تستهويني قضية فتح النار وبكثافة على المعفو والمسكوت عنه واصيب بمقتلة من اصيب واحيي ميت الاراء بنفحة حياة منطلقا من مبدأ اراني مؤمنا به.. ان ما ينشر وما يكتب وما يعرض يعطي للاخرين بعامتهم حرية مطلقة ومسوغات قانونية وشرعية واجتماعية بتحليل ذلك وتسطير الانطباع كجزء من التاثر والتاثير المؤطر للاشياء في حقيقة وجودها كرمز له تشظياته وتاويلاته ودلالاته … الشاعر الكبير مظفر النواب لم يكن على درجة كبيرة من الصدق والصحة بما اورده بخصوص قصة قصيدته الريل وحمد لاعتبارات سيكولوجية سيسيولوجية مهمة ولو في حدودها العراقية الضيقة لو انها اي الاعتبارات طبقت بعلمية المستكشف الناظر بتجلٍ لكل صغيرة وكبيرة وبزوايا متعددة لواقعية القصة التي روتها رفيقة دربه في رحلة قطار الجنوب القادم من بغداد باتجاه البصرة وفي مقاعد الدرجة الثالثة.. اوجزها بما ياتي…الحياء وطبيعة النساء وخصوصا الجنوبيات ولعظم الهم الكبير الملقى على ارواحهن كلباس يقيهن برد الحياة المميت بالتاكيد سيمنعها ان تصرح ولو تلميحا لاقرب الناس اليها بهذا الوجع القاتل ولما له من تبعات تنهي حياتها وهي الهاربة طويلا كجان فالجان في رواية البؤساء لخطر يهدر طويلا كصوت القطار الذي يقلها، وما يستبعد هذا البوح ان القطار يتواجد في زمن السرد عند منطقة نفوذ اهلها وعشيرتها ومحل سكن حبيبها الذي تنكر لها .. ثم وعن تجربة واقعية مررنا بها اثناء سفرنا المتواصل في وسائل النقل العراقية ومنها القطار انه بالامكان ان يتجاذب الرجل اطراف الحديث مع رجل اخر وربما باسرار كبيرة اذا ما تواجدت الثقة بينهما والتي يكشفها السفر لكونه ميزان الاخلاق اما امراة تفتح النار على نفسها بهذه الطريقة الانتحارية عند اسماع رجل غريب وعند حدود ادارية تجمع اهلها وذويها اعتقد ان هذا من وحي الشعراء القابع بين جدران الجحيم لانه بوح شيطان يتلقى تعاليم شياطين اكبر منه..ربما هناك فعلا قصة لرجل اسمه حمد ربما سمعها النواب فعلا وكتب قصيدته عنها لكنه بالتاكيد لم يسمعها من هذه المراة الغريبة ولم يرى لعثمة لسانها وهي تلوك الكلمات وثمة دم ينز من بين اسنانها وهي تصر عليها باصطكاك كقطعتي معدن بيد غجرية في حفلة رقص امام مراى ومسمع شيخ موله بهز الارداف..ربما سمعها من رجل رافق رحلته القطارية واراد ان يضفي عليها طابعا دراميا تشويقيا وجماليا بالوان محلية تداعب شغاف قلوب جيل من العراقيين تدمعه الهمسة وتبكيه كلمات العشق وخاصة عند الغروب وعلى موائد الخمر في الحانات المنتشرة بكثافة في الثمانينات وما قبلها لينطلق سيل النحيب وربما اللطم الماكث في خبايا الروح كميثولوجيا لحالات السكر العقائدي المتاصلة في الارواح الشفافة .. وربما حمد هو مظفر النواب بشحمه ولحمه عاش تفاصيل هذه القصة وعند وصوله حيث دياره قفزت صورة حبيبته التي فارقها لاسباب لا نعلمها فانفجر شيطانه الشعري متقيئا كلمات تلمع كنصال حراب تمزق احشاءه ربما لانه كان بموقف لا يحسد عليه لمجافاته حبيبته ولشعوره بالذب اجبرته الصورة ان يكتب قصيدة يرد بها بعض الجميل والحب لها وكنوع من التكفير الذي ارق حياته وربما هو سبيل ما سيكتب في قابل الايام اي بعد رحلة قطار الجنوب وربما وربما وربما لكن الثابت لدينا ووفقا لما اوردناه ان المراة لم تكن في حالة تج مع النواب في سردها لقصتها والله اعلم. واخيرا اعتذر عن جرأتي وانا اقف في حضرة النواب جبل الصبر المتفجرة نجوما تطرز حروفه النابضة بكل جميل.
وهذا نص القصيدة
مرّينه بيكم حمد , واحنه ابقطار الليل واسمعنه , دك اكهوه …
وشمينة ريحة هيل
يا ريل …
صيح ابقهر …
صيحة عشك , يا ريل
هودر هواهم ,
ولك ,
حدر السنابل كطه
يا بو محابس شذر , يلشاد خزامات
يا ريل بللّه .. ابتغنج
من تجزي بام شامات
ولا تمشي .. مشية هجر …
كلبي..
بعد ما مات
وهودر هواهم
ولك
حدر السنابل كطه
جيزي المحطة..
بحزن ..
وونين ..
يفراكين
ما ونسونه ,ابعشكهم…
عيب تتونسين
يا ريل
جيّم حزن…
اهل الهوى امجيمين
وهودر هواهم
ولك
حدر الستابل كطه
يا ريل
طلعوا دغش…
والعشق جذابي
دك بيّه كل العمر…
ما بطفه عطابي
تتوالف ويه الدرب
وترابك ..
ترابي
وهودر هواهم
ولك..
حدر السنابل كطه
آنه ارد الوك الحمد .. ما لوكن لغيره
يجفّلني برد الصبح ..
وتلجلج الليره
يا ريل باول زغرته…
لعبته طفيره
وهودر هواهم
ولك .. حدر السنابل كطه
جن حمد….
فضة عرس
جن حمد نركيله
مدكك بي الشذر
ومشلّه اشليله
يا ريل….
ثكل يبويه..
وخل أناغي بحزن منغه…
ويحن الكطه
كضبة دفو , يا نهد
لملمك … برد الصبح
ويرجنك فراكين الهوه … يا سرح
يا ريل….
لا.. لا تفزّزهن
تهيج الجرح
خليهن يهودرن..
حدر الحراير كطه
جن كذلتك…
والشمس…
والهوة…
هلهوله
شلايل برسيم…
والبرسيم إله سوله
واذري ذهب يا مشط
يلخلك…اشطوله !
بطول الشعر …
والهوى البارد….
ينيم الكطه
تو العيون امتلن ….
ضحجات … وسواليف
ونهودي ز مّن…
والطيور الزغيره…
تزيف
يا ريل …
سيّس هوانه
وما إله مجاذيف
وهودر هواهم
ولك…
حدر السنابل كطه