18 ديسمبر، 2024 11:54 م

وظيفة السيستاني لا تتعدى مطابقة وشَرْعَنة ما يريدُه الأقوى

وظيفة السيستاني لا تتعدى مطابقة وشَرْعَنة ما يريدُه الأقوى

قال الوكيل العام للسيستاني السيد جواد الشهرستاني في كلمة له القاها في زيارته الى مدينة النبطية في لبنان يرافقه مدير مكتب المرجع السيستاني في بيروت حامد الخفاف وعلماء دين “الى انه وعلى الرغم من كل المسؤوليات الجسام الملقاة على عاتق المرجع الديني لكنه على دراية كاملة بكل ما يجري ومطلع على الاحداث لحظة بلحظة واولا بأول وهو يعالج كل الامور بحكمة وابوة واهتمام”.ونحن نتساءل هنا: كيف نجمع بين هذا التصريح وبين قرار السيستاني الخاص بالإحجام عن التدخل في السياسة والذي أصدره قبل فترة؟!!!، فهل أن ملامح صاحب الكفة الأقوى بدأت تلوح في أفق الرؤية الانتهازية للسيستاني فأوعز إلى وكيله العام للإدلاء بهذا التصريح لكي يمهد الطريق له للإعلان عن ولائه وتسخيير مواقفه وفتاواه للأقوى؟.أين دراية وحكمة السيستاني التي من خلالها يعالج ما يجري في العراق الآن من فوضى عارمة وفي جميع مفاصل الحياة وخصوصا المفصل السياسي والتي هي امتداد لمسلسل الفوضى الذي لم يغب عن نواظر العراقيين منذ الاحتلال الذي شرعه السيستاني وما رشح عنه من قبح وظلام وفساد ومفسدين تسلطوا على مقدرات العراق وشعبه بفتاوى السيستاني؟!!!، وما هي الخطوات التي اتخذها لمعالجة الموقف حسب زعم الشهرستاني؟!!!، خصوصا فيما يتعلق بحراك الإعتصامات التي تباركها وتؤيدها وتدعمها وتحركها صراع الأقطاب والمحاور التي جعلت من العراق ساحة لصراعاتها ومسرحا لتصفية حساباتها وبورصة لعقد صفقاتها ومساومتها كالقطب الأميركي والقطب الإيراني والقطب الجديد السعودي الذي يريد أن يكون له حضور فعال ودور بارز في الساحة العراقية بعد أن امتطى صهوة التيار الصدري…هل يعلم السيستاني أن اعتصامات الخضراء التي دعا إليها مقتدى الصدر تحضى بمباركة وتأييد ودعم القطب السعودي، وان اعتصامات البرلمان بدعم وتحريك إيراني في مقابل مشروع القطب السعودي، وان الإعتصامات أمام الوزارات لا تختلف عن سابقتها كونها تقع ضمن دائرة تحريك تلك الأقطاب؟!!!، كما كشف عن ذلك المرجع العراقي الصرخي في سياق جوابه على استفتاء رفع إليه تحت عنوان : “أميركا والسعودية وإيران….صراع في العراق”فإذا كان السيستاني يعلم لماذا لم يكشف هذه الحقيقة للشارع العراقي؟!!!، وما هي الخطوات التي قام بها تجاه مشاريع هذه الأقطاب التي لا يهمها سوى أمنها القومي ومصالحها الخاصة والعامة؟!!!،السيستاني وباعتراف وكيله وممثله يراقب الأمور لكنه لم يصدر منه أي موقف لحل الأزمة (بما ينسجم مع مصلحة العراق وشعبه) وهذا إقرار منه لتسيير مشاريع تلك الأقطاب فهو كما عهدناه مع صاحب الكفة الأقوى كما قال المرجع الصرخي في نفس الإستفتاء الذي اشرنا إليه: (( 5ـ أما اتفاق السيستاني معهم فلأن وظيفته لا تتعدى ذلك، أي لا تتعدى مطابقة وشَرْعَنة ما يريدُه الأقوى، فكيف اذا كانت الأطراف المتصارعة كلها قد اتفقت على أمر معين؟! )).وأخيرا وليس آخرا فان الواقع والتجربة اثبت بكل وضوح أن ما جرى ويجري وسيجري من مآسي وويلات كلها ببركة حكمة السيستاني التي لا تعدو كونها مجردة وظيفة لا تتعدى مطابقة وشَرْعَنة ما يريدُه الأقوى.