19 ديسمبر، 2024 3:08 ص

وعد بلفور… بالعراقي

وعد بلفور… بالعراقي

آرثر جيمس بلفور (1848- 1930) سياسي بريطاني تولى رئاسة الحكومة في سنوات 1902 -1905. عمل أيضا وزيرا للخارجية من 1916 إلى 1919 في حكومة ديفيد لويد جورج. اشتهر بإعطاء الوعد الذي عُرف باسمه (وعد بلفور) والذي نصّ على دعم بريطانيا إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين.
انتخب بلفور لأوّل مرة عضوا في البرلمان سنة 1874، ثم عمل وزيراً أوّل في اسكتلندا، فوزيرا رئيسا لشؤون إيرلندا، ثم أول رئيس للخزانة، فرئيسا للوزراء.
أصدر بلفور حين كان وزيرا للخارجية، وفي يوم كهذا اليوم (2 تشرين الثاني) من عام 1917 تصريحا مكتوبا موجها باسم الحكومة البريطانية إلى اللورد ليونيل والتر روتشيلد، وتعهد فيه بإنشاء “وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين”.
كانت أول زيارة قام بها بلفور إلى فلسطين عام 1925 حينما شارك في افتتاح الجامعة العبرية هناك. وقد ذهب أولاً إلى الإسكندرية، ثم سافر في عربة قطار مجهزة له إلى القاهرة، فقامت مظاهرات عارمة منددة بوصوله. وكان أكبرها في حديقة الأزبكية.
غادر بلفور متجهاً إلى فلسطين. وبينما كان القطار الذي يقله يتحرك نحو فلسطين، انهالت رسائل وتلغرافات الاحتجاجات على مكاتب جريدة “الأهرام” في القاهرة، منها تلغراف يقول أنه في طريقه إلى “البلد الذي دمر وعده (وعد بلفور) المستهجن حريته”، وان وصوله “سيزيد من تمسك الفلسطينيين ببلدهم.”
إلا أن الاحتجاجات لم تثن بلفور عن الطريق الذي اختاره. فكانت أولى زياراته الى المستوطنة الصهيونية “قارا”، حيث استقبل بحفاوة. ثم ذهب وحاشيته إلى تل أبيب، ولدى وصوله وجد كل البيوت والمدارس والمعاهد مزينة بالأعلام البريطانية والصهيونية.
وفي تلك الأثناء، أعلنت المدارس والمعاهد في غزة وطولكرم والقدس الإضراب احتجاجا على زيارة بلفور، وفعل مثلهم الناس في جميع أرجاء البلد.
قضى بلفور اسبوعين في فلسطين وسط إضرابات عامة واحتجاجات من جانب الفلسطينيين، وابتهاج من طرف الصهاينة الذين شرعوا في تسمية الشارع الذي مرت فيه سيارته بإسمه، ثم غادر الى سوريا ومن هناك الى لندن.
ونشرت “الأهرام” وقتذاك تحليلا قالت فيه ان جولة بلفور “أجّجت غضب المشرقيين في كل مكان وطأته قدم صاحب الوعد الآثم. وهو الأمر الذي ترك، بلا شك، أثراً في ذهن اللورد بلفور.”
تزعم بلفور حزب المحافظين أكثر من عشرين عاماً، وشغل منصب رئيس مجلس اللوردات (1925 – 1929)، وتوفي عن عمر يناهز الـ 82 عاما، وهو أعزب، اذ لم يتزوج بسبب موت الفتاة التي أحبها.
واليوم، في الذكرى الـ ٩٩ للوعد المشؤوم، فإن بلفور يحضر شاخصا في الساحة العراقية، مع الاعلان عن طلب تخصيص مبلغ ثلاثة مليارات ونصف المليار دينار لنواب رئيس الجمهورية، العائدين الى مناصبهم.
فهنا كما هناك يصح القول: مَن لا يملك يُعطي لمن لا يستحق!

أحدث المقالات

أحدث المقالات