهمت المرجعية الدينية العراقية الشريفة بالحيادية اتجاه الأوضاع السياسية والاقتصادية للعراق بعد الفتوى الجهادية المباركة عام 2013 فكانت المرجعية الدينية تحاول مسك العصا من الوسط حفاظا على أرواح المواطنين وأملا في تهدأت الأوضاع الأمنية والشارع وفي بعض الأحيان تجرأ البعض ممن لا يعرفون نهجها وأسلوبها في التعامل مع الأزمات العصيبة وتفكيرها الهادئ والصامت اتجاه القضايا المصيرية واتهامها بترك المواطن من الانهيار التام والرجوع إلى الوراء بالشعب وتركه يعاني من تردي الخدمات والأمن على مسمع ومرأى الحكومة وصمتها حتى آلت إلى ما آلت إليه مؤخرا وخروج الشعب الغاضب غلى الشارع منددا بسياسة الحكومة ومطالبا لحقوقه المسلوبة وضد الفساد المستشري في جسد ومفاصل الحكومة ومؤسساتها وإلى الجفى واليأس والقنوط من الحكومات السابقة والحالية والعزوف عنها ومعاقبتها سياسيا وانتخابيا لأنها لن تجد آذان صاغية لأوجاع وآلام الشعب العراقي وفي خطبة المرجعية لجمعة ( 20/7/2018) قالت قولها وغردت بكلمة الفصل المنتظرة وبكل صراحة ووضوح اتجاه ما يجري على الساحة العراقية وبلهجة قوية كالفاقد الأمل بهذه الثلة الجاثمة على جسد المواطن العراقي . أما بعد هذه الخطبة فقد تطابقت الرؤى وتوحدت الأيدولوجيات مع الشارع ومتطلباته والغاضب والساخط على حكومته وممارساتها وعجزها عن تحقيق حقوقه المشروعة والبسيطة ومعرفتهما بأن العراق قد وصل إلى منزلق خطير يدار من قبل بعض الساسة أصحاب الأجندات الخارجية التي تريد بالعراق الدمار والخراب والضعف ليصفوا لها الجو وتكون في مأمن من ردت فعل الشعب وقوته وموقعه من العالم فالأيام حبلى بالأحداث التي لا تحمد عقباها ومعرفة مسارها وما سيرافقها ومن سيركب مركبها وهي تموج في بحر من الأحداث الخطيرة .فعلى العقلاء والساسة الوطنيين أن يتحملوا المسؤولية ويكونوا أهلا لهذه المرحلة المقبلة في محاولة تخطي عقباتها لأخذها إلى بر الأمان جنبا مع جنب في تلبية مطالب الشعب كي لا تصل الأمور إلى ما لا يحمد عقباه وتنفلت من عنانها وبعدما قالت المرجعية كلمتها وهي تتجرع مرارة الأحداث وعذابات المواطن وأعطت الخطوط العريضة لسياسة الحكومة الجديد وشكلها والسبيل إلى معالجة وتصحيح مسارات العملية السياسية من باب الحرص الشديد على مصالح البلاد والعباد فلذلك نحتاج إلى سياسة حكيمة وسديدة من سياسيين صنعوا في العراق وولدوا من رحم الأمهات اللواتي عانين كل الظروف الصعبة للعراق على مدة عدة قرون مضت وعرفوا وعاشوا معانات الشعب العراقي المظلوم بعيدا عن المحاصصة والطائفية والنفعية الشخصية والولاء إلى دولتهم وجنسيتهم العراقية فقط وعلى الجماهير الغاضبة المطالبة بحقوقها المشروعة أن ترتقي بأسلوبها الحضاري إلى مستوى حجم التحدي وفرز المتصيدين بالأزمات والمتربصين بهذا الوطن والسير على نفس نهج المرجعية الدينية الشريفة بالتعقل والحنكة والوطنية التي طالما عرفت بها طوال حياتها لتجنيب العراق من المنزلق الخطير الذي يراد له والحفاظ على ممتلكات المواطنين ومؤسساته الحكومية وأبعاد المندسين عنهم والاستفادة من موقف المرجعية الصريح مع المواطن في هذه المرحلة الحرجة من حياة المواطن العراقي ))