23 ديسمبر، 2024 4:16 م

اختلط الحابل بالنابل واضحى المواطن لا يميز بين وعود المسؤولين اثناء حملاتهم الانتخابية وبين التصريحات الرسمية التي يعلنون عن تحقيق شىء او حدوث حدث ما سواءاً يخدم المواطن او يضر به ، وبالتالي انعكس سلباً على الاعلام باعتباره الوسيلة التي من خلالها يعرف المواطن  ما يدور على الساحة . وبات الاعلام شريكاً اساسياً مع المسؤولين في ترويج الدعاية والاشاعة مما جعل الفرد  ينظر الى الاعلام هو المسبب لهذه التصريحات ، لا سيما  في اثارة النعرات الطائفية وتاجيج الصراعات باعتباره الوجه القبيح للسياسين تلك هي المفردات النابية التي تلصق بالاعلام العراقي الان . ان البيئة الاعلامية وما رافقها من فوضى عارمة جراء تعدد اوجه وايديولوجيات السياسين وتاثيرهم عليها لا بل هيمنة البعض منهم على مفاصل مهمة فيها وتحكمهم في السياسة العامة للبث والنشر والاعلان مما خلق ازمة واضحة بين الفرد والاعلام ، فضلاً عن زعزعة الثقة المتبادلة بينهما واتهام الاعلام بما ليس له ذنب في اكثر ما ينشر ويبث .  لذا كانت اكثر تصريحات المسؤولين  مجرد كلاماً عابراً مما اججت الشارع العراقي وجعلته في حيرة من امره للرد عليها خاصة التصريحات الرسمية بشأن تحسين المستوى المعاشي له . حيث اعلنت وزارة التخطيط عن حصول الموافقات لتوزيع (25% ) من فائض الموازنة على المواطنين وباثر رجعي لعامي 2012 و 2013م في شهر حزيران  ، والشهر قد انتهى نصفه ولم نشم رائحة الـ ( 1000) دولار لكل فرد .فضلاً عن قوانين الضمان الاجتماعي ، ووزيادة رواتب المتقاعدين والعسكرين ، والسلة الغذائية وقائمة طويلة من الوعود والتي لم يرى النور قانوناً واحداً منها . اعتقد ان المسؤول ليس مجبراً على التصريح او الاعلان اذا كان الخبر ليس به درجة عالية من المصداقية لا سيما اذا كان في حالة دراسة ونقاش . امام هذه التصريحات جعلت الاعلام العراقي  مسوقاً لها مما حمله الشارع مسؤولية عدم توخي الدقة في النشر ، وعندما تسأل المسؤولين هل الاعلام هو السبب ام انتم ؟ فيكون الجواب ان الاعلام هو الذي يروج وينشر الاكاذيب ونحن بريئون منها ، وعندما تعاتب وسائل الاعلام فيكون الجواب ، هل الاعلام يعلم اين وصل قانون المتقاعدين اذا لم يعلنه المختصون على منابره . وبالتالي تكون حلقة مفقودة شأنها شأن البيضة اقدم ام الدجاجة  . نقول ان منابر الاعلام ما هي الا وسيلة بين المسؤول والرأي العام مما ينبغي على المسؤولين عدم التسرع في القول حتى لا يقال عنهم ( ما زال المرء يُكذب ويتحرى الكذب حتى يُكتب عند الله كذاباً ) .