19 ديسمبر، 2024 2:15 ص

وطىء الماضي … وانتفاخ الحاضر

وطىء الماضي … وانتفاخ الحاضر

نلجأ للماضي بعد ثبات زيف الحاضر وانتفاخه ….والماضي مزيف …وولله الامر……..
ها نحن قد هُنّا…وضيعنا معالمنا…وقد تٌهنا….وقد ديست كرامتنا  وسُفهنا….
بعد اليوم لانكذب ..بعد اليوم ..أُمحوا  (نحن )من قاموس  اقوال العرب…
وتصارحوا بلا خجل ….عن ما جرى في سالف الازمان…
تاريخنا يروي  مهالك اهلنا ..ومصارع الفقراء  …وخزي العلماء
تاريخنا يروي مناقب الامراء ..ومغاني الاغنياء…وهبات الخلفاء للشعراء …والادباء..
تاريخنا ضيع بين جنباته ..حقوق الضعفاء..والنساء…وفرار عباد الله بدينهم  خارج بلدانهم…
واستهتر بحق الشرفاء….
الشعوب تعمل للمستقبل ونحن نفكر بالماضي ونتقاتل عليه ….
الامم تتفائل وتبني ستراتيجيات بعيدة الازل لما بعد 100عام .ونحن نذبح  بعضنا على الاسم والعشيرة والولاء…
لدينا مسلمون ولديهم مسلمون..نصارى بيننا وبينهم..يهود بيننا وبينهم….مواردنا اكثر من خيرات وغلات بلادهم…
 نحن نستهلك ونُستهلك وهم يصنعون وينتجون..نحن نموت وهم يترفهون…نحن نهاجر من بلادنا الى احضانهم .وهم يمرحون في ارضهم ويرحمون دخيلهم…
هم يحاربون الفساد بينهم ..ونحن حكامنا فاسدون…
هم يحبون اوطانهم ونحن كارهون …………هذه حالة بلاد العرب اليوم……
هم يتدبرون في خلق السماوات والارض وما بينهما …ونحن نرتمي بين احضان الضلالة والجهالة والتميع …
يشغلنا هم الانتصارات الواهية على الخصم للوصول الى الكرسي الاعرج …والامم همها شعوبها وبلادها وامنها….مستقبل ابنائها…
ومن هنا …
 أمة  العرب   بعد ان وصل الاحباط الى ابعد الافاق …وتكاثرت الازمات ..وتوالدت المشكلات من رحم  الفوضى الجديدة  والمدنية الجديدة …وجرفنا موج الدنيا   الى المجهول  مع انعدام الحلول …الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والاخلاقية والثقافية……..
بدت الغالبية الغالبة من الاكثرية المسحوقة لمجتمعنا الى تناسي واغفال بؤس ((الحاضر الغائب )) بنية الرجوع الى الماضي لاستحضاره كوجه مقارنة على كل الاصعدة ….وانتقاء بعض لحظاته او ايامه اللطيفة بواسطة احلام اليقظة …وخداع الذات….وقول (رحم الله ايام زمان)!!بتكرار روتيني فارغ من معناه الحقيقي……..وكلاهما كذبا ..فلاخير اتى ولاخير ذهب..
وتتمحور النظرية العربية الازلية على ان الماضي فقط هو الجيد واللطيف والفلههههههههه…وان القادم هو السئ والحضيض… تسمعها من   معظم اغبياء المنابر …. ممن يدعون كذبا انهم دعاة الامة المنتوفين فكريا…وخطبائنا المنظرين المنتظرين…
فالماضي  اصيل في لغتنا  وفي فقهنا البكاء والمستمر بالبكاء والعواء بل قد تصل في بعض الاحيان بنباح ومواء…فتاريخنا يستحق تنويع الاصوات…….اما الاياب العربي اليومي الى الماض فهو كان ولا يزال عنوانا ستراتيجيا من العناوين الجبارة والعملاق في خداع المجتمع واستدراجه لفكرة اننا الاحسن واننا الاقوى ..ولا شئ قبلنا او خير بعدنا…..
واعتقد هذا هو السبب في استخدام العرب وبكثافة رعدية في الكتابة  وابداء الراي وشرح الافكار والتفاوض صيغة (الفعل الماضي)!!
حتى لكأن الحاضر والمضارع المستقبل  غير موجودة في اللغة العربية…….
ومع استمرار الخيبات وتساقط المبادرات وتطاير الافكار كالعهن المنفوش ..مع ادماننا المزمن على التنازلات ادى الى ((الحنين)) الجارف كسيل العرم الى الالتحاق بالحلم المفقود  وهو الفردوس والخلود….المبني على انتظار الفرج المفقود….بعد ان نجد ان الماضي كذبة كبيرة …….
وانطلاقاً من هذا الشتات والتشتت والضياع, امتشقنا «السيوف» في عصر تقنية..الذرة!!!
 ومارسنا «الطغيان» في زمن «الديمقراطية»!! وسفَّهنا معتقداتنا وغلفناها بـ«ظلامية» حالكة متنوعة في أزمنة «التنوير»!!
وتأسيساً على هذا النهج «الماضي المستمر» سعينا وما زلنا نسعى الى طرح أسماء وعناوين وتسميات نابعة من هروبنا المستمر من «الزمن» المعاصر, وألبسناها ثوباً متحفياً ¬ سلفياً ليتناسب مع كل تجليات وصيغ الأفعال الماضية الفاشلة ….والمصرية  لاتعرف غير سياسة الاخونجي
هاهي الثورة السورية ..لا تعرف اسماء غير يزيد ومعاوية  وتتباكى على الاطفال وبالمقابل يتحدث متحدثهم بنقص السلاح وطلب الدعم  …والثورة البحرينية علي والحسن والحسين…
وقنواتنا التلفزيونية …مسلسل عمر ….مسلسل المختار….الخ من اعتزازنا بالماضي التليد..الذي لم نحضره ..بل لقن  على اسماعنا حشرا بغير علم….
اما برامج الترفيه والاغاني فهي مرتبطه فقط بجيل الخمسينيات والستينيات  ومقامات من ايام الموصللي وزرياب .
يبدوا  ان الاغبياء  من العرب خصوصا ..الذين يملئون كهوف وجحور الوطن العربي …ومن صدق كذبة في ان بلاد العرب اوطاني…………ومن تبعهم بجنسية عربية  ممن يقطن دار الكافرين والفاجرين ..اوربا والعالم والغربي.الفارين هجرا لها من ظلم حكامها في ما مضى..متشبثين بشوارب   الماضي …
 ونقول لكل من يحب ان يبقى في الماضي  السحيق
ستصبحون اغبياء حمقى ..منهارةً عقولكم بزيف الطاعة العمياء  ….وتقليد الانعام في عباداتكم………
واتبعاكم سنن الذين من قبلكم …ودخولكم دهاليزهم امنين بعد ان  دخلوها خائفين………بارعين في خلق المشاكل ..وتهويل الصغائر…واهمال امور الخير كلها….يوميا تطلون علينا بطلة جديدة….وخصوصا في زمن الشبهات والمنكرات الان…
يامن  حرفتم الماضي ..خرجتم على حكوماتكم قطعان من ذئاب مفترسة….تطلبون الحرية …لتطبيق الماضي المظلم ..الطائفي …بكل ما ينسحب عليه من هدر للحياة ….وتحسبون انكم مهتدون….وصائبا ما تفعلون..وانتم في زمن احوج فيه الى طمر الخلاف  والجلوس للحوار…وسبحان الله ما ان تبدء انظمة المستبدين بالزلزلة حتى تبدء قضية اثبات الغباء الفطري والاكاديمي….عن طريق العنف اللاواعي وكانهم مجانين في بقاع بلدانهم …وقضية الماضي  في السلطة تعود من جديد..
رجل الدين يفتي بالقتل (ونسى ان الله عفوا يحيب العوف)والاكاديمي يطارح الغرام مع المحاكم الجنائية  ويداعب صدور النساء بالعنف الاسري وحرية المرأة  طمعا في كرسي يملئه …وسفح مع النساء يجمعه…لايقبل اي طرف بالاخر
 بعد ان كانت الفتوى تسند وتخرج عن طريق ثقات صارت الان بيد كل من يستطيع فتح موقع على النت…….
يوميا تتناحرون على …… زواج المسيار .. والمتعة….و المطيار …وارضاع الكبير … وتفخيذ الصغيرة  …واتيان الدبر…وكيفية المداعبة……اتدرون لماذا تنتشر هذه الفقرات بيننا …لكونه اسهل الطرق للطعن في اعراضنا وانسابنا…..ولاننا امة تحب الخلاف  وتهرب من ازماتها الى الماضي  من خلال الطعن واللعن…
وان رجعت الى هذه الاستنباطات الفقهية ستجد لها نصا شرعيا ثابتا لدى من افتى بها مع بيان العلل كاملة…غير منقوصة…..بل هي ضرورات اوجدتها الحاجة والعذر الشديد……
هنا ياتي دور التخندق الطائفي……فلم اجد لحد الان اي مسالة خلافية شديدة ينتقدها ابناء المذهب الذي افتى بها….فقط المذهب الاخر…او من يسمى نفسه الطائفة المنصورة ………وبما ان الغاية تبرر الوسيلة …….فتزحف نحو الطرف الاخر امواج متلاطمة من الاحرف والعبارات  الفاحشة والمستهزءه التي تثبت نظريتي في غبائهم..فاصول النقاش (من فمك ادينك)وليس بما اقول….فالاختلاف يتحول الى خلاف وهذا افسد مافي الحياة!!!
الفكر القومي من اساسه ضيق يؤمن بالقومية ويؤمن بالماضي واننا يجب ان نعود الى راس العالم …واننا ..واننا..واننا………..مع وجود تيارات فكرية كثيرة معه على الساحة لايؤمن بوجودها كقوة فكرية…….
اما الشيوعيه عند العرب  فهي بالاساس اقتصادية …..تداعب جيوب الفقراء….بتجربة لم تستمر الا اياما معدودة ….وان تسنموا سلطة سيبحثون عن نظريات الماضي لتطبيقها في يومنا هذا……وتأليه رمزها ومعاداتها للاسلامين…..
وهنا نقول لكل من  يزحف في عقليته جغرافيا الى بقعة مباركة من ارض الله ….التي امرنا بالسياحة فيها.بغير احتلال ولا غزوا ..ولا اغتصاب…..لا تكونوا كا الدلاء يملؤها من يشاء ..بماء طاهر او نجاسة ظاهرة……….اننا نعيش الماضي في كل تفاصيلنا الحياتية ..ابتداء من الولادة الى الوفاة …
والاسلام بعيد كل البعد عن هذا الفكر البكاء المنتشر بين صفوف بلاد العرب اوطاني…………
فالكل امام الله تعالى سواسية .يفضلهم عملهم…وليس الحسب والنسب………وان دافعتم عن طهران الصفوية  الشيعية  حبا بالماضي او قطر الوهابية او السعودية الارهابية.حبا في الماضي …هاهم يقتلونكم من اجل المستقبل  يا عزيزي!!!!!!!!!لذا انصحك بترك الماضي الاسود……
..فلا يدخل في جعبك شئ منها….ستخسر مجتمعا انت جزء منه…
فالاسلام دين تجدد ….ويبغي الاصلاح ….وفيه ناسخ ومنسوخ ..دلالة على تغير الاحوال في الدنيا ……..وليس ضيقا قلقا…
وستزداد تفتتا بهذه الافكار….فالتعبير عن الراي لدينا جريمة اخلاقية …كفر ….ناعور للعهر…….
نرشق من يخالفنا بالحجار ..ونزحف عليهم بالغزو …واول ما نطعن باعراضهم……
وإيماناً منا بروتينية ورتابة الخطاب العربي المبتدئ بجملة «كان يا ما كان… في قديم الزمان, وسالف العصر والأوان»…ندعوك لحضور حفل الماضي بكل مأسيه وتهمه وظلمته .ابتداء اول ما تذكرون الى اللحظة الانية…….

أحدث المقالات

أحدث المقالات