23 ديسمبر، 2024 10:36 ص

“وعلى الباغي تدور الدوائر” هل سيتحقق حُلمُ الكورد!

“وعلى الباغي تدور الدوائر” هل سيتحقق حُلمُ الكورد!

الكورد كسائر شعوب الأرض، لهم لغتهم وتاريخهم وحضارتهم وأرضهم، حيث يقطنون في منطقة واحدة تقريباً، لكن نتائج الحرب العالمية الثانية،
وظهور خريطة جديدة، بدل خريطة الدولة العثمانية المهزومة، أدت إلى تفرق الشعب الكوردي وتشتتهِ بين أربعةِ دول هي:” تركيا، إيران، العراق،
وسوريا”، وكأن العملية مقصودة وجائت عن تخطيط، وبغض النظر عن المخطط وما يريد الوصول إليهِ، نشأ حُلمٌ لدى الشعب الكوردي بقيام دولةٍ
لهم، وإستقلالهم عن هذه الدول الأربعة.
طالب الكورد بحقهم، فجوبهوا بالرفض دولياً، وبالقتل والتشريد والإبادة الجماعية من قِبل حكام الدول الأربعة، وكان الأشدُ وطأً عليهم، ضربهم
بالأسلحة المحظورة دولياً(الكيمياوي) من قِبل الأنظمة البعثية، فأصروا وأستمروا بمطالبتهم ومقاومتهم المسلحة لتحقيق حُلمهم، لكن كان كلما إقترب
الوقت وحان الحين، دفعتهُ السياسة الخارجية وأجلتهُ إلى حين آخر، وأظنهُ جاء الوقت وحانة ساعة تحقيق الحُلُم.
إنَّ الخوازيق التي طال إنتظارها لتصيب أردوغان كثيراً، سيظهر منها إثنان سريعاً:
أولاً- الخازوق الكوردي، حيثُ يمثل الأكراد ثلث سكان تركيا، ويسكنون فى الجزء الغربى من الأناضول, ويا ويل الحكومات التركية من سطوتهم
وقوتهم, فقد أقلقوا وأتعبوا الحكومات العلمانية التي كانت قبل اردوغان، الذي بدوره أسكتهم بسبب الإستقرار الإقتصادي، والوعد بإنضمام تركيا إلى
الإتحاد الأوربي؛ لكن لما ذهب الاستقرار الإقتصادي هباءً منثورا, وأصبح إنضمام تركيا إلى الإتحاد الأوروبى أصعب من ولوج الجمل في سم
الخياط, فسيرجع التمرد الكوردي، وقريباً سنسمع عن قيام دولة كردستان وبمباركةٍ دولية، لا سيما بعد إنهيار عملة إيران، وسيطرة أمريكا على العراق،
ودخول سوريا في حربٍ أنهكتها.
ثانياً- الخازوق المالي، هو مديونية الشركات التركية الخاصة من بنوك أوروبا, حيث أن العملة(الليرة) التركية إنهارت تقريباً (كإنهيار التومان
الإيراني ومن قبلهما الدينار العراقي)، بمعنى خسارة فادحة لمثل هذه الشركات، وسيتم إعلان إفلاسها عاجلاً أو آجلا، ولا أدري كيف ستتمكن من
سداد تلك الديون؟!
” ترامب” لعب لعبتهُ وضرب ضربتهُ، بلا جيشٍ ولا تعب، إنها لُعبة الإقتصاد وتجويع الشعوب، والسيطرة التامة على الدول، والتحكم بسياساتها،
سواءً بالرضوخ أو بتسليم السلطةِ عن يدٍ وهم صاغرين، كما فعلوا مع العصابةِ التي حكمت العراق، وأخرجوا جرذها(أخو هدلة!) من جُحرهِ.
بقي شئ…
أنا مع تحقيق الحلم الكوردي، على أن يراعوا تاريخهم المشترك مع شعوب المنطقة، ويبنوا دولة ديمقراطية متحضرة، لا كياناً دكتاتورياً متطرفاً، فلقد
تعبت شعوب المنطقة من توالي حكومات الدكتاتوريات عليها.