23 ديسمبر، 2024 10:37 ص

وطن منهوب وشعب مسلوب!!

وطن منهوب وشعب مسلوب!!

وطن ما فيه منهوب وما عليه مسلوب , فثرواته منهوبة وإرادة شعبه مستلبة وحقوقه مصادرة , ووجوده منكوب , فأنهاره تجف وأحياؤه تنفق , وأسماكه تقتل بالملايين , وشعبه يشرد , ودياره إلى دمار , وإنسانه يقهر بالحرمان من الحاجات الأساسية للحياة.
بل أن ما فيه يتقاطع والحقوق المنصوص عليها في لائحة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان.
وطن تمضي على ظهره سكة الخراب والعذاب , وتشيع فيه التداعيات التي تستثمر فيها الأحزاب , وتتواصل التظاهرات التي يتساقط فيها الشباب , ولا من قرار أو جواب.
مدن مخربة , ومزارع قاحلة , ومياه نادرة , ومدارس كالزرائب , وبشاعة وتعاسة ومرارة ومسيرات أحزان ودموع وبهتان , عمائم تضلل وتسخّر الناس المساكين للعمل بإرادة الشيطان.
وأحزاب تمتطي الدين , وتمتهن الفواحش وتستثمر بالفساد والعدوان على الدين والبشر التعبان , فهي أحزاب سرقة وإفساد وعدوان على الوطن والدين ولكن بإسم الوطن والدين , وهي تابعة للآخرين وتدين بإرادة أسيادها وتتعبد في محاريب أرباب نعمتها الذين يؤازرونها ويساندونها ما دامت تحقق مصالحهم على أحسن ما يرام.
ودعوات لمحق الهوية الوطنية وقتل العروبة ونسف العربية وإنكارها وإضعافها حتى يولد جيل لا يعرفها ولا تعرفه , بل يجيد لغات الأسياد والقائلين بأن لا وجود لوطن , وأنه كان من أضياع هذه الدولة أو تلك ذات زمان , فأرض الله واسعة وهي موطن الإنسان , ولا يجوز الإعتراف بحدود وسيادة لأن ذلك يتعارض مع عقائد الأحزاب الموشحة بدين.
أ تقول وطن , إنك تهذي وتطلق ما لايجوز أن يُقال في زمن التلاشي والتماهي والإتباع والخنوع والإذلال والهوان السعيد.
أ تقول وطن , وعقائدنا تنكر الوطن وتبيده وتنهيه , وأحزابنا تصلي وتصوم في محراب الذين بحمايتهم وتوجيهاتهم وإرادتهم يسيطرون على مصائر العباد , المبتلين بمَن يمتهنهم ويستعبدهم ويقهرهم بالحاجات.
لا تقل وطن , وتحرر من وهم الوطن والوطنية , وتعلم أن التحزبية والمذهبية والطائفية نبراس وجودنا ومشعل سلوكنا ومنهاج تفاعلاتنا التي تمحق أي وطن , وتعلي شأن التضاغن والتناحر والإستثمار بالمحن.
فاصمت لأن الوطن خيط دخان , في زمن التردي والإمتهان!!
فهل حقا هناك وطن كباقي الأوطان؟!!