22 ديسمبر، 2024 11:36 م

وعود وعهود عسلية عمرها 42 عاما

وعود وعهود عسلية عمرها 42 عاما

التعليقات الساخرة والمتهکمة التي يطلقها الايرانيون على مواقع التواصل الاجتماعي ردا على الوعود والعهود العسلية التي بدأ المرشحون الخامنئيون السبعة بإطلاقها فيما لو قام الشعب بإنتخابهم، تٶکد واقع إنعدام الثقة بين الشعب وهٶلاء السبعة الذين يمثلون خامنئي والنظام من ورائه، ويمن نافلة القول أن الشعب الايراني وعلى مر الانتخابات المختلفة التي تم إجرائها في ظل نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية منذ قيامه، قد صار يعرف إن هذه الوعود ليست إلا مجرد کلام يطلقونه على عواهنه من دون أن يکون له أي مصداقية على أرض الواقع.
التعليقات الساخرة للإيرانيين على مواقع التواصل الاجتماعي والتي لخصت الموقف الشعبي في مصطلح “هدر الأموال” على وعود هؤلاء المرشحين التي سرعان ما تتطاير في الهواء، في اليوم التالي لـ 18 يونيو المقبل. حيث إن الشعب الايراني قد أصبح يعرف کذب وزيف تلك الوعود ومن إنها لاتمتلك أدنى مصداقية، والملفت للنظر إن المرشحين السبعة يرکزون على الجانب الاقتصادي والمعيشي للشعب الايراني والذي عانى ويعاني الامرين منذ 42 عاما بسبب من سياسات ونهج هذا النظام الذي يسير في إتجاه مختلف ومتناقض تماما.
الوعود والعهود المعسولة التي أطلقها هٶلاء المرشحون، والتي وفي ظل الازمة الطاحنة التي يواجهها النظام، من الصعب جدا تحقيقها حتى لو کانت هناك نية بهذا السياق، لکن الذي يبدو واضحا وجليا للشعب الايراني هو إن إطلاق هذه الوعود والعهود المعسولة يأتي من أجل حث الشعب الايراني على المشارکة في هذه الانتخابات التي صارت في نظر الشعب مجرد مسرحية هابطة وفاشلة لايريد الاقبال عليها بعد أن تم حصرها في الدائرة الضيقة المحيطة بخامنئي، علما بأن هذا النظام ومن أجل حث الشعب على المشارکة في هذه الانتخابات قد قاموا في أغلب الاحيان بإستخدام العامل الديني من أجل ذلك وهذا مايتطابق تماما على ماقد جاء على لسان والد زوجة ابراهيم رئيسي، من دفاع عن المرشح المدعوم بقوة من المتشددين عن قرار مجلس صيانة الدستور، استبعاد مئات المرشحين، حيث إعتبر أن كل من يجاهر بعدم مشاركته في الانتخابات ليس بمسلم. وأضاف أن “المرشد الأعلى والمراجع الدينية أفتوا بأن المشاركة في الانتخابات فرض ديني” في إشارة إلى أن مقاطعتها حرام!
الملفت للنظر إن کل هذا يجري في وقت يمکن القول فيه بموجب معظم المٶشرات بأن الشعب في طريقه لمقاطعة هذه الانتخابات التي لاتعنيه لامن قريب ولامن بعيد، خصوصا وإن الدعوات التي أطلقتها زعيمة المعارضة الايرانية مريم رجوي، تلقي صدى کبيرا من جانب الشارع الايراني إذ باتت الجدران والساحات والاماکن العامة تعج بشعارات مقاطعة هذه الانتخابات الصورية مثلما إن مواقع التواصل الاجتماعي تضج بالسخرية والتهکم منها، ولذلك فإن هذه الانتخابات لن تکون أبدا بأفضل من تلك التي جرت العام الماضي وحظيت بمقاطعة کبيرة.